الحضور المتميز للجمهور يطيل عروض الفن التشكيلي النسوي في العراق

فنانة تشكيلية لـ «الشرق الأوسط» : رغبتنا نقل المعرض للولايات المتحدة التي دخلت بلادنا بالدبابة وسندخلها بالفن والأمل

TT

استمرار الحضور المتميز في قاعة الفنانين التشكيليين في منطقة المنصور ببغداد جعل من الفنانات العراقيات المشاركات في المعرض الفني التشكيلي الذي اقمنه ان يستمررن في الحضور لشرح ابعاد لوحاتهن للجمهور وليتلقين اكبر تكريم من الحضور المتميز الذي شهدته «الشرق الأوسط». الحضور وصفته الفنانة العراقية يسرى العبادي، وهي من الفنانات الرائدات، بـ«الرائع والمفرح» وقالت «مثل هذا الحضور يعطيك نوعا من القوة والتحدي للاستمرار بالعطاء الفني.. صحيح أن السنوات الماضية كانت قاسية على الجميع وسادت أجواء العنف والقتل والخطف لكن بذات الوقت كانت هناك دوما نقطة ضوء في نهاية النفق حرص الفنان العراقي على خلقها من خلال فرشاته وكلمته وألوانه وكل أنواع الفنون».

وأضافت العبادي حول المعرض انه عبارة عن احتفالية كبيرة بالألوان والحياة نفسها «ونحن كفنانات عراقيات نشعر بحاجتنا لممارسة حريتنا لكن من خلال لوحاتنا، ونحن نشعر أن خارج هذه القاعة شيء يختلف تماما عما في داخلها، فالخارج ما زال عبارة عن لوحه سوداء معتمة، نأمل أن نساهم في إضافة الوان جميلة خلالها». وعن سبب تخصص المعرض بالفنانة العراقية، قالت «إن الإبداع لا يعترف بالفرق بين الذكر والأنثى إلا انني اشعر أن المرأة في بعض الأحيان أقوى من الرجل، وبخاصة المرأة العراقية التي لم تتوقف عن الخلق والإبداع، وطموحنا الآن هو اكبر من إقامة معرض للفنانات العراقيات داخل العراق، وفعلا وجدنا صدى عربيا وعالميا لهذا الفن، وهنا نطمح بنقل لوحاتنا عالميا وهدفنا نقل المعرض الى أميركا التي دخلتنا بالدبابات والدم.. نحن نريد أن ندخلهم باللوحات والجمال ونشر السلام في العالم اجمع، تكفينا الحروب. الفنانة أسيل سالم، بينت أن أهم ما في هذا المعرض هو اندماج أعمال الفنانات بالفن الشبابي الحديث، فكانت هناك أعمال من مدارس مختلفة وكانت فرصة للجميع للتعبير عن رأيهم من خلال اعمالهم الفنية. وأضافت أن «المعرض أجل لعدة مرات بسبب حظر التجوال والظروف التي شهدتها العاصمة، وكنا نتخوف، وعندما تقرر فتح المعرض وأن يكون الحضور قليلا لكن الذي شاهدناه فاق التصور، لأنه تحد بين الفن والوضع العراقي المؤلم، ونأمل الآن أن ننقل معرضنا لدول أخرى، وهناك مشاريع تعمل بهذا الاتجاه»، مشيرة إلى أن «الفنان العراقي لم يتوقف عن الإبداع، فعلى الرغم من الأجواء غير الطبيعية التي تلت أحداث 2003 تمكنا من إقامة عدة معارض في بغداد وإقليم كردستان، ولم تكن هناك أي سلطة أو أجهزة حكومية تعمل في الشارع العراقي، وكنا نعرض أعمالنا حتى في قاعات لم ترمم بعد». ضحى محمد إبراهيم، واحدة من الفنانات الرائدات التي ساهمت في معرض الفنانات، قالت بيتا من الشعر كتبته بنفسها: (اسأل التاريخ عني فانا من أورق البيدر).. و(أنا برغم مرارتي فانا من اوجد السكر) وهنا نريد كفنانات من المرأة العراقية أن تستيقظ وان تخرج من قوقعتها وان تخرج من زمن الظلام والدم، فالكل يعلم الوضع الأمني وهنا كنا نريد عودة المرأة كما عهدناها رائعة جميلة موجودة في كل مكان. وبينت أن «من أهم ما موجود بالمعرض هو خلوه من التعصب، وجاء مفتوحا ومتناغما، وكان أشبه بتظاهرة إبداع بأفكاره وتحقيق للذات، فكل شيء مباح أمام الفنان، يطرح فكرته بكل حرية، ومن خضم السواد والدم أخرجنا ألوانا فرحة».

الفنانة والاستاذة في جامعة بغداد نضال العفراوي قالت إن هذا المعرض جاء بمبادرة من النائبة البرلمانية ميسون الدملوجي والفنان قاسم سبتي نائب رئيس جمعية الفنانين، لأن الفنان العراقي بحاجة إلى وجود أشخاص يبحثون عن كيفية تشجيعهم، كما أن المجتمع بحاجة إلى من يجد له الأمل وهذا لا يحدث إلا من خلال الفنان والشاعر والقاص ومختلف الفنون، فربما يتكون المجتمع من مكونات عديدة وطوائف ومذاهب لكن الجميع يتفق عند الفن والرياضة.