الاستعانة بالحسناوات آخر ابتكارات الشركات العقارية لجذب المشترين

الساعة بـ100 دولار.. وأجرهن لأربعة أيام يصل إلى 4 آلاف دولار

الاستعانة بالحسناوات لجذب العملاء والمشترين، غدت ظاهرة اجتاحت المعارض العقارية وتبدو في الصورة فتاتان تستقبلان العملاء أمس في «سيتي سكيب أبوظبي» (تصوير: جاك جبور)
TT

400 مليار دولار حجم المشروعات في «سيتي سكيب أبوظبي» 2008، ربما هناك من يلفته هذا المبلغ الضخم، إلا أن هناك أيضا ما يلفت أكثر من هذا المبلغ في هذه المعارض العقارية الكبرى، إنهن الجميلات اللاتي أصبحن سلعة رائجة للترويج لهذه المشاريع العقارية الضخمة.. بلا استثناء.

التنافس بين المطورين العقاريين لا يتوقف لاستغلال الطفرة النفطية الهائلة في منطقة الخليج. كانت المرحلة السابقة تتسم بفخامة أجنحة هذه الشركات العقارية، والبذخ الكبير في تصميم المشاريع العقارية نفسها، غير أن البحث عن طرق وأفكار جديدة للتسويق أفرز الاستعانة بطريقة جديدة مبتكرة، تتمثل في عارضات جميلات، مهمتهن تنحصر في جذب العملاء إلى هذه الشركة العقارية أو تلك، بالطبع ليس من مهامهن البيع أو شرح ميزة الوحدات السكنية، بل جذب أكبر عدد من الزائرين. أما ما يحدث بعد ذلك، فإن هناك فرقا للبيع ستتولى الأمور.. المهم جلب المشتري إلى الجناح.

وعلى الرغم من أن مثل هذه الظاهرة في الاستعانة بالعارضات الجميلات بدأت أخيراً، إلا أنها انتشرت بسرعة كبيرة حتى أصبح الجميع، تقريباً، يستعين بهن باعتبارهن جزءاً من العملية التسويقية.

«الشرق الأوسط» سألت أحد كبار العقاريين المشاركين في «سيتي سكيب أبوظبي»، طلب عدم الكشف عن هويته، عن الفتاتين الجميلتين اللتين تتصدران استقبال شركته العقارية؟ فأجاب «هذا ما يطلبه السوق، وهذا ما أصر عليه رئيس الشركة التنفيذي حتى لم أستطع رفض طلبه، باعتبار أن كل الشركات تقوم بذلك». واستطرد قائلا «للمعلومات، فإني رفضت عارضات أخريات بعد أن كانت ملابسهن أقصر بكثير مما تراه».

ولكنه أشار إلى أن النتيجة التي أفرزها قرار الاستعانة بالحسناوات، «كان إيجابيا ووجدنا فيه تغيرا عن معارض أخرى لم نستعن خلالها بالعارضات، فقد تمكنت هاتان العارضتان من جلب مجموعة كبيرة من العملاء».

ويتم اختيار العارضات عن طريق شركات علاقات عامة متخصصة تقوم بدور الوسيط بين العارضات والشركات العقارية ويتم إرسال بريد الكتروني يضم اسماء العارضات وصورهن، وما على العميل إلا الاختيار الصالحة منهن لجذب العملاء أكثر.

ونظراً لأن الطلب كبير على العارضات، فإن اسعارهن ايضا هي الأخرى ارتفعت كثيرا، حتى أصبح سعر العارضة للساعة الواحدة يبدأ من 200 إلى 350 درهماً إماراتياً (ما بين 55 إلى 100 دولار أميركي تقريباً)، وبما أن المعرض يبقى مفتوحاً حوالى 10 ساعات في اليوم، فإن العارضة تربح يوميا مبلغا يصل إلى 1000 دولار، أو 4 آلاف دولار خلال أيام المعرض الأربعة.

أما عن أشكال وألوان العارضات، فلا تسأل؛ فبينهن العربيات والأجنبيات، وبينهن مَنْ ترتدي ملابسَ رياضية، ومنهن من تبحث عن الملابس «الكلاسيك»، وحتى العباءة الخليجية كانت حاضرة، وليس شرطاً أن تكون مَنْ ترتديها فتاة خليجية أو إماراتية، المهم أنها تكون أداة مساعدة لجذب المتسوقين.

لارا، وهي فتاة عربية تعمل عارضة في إحدى الشركات العقارية، تعتبر أن مشاركتها جزء من عملها في الوكالة الإعلانية التي تعمل بها، «اليوم أنا في سيتي سكيب. وبعد أسبوع ربما تجدني أمثل في فيديو كليب، ولا أجد غضاضة في أن أساهم في جذب العملاء للشركة التي أعمل معها.. مؤقتاً».