سفير سورية لدى إيطاليا.. شعر بالإيطالية بلا دبلوماسية

على الرغم من بقائه فترة قصيرة في بلاد دانتي

السفير سمير قصير («الشرق الاوسط»)
TT

قلما تجد الدبلوماسيين العرب الذين يتكلمون اللغة الايطالية باتقان كامل نظرا لبقائهم لفترة محدودة في بلد الجمال والفن ولغة الشاعر الكبير دانتي. لكن سمير القصير السفير السوري لدى ايطاليا منذ ثلاث سنوات أصبح متمكنا من لغة البلد المضيف بل شاعرا بالايطالية. وقد أصدرت له دار كريستان ماريتي للنشر الايطالية منذ أيام ديوان شعر ايطالي بعنوان Aspetta «أي: انتظر .. شعر بلا دبلوماسية» كتبت مقدمته ايزابيلا كاميرا دافليتو استاذة الدراسات الشرقية بجامعة روما (لاسابيينزا). وترجمت القصائد الى اللغة العربية وهي من نوع الشعر الحر الذي يتقنه القصير. ونشرت قبل ذلك بعض قصائده بين مقتطفات أدبية مختارة لعدد من الشعراء الايطاليين. يقول القصير انه يحب موسيقى اللغة الايطالية وكانت لديه رغبة عفوية للتعبير بلغة اخرى احس انه قادر على تطويع كلماتها نتيجة قراءاته المستمرة. تقول احدى قصائده:

ألبستك في خيالي ثوب غجرية واسعا وضعت فيه معا صحراء جنوننا ريحا لأشرعتنا طائرتنا الورقية البحر والشاطئ دفتر مذكراتنا ذات يوم سنقرأ معا خارطة رحلاتنا ابتساماتنا بينما كان الناس ينظرون إلينا.

ولأولادنا سنقول هكذا:

لقد التهمنا فضاء حبنا ولد سمير القصير في سورية عام 1957 ودرس الأدب الفرنسي بجامعة دمشق ثم التحق بالسلك الدبلوماسي عام 1980 وعمل سفيرا في السويد قبل قدومه الى ايطاليا. وقد تعلم اللغة الايطالية بنفسه حتى أتقنها وترجم أربعة كتب عن مجموعات قصصية ايطالية، منها اثنتان لدينو بوتزاني وايتالو كالفينو ونشر بعض الترجمات الشعرية والقصصية الايطالية في الصحف العربية والمحلية كما أنه يهتم كثيرا بالشؤون الثقافية التي يحبها الايطاليون. وآخر نشاطاته حضور ندوة اقيمت منذ أيام في مدينة بولونيا بشمال ايطاليا عن حالة المرأة العربية حضرتها عضو مجلس الشيوخ الايطالي ريتا غيديني في اطار «دمشق عاصمة الثقافة العربية للعام 2008 » وأبرزت الندوة صورة المرأة السورية وجرت الاشارة الى كتاب «على خطى الملكة زنوبيا» الذي صدر العام الماضي بمناسبة عيد المرأة العالمي والذي رافق معرض الصور عن حياة المرأة السورية والعمل في فلورنسا وفينيسيا، كما جرى في الندوة تقديم الطبعة الايطالية من كتاب وزيرة المغتربين بثينة شعبان بعنوان «معا، النساء العربيات اللواتي يقلن لا» الذي يدحض الصور السلبية في الغرب عن المرأة العربية. وعلقت مسؤولة الثقافة في بولونيا سيمونا لمبي انها لاحظت في بداية الأمر الفرق بين العادات العربية والعادات الاوروبية لكنها أدركت في النهاية أن النساء العربيات والاوروبيات لديهن قواسم مشتركة كثيرة. وقال القصير «اننا فخورون بما وصلنا اليه لكننا غير راضين لأننا نطمح للأفضل لخير مساهماتنا الحضارية مع الشعوب الاخرى».

المعروف أن ايطاليا تشارك هذا العام في اطار ملتقى حوار الثقافات واحتفالات «دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008» بعدة نشاطات منها معرض مشترك للفنون التشكيلية لفنانين سوريين وايطاليين وعرض للموسيقى الكلاسيكية من نوع موسيقى الحجرة في البندقية (فينيسيا) كما ستشهد قلعة دمشق في يوليو (تموز) المقبل عروضا لاوبرا «عايدة» للموسيقار فيردي. وعادت سورية للمشاركة هذا العام بمهرجان بينالي فينيسيا للفنون التشكيلية بعد انقطاع دام 43 سنة وأقامت جناحا كبيرا استضاف عددا من الفنانين الايطاليين والفرنسيين بالاضافة الى الفنانين السوريين أمثال باسم دحدوح وناصر نعسان آغا. كما افتتح أول أمس معرض الصور الفوتوغرافية «في رحاب سورية جذور المسيحية» في أحد أكبر الأديرة في ايطاليا في سوبياكو شرق روما ويضم المعرض 50 لوحة التقطت في سورية تعرض صورا عن الكنائس والأديرة والمساجد التي تعكس التعايش المشترك. وكان من الحضور غوستافو سيلفا عضو مجلس الشيوخ والسفير غويدو لتري المستشار الدبلوماسي لوزير الداخلية الايطالي.

ستفاجأ وزارة الخارجية الايطالية باهداء خاص سيقوم به هذا الاسبوع سمير القصير لديوانه الشعري المطبوع في ايطاليا باللغتين الايطالية والعربية، وهل هناك اطراء أفضل من ذلك لممثل دبلوماسي الى البلد المضيف لتوثيق العلاقات الدبلوماسية؟