«كحيلان» «عطا الله» «سارة» و«نادين» أسماء ليخوت في بحر جدة

«سيلفر» و«ليدي كريستي» أكبر وأفخم الواصلين إلى الشاطئ

يخوت في شاطئ جدة (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

«كحيلان» و«عطا الله» و«راية» و«العلامة الفارقة» و«نادين» و«سارة» قد تعتقد أنها أسماء لخيول أصيلة تجوب مضامير السباق وتحصد الكؤوس في كل جولة لها، لكن قصتنا هنا، وإن تشابهت الاسماء إلا أنها تنتقل من مضمار سباق الخيول الى مرسى جدة لليخوت على شاطئ بحر جدة.

رواج سوق اليخوت في البلاد وانتعاش رياضة البحر في جدة وجهت الأنظار والاهتمام نحو الرياضات البحرية ووسائل الترفيه البحري؛ وفي مقدمتها اليخوت. وعن ذلك يتحدث طلال المنسي، مالك أحد أبرز مراسي اليخوت في جدة، بقوله «نعم هذه الظاهرة موجودة وبشكل كبير ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العالمي، وهي تعد من الضروريات، فنحن هنا في المرسى نتخاطب بتلك اللغة لنميز ونسهل العمل». وأضاف «بما أن المجتمع السعودي عرف بحبه لعاداته وتقاليده، فسنعود به للكثير منها، والمعروف أن اليخوت تصنع في الدول الأوروبية ومعظم مالكيها من رجال الأعمال السعوديين والخليجيين بل ان اكبر اليخوت العالمية مالكوها سعوديون وبعضها بأسماء عربية في الخارج مثل اليخت «ليديز نورا»، الذي يعد من اكبر اليخوت عالمياً».

ويستطرد «لدينا أيضا في المرسى اليخت (كحيلان)، وهو مسمى لأشهر الخيول السعودية و(مزن) و(الكوكيان)، وهو مسمى لنوع من الصدف، وهذا الاسم معروف لدى سكان جدة مع النورس».

وقال المنسي «أنا أفكر في تسمية أحد اليخوت (رفحا)، وهي المنطقة التي ترعرعت فيها. وهناك مراكب سميت بهذه الطريقة مثل الوديعة وجدة». «الشرق الأوسط» وخلال جولة قامت بها على المراسي، وجدت عددا كبيرا من المسميات بل لا تكاد تجد مركباً بدون اسم، إضافة لأسماء النساء مثل سارة وناريمان والعنود وفوز، وأسماء أخرى تعبر عن الكرم والمجد والقوة، ومنها ما يعبر عن الحب والرومانسية والأصالة والتراث. في السياق نفسه، هناك العديد من الأسماء التي أوضحها بعض رواد البحر ويشاهدونها، كما أبان عادل العمودي الذي يحمل مركبه اسم «الراعي»، وهو لقب لمالك اليخت، «أن الأسماء الموجودة على القوارب واليخوت كثيرة، منها ما هو غريب، ومنها ما هو عجيب، فمثلا احدهم أطلق على مركبه (أم محمد)، وهو معروف بـ(أبو محمد)، وهو يوجه رسالة عامة وكبيرة لحبه لزوجته. وآخر يطلق عليه (منحاش) وتعني الكلمة (الهارب)، كناية عن سرعته، ايضا مركب باسم (مستر دير بالك تت تت)، ويعني صوت ابواق السيارات، ويقصد افسحوا له الطريق».

ويقول تركي العبد الله، وهو أحد رواد البحر، ان أسماء أخرى ترتبط بأغانٍ وبعض المصطلحات الجداوية، ولكن غالبا ما تجدها على قوارب الصيد مثل «نظر مرة» وغيرها من الألقاب والكلمات التي تجد فيها خفة دم وبعضها محبب للقارئ وممتع، وقد يساهم في ابتسامة وغالبها يدل على النكتة والفكاهة».

ولأن اليخوت باتت عشقا لبعض ملاكها او من يتاجر بها، فان كثيراً منهم ينفقون عليها مئات الملايين من الريالات، ولا أدل على ذلك من حجم الصفقة التي أبرمها احد مراسي جدة ليختين من أفخم اليخوت؛ هما «سيلفر» و«ليدي كريستي» بلغت كلفتهما نحو مليار ريال.

وفي جولة لـ«الشرق الاوسط» على احدهما، وهو «سيلفر»، فان الدخول اليه أشبه بدخول قصر ملكي فاخر، إذ لا تستطيع الوصول إليه إلا بواسطة مراكب صغيرة ليستقبلك طاقم متكامل من العاملين به. وبمجرد صعودك يمتد نظرك الى بحر من الفخامة الممزوجة بديكورات ورسومات اللوحات الفنية التي تضفي لزائر المركب جوا من المتعة والفضول لدخول قاعاته ومرافقه المتنوعة، والباب الخارجي له يفتح على شكل ستار لمشاهدة مسرحية على خشبة المركب؛ فصولها مصممة بواسطة مبدعين في مجال الديكور ومهندسين متخصصين في بناء المراكب البحرية.

ويضم مكتبة مخصصة لقراءة الكتب تحتوي على أعداد كبيرة من القصص والروايات البحرية الشهيرة، إضافة الى قاعات أعدت خصيصاً لمشاهدة أفضل الأفلام السينمائية ونادٍ رياضي متكامل يجد الزائر للمركب كل أنواع المتعة فيه.

يقول المنسي، ضمن مجموعته في مرسى اليخوت، «إن هذه المراكب تعد الأولى بهذا الحجم ترسو على شواطئ جدة وتمتاز بالعديد من المزايا، فهي تضم العديدَ من المرافق الخدمية المتنوعة المتكاملة بداية من ثمانية أجنحة فندقية متكاملة بكامل مرافقها من غرفتين للنوم وحمامين ومطبخ وقاعة للطعام وأخرى للجلوس ومكتب للعمل». ويضيف «وتحتوي المراكب على جناح المالك وجناح آخر لطاقم الملاحة وناد صحي ومستشفى متنقل ومكتبة، ومنتجع سياحي متكامل ومراكب سياحية صغيرة مثبتة على جانبيه ومراكب ـ جت سكي ـ لتوفير قدر كبير من المتعة لمستأجريه».

ويستطرد بأن «الشكل الخارجي صمم على نحو مركبة حربية طويلة ونحيفة، روعي في تصميه قدرته على اختراق الأمواج وتكسيرها لتعطي سرعة اكبر رغم ضخامة حجمه. كما يستطيع القارب قطع مسافة 5 آلاف ميل بحري دون توقف، ويحتوي أجهزة ملاحية متكاملة وأجهزة اتصال بالانترنت».

يضاف الى ذلك، أن الأثاث الداخلي مصنوع من قبل أفضل شركات الأثاث العالمية المتخصصة ووفق مواصفات خاصة تفي بالغرض للاستخدامات البحرية. كما يوجد بالمركب مهبط خاص لطائرة هليكوبتر وفريق خدمي متكامل يتكون من 16 فردا. وعن التكلفة المالية للمركب، قال المنسي «المركب (سيلفر) تقدر تكلفته بنحو 400 مليون ريال، ويؤجر بنحو 400 يورو، ومعروض للإيجار من قبل المرسى الوكيل الوحيد لشركة ادمستون العالمية».

أما فيما يخص «ليدي كريستي»، فهي مركب لا تقل مكانته عن هذا المركب، ولكنه أصغر حجماً بـ10 أمتار فقط، ولكن بنفس المواصفات.

وما سجلته عدسة المصور وذكر عن «سيلفر» و«ليدي كريستي» ينطبق على مئات اليخوت الفخمة سواء في نفس المستوى او اقل، والتي تجوب بحر جدة بشكل يومي، وإن كان هناك عدد كبير من اليخوت تعود ملكيتها لأفراد، وهو ما يتعذر رصدها وتسجيل ما يمكن عنها.