معرض «الفيصل شاهد وشهيد» يحرك مشاعر الحاضرات للفعاليات النسائية

الأميرة صيتة بنت عبد العزيز: لا نستطيع أن نفيه حقه مهما فعلنا

هدية الأميرة سارة الفيصل عبارة عن صورة للملك فيصل والملك عبد الله («الشرق الأوسط»)
TT

حرك معرض «الفيصل شاهد وشهيد»، الذي ينظمه مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية بالتزامن مع انعقاد الندوة العلمية لتاريخ الملك فيصل بن عبد العزيز، مشاعر الحاضرات وفي مقدمتهم الأميرة صيتة بنت عبد العزيز وذكرياتها الدفينة مع الملك فيصل، لدى افتتاحها الفعاليات النسائية للمعرض، مساء اول من أمس، بحضور نخبة من الأميرات وزوجات السفراء والوزراء وكبار الشخصيات والأكاديميات وعدد من الصحافيات والإعلاميات.

وبدموع باكية قالت الأميرة صيتة: بعد وفاة الملك عبد العزيز كنا نذهب إليه كل ليلة كما كنا نفعل في عهد الملك سعود، ولم نذكر قط أننا قضينا ليلة من دون الذهاب إليهم، وكنا نتبادل أطراف الحديث بكل أريحية ومن دون حواجز، وهذا ما ربانا عليه والدنا من الترابط والتواصل وأن لا يتعدى الصغير على الكبير.

وأشارت إلى اهتمام الملك فيصل بأخواته وحرصه عليهن وسؤاله الدائم عنهن، على الرغم من مسؤولياته واهتماماته الكبيرة، مضيفة انه كان يعاملنا معاملة لا نستطيع أن نوفيه حقه مهما فعلنا.

وتحدثت الأميرة صيتة عن ذكاء الملك فيصل وحكمته وحنكته واتقانه للغتين الفرنسية والانجليزية، وحرصه على متابعة الإذاعة بمختلف لغاتها، كما تطرقت إلى دوره في القضايا العربية، وموقفه من اعتذار جمال عبد الناصر مع محمد حسنين هيكل وأحمد سعيد ما يدل على حلمه وقوة شخصيته.

وقامت الأميرة صيتة بنت عبد العزيز بجولة في المعرض، الذي يحتضنه المتحف الوطني بمركز الملك عبد العزيز التاريخي، ويضم مقتنيات وكتبا وكلمات خطابية نادرة للملك فيصل، واستمعت إلى شرح الأميرة مها بنت محمد الفيصل عن الصور التي تمثل مراحل من حياة الملك فيصل، وأبدت إعجابها بما شاهدته من معروضات تعكس مرحلة من تاريخ «المملكة العربية السعودية» وتسلط الضوء على جوانب عدة من تاريخ الملك فيصل وما قدمه لشعبه وللأمة العربية والإسلامية، ثم قدمت لها الأميرة سارة الفيصل هدية عبارة عن صورة للملك فيصل والملك عبد الله.

وذكرت الأميرة هيفاء الفيصل لـ«الشرق الأوسط»، أن الملك فيصل دافع عن حق المرأة في التعليم بصورة رسمية وأقره لها، وقد تجلى ذلك بافتتاحه هو والوالدة مدارس نموذجية بالطائف للبنين والبنات، إلا أنه في ذلك الوقت لم يلتحق بها سوى البنين، ثم تطورت وأصبحت مدارس الثغر النموذجية بجدة، ومن ثم فتح دار الحنان، حيث يعتبر التعليم والعمل للمرأة من أهم الحقوق الأساسية التي تحتاج إليها المرأة في أي مكان بالعالم.

وحول الدور الأبوي للملك الراحل أجابت الأميرة لطيفة الفيصل: كان أباً بمعنى الكلمة وحريصاً على ترابط العائلة، وكنا مثل أي عائلة يجلس معنا معظم وقته، خاصة في الإجازات ويتناول معنا الوجبات الرئيسية، ولم نشهد فرقاً في معاملته معنا، على الرغم من مسؤولياته. كان يسأل عنا باستمرار ويعيش حياة أبنائه بكل تفاصيلها ويدعمنا في جميع أمورنا، وكان من أبرز صفاته العيش مع أبنائه بمختلف أعمارهم، فكان يلعب مع الصغير ويوجه الكبير وعندما يخطئ أحدنا كان يعتمد أسلوباً أبوياً حنوناً عن طريق توجيه رسائل مبطنة، كقصة أو حكاية، للمخطئ من دون توجيه عتاب مباشر له.

واحتوى المعرض على صور للملك فيصل تمثل مراحل مختلفة من حياته، ونصوص تاريخية عنه وأفلام قصيرة عن بعض رحلاته الخارجية المبكرة مثل: فيلم يحكي رحلته الأولى إلى بريطانيا عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، وآخر عن رحلته الثانية وهو في العشرين من عمره. كما تضمن عروضاً لبعض الخطب السياسية، وعرضاً لعدد من الأوسمة والسيوف والمخطوطات وبعض المقتنيات الخاصة، وغيرها من الأشياء الشخصية المتعلقة بالملك فيصل عبر حقب زمنية متباينة.

ويستمر المعرض فترة طويلة تمتد إلى عام تقريباً، حيث سينتقل إلى مناطق عدة داخل السعودية، إضافة إلى بعض دول الخليج والدول العربية وبعض العواصم الغربية التي كانت تربطها علاقات متميزة بالملك فيصل.