محمد عبده: أنا جريدة صوتية

وصف نفسه وطلال وعبادي بأنهم فنانون سعوديون أما راشد وعبد المجيد فخليجيان

محمد عبده مع مقدم البرنامج نيشان وفرقة موسيقية مغربية
TT

أطلّ الفنان السعودي محمد عبده من على شاشة mbc1 يوم أول من امس (الجمعة) في حلقة العراب في حلقة استثنائية استمرت لأكثر من ثلاث ساعات بثت من دبي، حيث نقلت أم بي سي برنامجها من بيروت نظرا للأحداث الأخيرة التي اندلعت في لبنان.

وبالرغم من رتابة بعض الأسئلة التي طرحت وضعف التقرير الأول الذي حمل تاريخ فنان العرب، إلا أن البعض من المشتغلين بالفن راهنوا على أن خبرة محمد عبده ستغير منحى اللقاء بالطريقة التي يريدها هو وسيختار بنفسه الوقت المناسب لرفع حدة الحوار الى السخونة، وهذا ما حصل فعلا بعد أن بدأ النصف الاول من اللقاء بطريقة كلاسيكية متكررة ربما أراد عبده أن يتأمل في «نيشان» لمعرفة ما يريد أن يتوصل اليه مذيع الحلقة.

ولكن لم يتوان محمد عبده في الإجابة عن أسئلة نيشان التي تناولت شتّى جوانب حياته الشخصية والمهنية. والطريف في الامر، أن الوقت الذي بدأ فيه دخول محمد عبده خشبة مسرح «العراب» في التاسعة والنصف مساء كان هناك حوار آخر بين الأطراف اللبنانية في شيراتون دوحة قطر وهو الحوار الوطني اللبناني، وربما ذلك النزاع دفع محمد عبده ان يفتتح الحلقة فور دخوله خشبة المسرح بأغنية «اختلفنا».

الفنان السعودي وضع النقط فوق الحروف وحاول ان يقدم الردح وتغليفه بالمدح. ولكن لم يخف حبه «للدلع» في بدايه اللقاء حين رد وقال «أبحث على من يدلعني» وفي الوقت نفسه أكد ان أسراره ودفاتره الخاصة ليست مكشوفة عند أحد حين قال «صدرك أوسع لسرك». فيما لم ينس دعوة والدته والتي تكررها دائما «ربنا يحبب فيك المتقين». وقال عبده في رد على أحد الاسئلة، انه أقنع والدته «بالغناء المباح» وقال «هناك زاوية ضيقة في هذا الجانب دعيني ادخل من خلالها، وفعلا انا الآن اقدم (الغناء المباح) و95% من الفن الموجود الآن حرام».

وامتدح فنان العرب الحكومة السعودية، حين قال «الحكومة السعودية طيبة ومتفهمة في الوقت الذي نجد فيه اضطرابات في شعوبنا». وعن اختياره لهذا الاسم في بداياته قال «واجهت صعوبات في الاذاعة السعودية وقت محاولتي اجازة اسمي، حيث رفضوا اجازة الاسم بسبب وجود عالم مصري يحمل نفس الاسم وتم الرفض في البداية، وبعد إصراري وبكائي تم اجازة الاسم». وعن رفيق دربه الراحل طلال مداح قال عبده «طلال شرف بالموت في المسرح.. حقيقة وليس تمثيلا، في الوقت الذي حاول فيه عمالقة الغناء في ادوارهم السينمائية امثال عبد الحليم وفريد في تمثيل موتهم على خشبة المسرح لكسب تعاطف الجمهور، ولكن طلال جاءته حقيقة»، وأضاف مواصلا حديثه «طلال مداح تربع على عرش الفن في الستينيات الميلادية، نحن من صنع هوية الاغنية السعودية». واختتم عبده حديثه عن طلال بأغنية «يا موقد النار». وعن زملائه مهنته الفنية وزع محمد عبده تصريحاته التي فضل ان تحمل نكهة «المدح والردح»، وهو أسلوب خاص لا يتمتع به في الفن السعودي سوى محمد عبده وابو بكر سالم فقط! وقال في رده على الغناء من ألحان ابو بكر سالم «ابو بكر سالم أفضل من يلحن لنفسه، لأن ألحانه لا يجيد أداءها إلا هو»، فيما قال عن خالد عبد الرحمن في رد على احد الاسئلة «خالد عبد الرحمن خلوق جدا.. ولكن لونه محدود» وعن كاظم الساهر تحدث قائلا «الساهر لو كان صوته افضل من ذلك لأحببت سماعه». وامتدح محمد عبده الملحن السعودي ناصر الصالح ملحن «الاماكن»، حيث قال «لو قدمت نصا للصالح سيلحنه في ساعتين.. وأضاف عبده «أنا لا أعرف من هو الشاعر منصور الشادي.. ناصر الصالح يأتيني بأناس كالأشباح مكتوب على القصيدة أسماؤهم». وأكد عبده أنه لا يهمه اسم الشاعر بقدر اهتمامه للقصيدة الجيدة قائلا «أنا جريدة صوتية.. أحتاج للكاتب المميز الذي يخدم جريدتي».

ولدى سؤاله عن ثروته والأموال التي يملكها، أجاب فنان العرب إن «أعماله التجارية تفتح ألف بيت»؛ في إشارة ذكية منه إلى أن أعماله تؤمن وظائف لأكثر من ألف شخصٍ. وعاد بنا في الذاكرة إلى طفولة أمضاها يتيماً وفقيرا، وحدّثنا عن طموحاته التي بدت مستحيلةً آنذاك وأحلامه الكبيرة بالشهرة والنجاح والمجد.

وعن رأيه في موجة الغناء الحديث وصعود النجوم بسرعة قياسية، أجاب محمد عبده بأن عالم الفنّ أشبه بالسماء فهناك نجوم لامعة وهناك كواكب. أما النجوم فلها عمر افتراضي ومصيرها أن تنطفئ وتلقى مصيرها من الزوال، وأما الكواكب فهي خالدة مشعّة أبد الدهر على غرار كوكب الشرق أم كلثوم وضرب بها المثل على ارتباط نجاح الفنان بطاقم العمل ومجموعة الشعراء والملحنين الذين يقفون بجانبه.

وقد استثنى محمد عبده نفسه حين قال إنه شقّ طريقه وحيدا في مكانٍ لم تكن موسيقاه مستساغةً لمسامع العالم العربي، وكيف أنه اضطر لبذل الكثير من الجهد المضني للوصول بالأغنية السعودية إلى ما هي عليه اليوم. كما تحدث محمد عبده عن فنانين سعوديين ينتمون بفنّهم إلى المدرسة الخليجية أكثر من انتمائهم للمدرسة السعودية، حيث استفادوا من نشوء مجلس التعاون الخليجي الذي سهّل من انتشار نخبةٍ منهم كراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله ورابح صقر وآخرين. فيما انفرد «محمد عبده» بتقديم التراث السعودي والأغنية السعودية الأصيلة التي تمكّن من إيصالها إلى المسامع العربية.