مقاتلو «حزب الله» بين سراويل «الجيش الأميركي» وأحزمة «أرماني»

تسريحات شعر عصرية وسراويل جينز .. الحرب في لبنان آخر موضة

مسلح ذكرت وكالة (أ.ب) انه من حزب الله يرتدي بنطالا كتب عليه «الجيش الأميركي» (أ.ب)
TT

كما غزا مقاتلو «حزب الله» وأعوانهم شوارع ومدن لبنان، غزت صورهم وكالات الأنباء ووسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية، واحتلت تلك الصور مع العناوين التي وصفت ممارساتهم الصفحات الأولى للجرائد وشرائط الأخبار على الفضائيات العربية والعالمية. وعلى الرغم من بشاعة الصور فإن الرجوع إليها واستعراضها يكشف جوانب لم يسمح تسارع الأحداث المستمر بالتوقف عندها، إذ ينم عدد منها عن تناقضات لافتة تدهش المراقب عندما يلاحظها. فمثلا من المعروف عن حسن نصر الله وحزبه كونهما معاديين بشدة للولايات المتحدة الأميركية وسياساتها، فلذلك تعد الصورة التي نقلتها وكالة «اسوشييتد برس» قبل أيام ولم ينتبه لها سوى قلة لافتة للغاية، حيث أظهرت أحد مقاتلي الحزب مرتديا بنطالا عسكريا يحمل عبارة «الجيش الأميركي»، ولولا شرح الصورة المرافق لظننته جنديا أميركيا بالفعل، وظننت أحداث الصورة تجري في العراق أو أفغانستان. وليست هذه الملاحظة الوحيدة على «أزياء» أعوان نصر الله... وعلى الرغم من انه صحيح أن بيروت سعت دائما أن تكون عاصمة للموضة، فلعل آخر ما تتوقعه من شاب ملثم من رجال المعارضة يحمل بندقية أن يرتدي سروال الجينز ذي الخصر المتدني، مع حزام ماركة «أرماني» الإيطالية الفاخرة. أما صور غير الملثمين من مقاتلي «المعارضة»... فتلك قصة أخرى، فقد يصدم المشاهد برؤية كم من هؤلاء بدوا وكأنهم من المراهقين، ينتعلون أحذية رياضية من العلامات التجارية العالمية، ويزينون رؤوسهم بتسريحات شعر عصرية... منظر لشبان قد يتخيلهم كثيرون في صالة ألعاب فيديو وليس على أرض معركة حقيقية. من جهة ثانية، قد تعكس صورة نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية لرجال من «حزب الله» مدى «التبلد» الذي أصاب كثيرا من هؤلاء، فهم بدوا مستمتعين بوقتهم بدون أي تأنيب ضمير أو قلق فيما هم يدخنون «الشيشة» (الأرجيلة) على طريق مطار بيروت الذي سدوا منافذه أمام المواطنين والسياح والتجار والمرضى والطلاب منذ الأسبوع الماضي. كما تناقلت وسائل الإعلام صورة أخرى بكثرة، هي صورة مقاتل ملثم من أعوان نصر الله كذلك، يمد لسانه ضاحكا ومعبرا عن فرحة الانتصار للكاميرا.