مشروع عاجل لترميم معبد إيزيس في مصر بتكلفة 20 مليون جنيه مصري

تعرض لزلزال عنيف في القرن الأول الميلادي

د. زاهي حواس
TT

تقديرا لأهمية ما يحتويه من فنون معمارية وزخرفية فريدة، وافق وزير الثقافة المصري فاروق حسني، على تنفيذ مشروع عاجل ومتكامل لانقاذ وترميم معبد «الالهة ايزيس» في قرية «بهبيت» بمركز سمنود بمحافظة الغربية (120 كيلومترا شمال القاهرة) الذي يعد نموذجا للمعابد الفريدة في وسط دلتا مصر.

وأوضح الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، أن المشروع يتضمن اعادة تركيب المعبد الذي سقطت جدرانه، إثر تعرضه لزلزال عنيف في القرن الأول الميلادي، مما ترتب عليه انهيار جدرانه وتفكك أركانه، ومازالت الكتل الحجرية المنقوشة فوق بعضها البعض، ولا يظهر منها سوى 10% من أحجار المعبد والباقي مطمور لا يمكن رؤيته، إلا بعد رفع الأحجار أولا بأول.

وقال حواس «سيستغرق المشروع نحو 18 شهرا بتكلفة اجمالية حوالي 20 مليون جنيه مصري، ويشمل رفع الكتل الحجرية وتصنيفها إلى جانب بعضها البعض، في المنطقة جنوب المعبد وشماله وغربه، مع الأخذ في الاعتبار أن الأحجار المنقوشة المتراصة فوق بعضها، يتراوح وزنها من طن واحد حتى 20 طنا، وهو ما يتطلب استخدام أوناش ذات قدرة عالية. من جانبه، قال الدكتور محمد عبد المقصود مدير أثار الوجه البحري «إن المشروع يشمل أيضا تنفيذ عمليات الصيانة والترميم الدقيق للقطع المكتشفة، وتنظيفها من الأملاح على أن يتبعها رسم وتصوير وتسجيل جميع النقوش المكتشفة، وهذه العملية تستلزم «أوناش» ذات قدرة عالية للمخطط المعد سلفا». وأضاف أن المشروع يتضمن أيضا سحب المياه الجوفية من أرضية المعبد، خاصة أن الأملاح قد طغت على العديد من الكتل الحجرية المنقوشة، مما أدى إلى تآكل بعضها، فيما لم تفلح أعمال الترميم القائمة حاليا، في وضع حل لهذه المشكلة، حيث ان درجة صلابة حجر البازلت عالية، مما يجعل ترميمه صعبا.

وقال نور عبد الصمد مدير إدارة المواقع الأثرية بالمجلس الأعلي للآثار، إن بداية بناء هذا المعبد تعود إلى عصر الملك نختانبو الأول «380 ق.م» ثم الملك نختانبو الثاني «360ق.م» وهما من ملوك الأسرة الثلاثين. وأضاف «استكمل بطليموس الثاني بناء هذا المعبد عام 84ق.م ثم بطليموس الثالث وزوجته برينيكي الثانية في عام 46ق.م»، موضحا أن المعبد شيد لعبادة الآلهة إيزيس نظرا للأهمية الكبيرة لها في تاريخ مصر القديم، وما ارتبط بأسطورتها الشهيرة وصراعها مع الإله ست واسترداد عرش الإله حورس، وارتباط ذلك الصراع المرير بأحراش الدلتا، وهو ما مثل سببا رئيسيا في اختيار وسط الدلتا كمكان لتشييد هذا المعبد، الذي يضارع في أهميته الأثرية والتاريخية والفنية والمعمارية معابد فيله وإدفو وكوم أمبو ومثيلاتها التي شيدت في هذا العصر.