رباب نمر تعيد صياغة مفردات العلاقات الإنسانية في معرضها بالقاهرة

تشكيلات حوارية مفعمة بالحيوية والدفء

TT

افتتحت الفنانة الكبيرة رباب نمر معرضها الجديد «إنسانيات» أخيرا بقاعة الزمالك للفن بالقاهرة. وتحت هذا الاسم عرضت تجربة تشكيلية لافتة في فن الرسم الملون، تمثل هذه التجربة شيئا من الواقع؛ إذ أنها تتناول الحب والأمل والصداقة والحوار.. وغيرها من مفردات العلاقات الإنسانية الأخرى التي بات يفتقدها البشر شيئا فشيئا، وهى بذلك تعيد صياغة هذا العامل المهم بشيء من الترابط اللوني محدد المساحة؛ ففي علاقات الأفراد فيما بينهم من حيث الشكل المرسوم نجد هناك حالة حوارية مفعمة بالدفء والحميمية، يتجلى ذلك أكثر وضوحا في حركات اليد والزهور والعصافير والأسماك. وكلها رموز تعكس هذا المفهوم بالشكل الذي وظفت في إطاره؛ ففي إحدى اللوحات مثلا نجد هناك امرأة واقفة تمسك بيدها زهرة، وفوق كتفها يحط عصفور يتوجه نحو ملامحها كأنه يحاورها، أو يريد أن يخبرها نبأ عن شخص ما.. هذه العلاقة الحوارية لا تتجلى فحسب على المستوى الموضوعي الصوري، وإنما على مستوى الشكل بما يحمله من مقومات: لونية، حركية، خطية، ومثلما كانت الدهشة في بداية الأمر فيما يتعلق بالتقنية وكيفية الحفاظ عليها في مستويات متفاوتة فوق مساحة واحدة، أصبحت الدهشة الآن تتعلق بالشكل وكيفية تكوينه بهذا المنطق التجريدي التعبيري الخاص للغاية، بما لا يفقده أيا من نواحيه الجمالية عدا انفعال ملامح الأشخاص التي نراها، كأنها واحدة في كل الأحوال والمواقف مع اختلاف المشهد التشكيلي، أما عن المساحات فقد كانت ناجحة في تحقيق هذا الحيز المرئي المتعمق عبر أقلام الفلوماستر كمساحات تمهيدية في البداية الأرضية، واستخدام أقلام الحبر الشيني الأسود كمبرر أو وسيلة لا أكثر لتحقيق الظل فتصبح التقنية بهذه الطريقة طيعة وسهلة، تمكن الفنانة من إثراء الخامة وتوكيد تعاملها الخاص معها.