السعودية: حملة تطوعية «إلكترونية» تجمع أكثر من 400 «كتاب مستعمل» في شهر

مشروع أسسه 6 أفراد ويستهدف عشاق المعرفة داخل البلاد وخارجها

بعض الجهات التعليمية تسعى لتثقيف الأفراد بإعادة تدوير الكتب المستعملة («الشرق الأوسط»)
TT

يبدو أن نظرة السعوديين لشبكة الإنترنت، أصبحت أكثراً نضجاً وامتدت لتشمل ثقافة العمل التطوعي، حيث تمكن أحد المواقع الإلكترونية المعنية بشؤون التطوع الخيري من جمع أكثر من 400 كتاب مستعمل في المنطقة الشرقية وحدها، وذلك بالتنسيق مع بعض الجهات التعليمية، في خطوة تطوعوية تسعى لتثقيف الأفراد داخل السعودية وخارجها، وإعادة تدوير الكتب المستعملة بين المراكز والجهات المعرفية والعامة. وتوضح بدرية أحمد، المسؤولة عن حملة جمع الكتب المستعملة والمنسقة العامة لملتقى التطوع العربي الإلكتروني، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الحملة جاءت نتيجة تعاون 6 أعضاء من جماعة نادي الشرقية التطوعي، ممن تناوبوا على عملية تنسيق الكتب وجمعها، وأفادت بأن حملة جمع الكتب المستعملة أخذت مذ كانت فكرة إلى حين الانتهاء من تحقيقها، شهراً واحداً فقط.

وعن الجهات التي تعاونت في إنجاز هذا المشروع التطوعي، أفصحت رئيسة الحملة عن أن عمل الحملة اشتمل على جمع الكتب والأشرطة والمطويات التوعوية، وتعاون في ذلك كل من طالبات المدرسة السادسة الابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم بالدمام، ومدارس الخليج النموذجية، وطالبات وإداريات من مدارس مختلفة، إلى جانب فرع الندوة العالمية للشباب الاسلامي بمدينة الدمام، وتابعت قائلة إن الكتب التي تم جمعها ستذهب بالتنسيق مع الندوة العالمية للشباب الاسلامي إلى «المحتاجين والمتعطشين للمعرفة داخل السعودية وخارجها».

فيما غلب على الكتب المستعملة التي تم جمعها تقاطعها في كونها كتباً دينية وتربوية تثقيفية، إلى جانب بعض المواد السمعية، حيث خرجت الحملة بـ29 مصحفا شريفا، و381 كتابا وكتيب جيب، و506 مطويات وكروت دعوية، و16 كتابا آخر ما بين قصص الأطفال والمجلات الهادفة، بالإضافة إلى 596 شريطا اسلاميا (قرآن كريم، محاضرات، أناشيد)، كما توضح بدرية أحمد، مضيفة أن حملة جمع الكتب المستعملة ستستمر، وستتبعها حملة أخرى، أكدت بأنها ستكون على نطاق أوسع.

ووصفت رئيسة الحملة تجربة العمل التطوعي الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت بأنه «تجربة ناجحة بكل المقاييس»، وتابعت قائلة إن «العمل التطوعي عالم واسع لك أن تساهم فيه بالجانب الذي يتوافق وطموحك التطوعي وقدراتك»، مؤكدة أن من ميزات شبكة الإنترنت أنها سهلت من نشر ثقافة العمل التطوعي والتواصل مع كافة قنواته وفئاته، وهو الأمر الذي تعتقد أنه أخذ في الانتشار بشكل إيجابي بين أفراد المجتمع السعودي.

جدير بالذكر أن عالم التطوع الإلكتروني، أصبح في الفترة الأخيرة يجذب الكثير من الشباب والفتيات في السعودية للانخراط فيه، بحسب الهواية أو نطاق الاهتمام، بحيث أصبح هناك أصدقاء إلكترونيون للبيئة، وأصدقاء مرضى السرطان، ومتطوعو فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ورواد أندية الإغاثة التطوعية، وأندية الطفولة والأيتام التطوعي، ويعتمد غالبية المتطوعين إلكترونياً في السعودية على مساعدة الجهات غير الربحية كالجمعيات الخيرية والمراكز التعليمية والمساجد والأندية، والتعاون معها للمساهمة في تحقيق أهدفها.