«الدس» هدية الرئيس الأميركي للملك عبد الله

قفاز خاص لحماية اليد من مخالب الطيور الجارحة

خادم الحرمين الشريفين يتسلم «الدس» ومجسم «صقر» من الرئيس الأميركي خلال زيارته الرياض أول من أمس (واس)
TT

قدم الرئيس الأميركي جورج بوش الذي أنهى زيارته للسعودية أمس، لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قفازا خاصا بحمل الصقور. فالعناية بالصقور هي إحدى الهوايات التي يحرص على ممارستها الملك عبد الله، إضافةً إلى حبه للخيول العربية التي اشتهر باهتمامه بها منذ أيام شبابه .

ولم يأت القفاز الذي قدمه بوش مع مجسم لأغلى الطيور الجارحة التي تتخذه أميركا شعارا لها، ردا على الهدية الثمينة التي قدمها الملك عبد الله له، زوجا من الغزلان العربية، اعتبرها الرئيس الأميركي هديةً من خادم الحرمين الشريفين للشعب الأميركي أجمع، بل لمعرفته أيضا لولع الملك عبد الله بهواية تربية الصقور.

ويعتبر «الدس»، كما يُطلق عليه مُربو الصقور في الجزيرة العربية، من أهم أدوات الصقارين ومحبي تلك الهواية، وهي الأداة التي تحمي يد الصقار اليسرى أثناء حمله صقره عليها من مخالبه، المعروفة بحدتها وقوتها. ويُصنع «الدس» من الجلد في الغالب، ثم تُضاف إليه طبقة من المخمل في الخارج، له ثلاثة أو خمسة أصابع، بحسب رغبة الصقار، وتثبت عروة من الجلد أو المعدن بالقرب من المعصم، أو عند نهايته، لغرض ربط الصقر فيها من خلال «السبوق»، أو كما يطلق عليه بلغة الصقارين، في الجزيرة العربية ومنطقة الخليج على حدٍ سواء. وكما هو معروف عن الصقر حال صيده، فإنه يكون جارحاً في الغالب، وقد يصل إلى حد نهش اليد التي أمسكت به وقيدت حريته، فيما يستمر الصقارون في جهودهم لترويضه، كي يقبل العيش الجديد الذي فُرض عليه برفقة صاحبه الصقار، وهو ما يُسمى لديهم بـ«الاستئناس» بمن حوله، وهو الأمر الذي يتطلب من الصقار ارتداء ما يُسمى بـ«الدس»، سعيا لحماية اليد من تلك المخالب .

ومن الطرق التي تُستخدم أيضاً في ترويض الصقر، رشه بكميات من الماء البارد على جناحيه، في خطوة من الصقار لتهدئة الطير الجارح، الذي حل في دنيا جديدة، وبرفقة من سيُعامله بعد اصطياده مُعاملةً قد تفوق معاملة الأبناء، وهي الطريقة التي اعتاد عليها صقارو الجزيرة العربية، حيث تنشأ بينهم وبين صقورهم علاقةً حميمة تستمر في بعض الأحيان لعشرات السنين.

وما أن تبلغ العلاقة الحميمة أوجها ما بين الصقر ومربيه، حتى يُفكر «الصقار» بإطلاق لقب أو اسم خاص بالصقر، يعتاد عليه ذلك الطير، وحالما يبدأ الأخير بالاستجابة لذلك الاسم أو اللقب عند مناداته، تكون الإلفة قد وصلت إلى قمتها بين الصقر ومربيه.

يمكن القول إن تربية الصقور هواية تختص الجزيرة العربية ومنطقة الخليج بها عن حق، وتحفل المنطقة بقصص كثيرة عن تلك الأواصر العميقة التي تجمع بين تلك الطيور الجارحة وأصحابها.