مهرجان كان السينمائي يطفئ أضواءه

بعد عروض الفتنة والإبداع

الممثلة الاميركية انجلينا جولي مع براد بيت و المخرج الاميركي كلينت ايستوود وزوجته قبل عرض فيلمهما «تشانجلينغ» المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان (رويترز)
TT

بعد 12 يوما من النشاط والأضواء والأفلام ذات الموضوعات الجريئة، اختتم مهرجان كان السينمائي الدولي فعالياته ليلة أمس بحفل إعلان الجوائز.

وخلال تلك الفترة اشتد السباق بين الافلام التي تتنافس على واحدة من أهم الجوائز في مجال صناعة السينما على مستوى العالم. وسيطرت على المسابقة الرسمية للدورة الحادية والستين لمهرجان كان تلك الأفلام التي تستكشف الجانب المظلم من الحياة.

وتحديدا، قدم المخرجون الذين تنافسوا في المهرجان هذا العام، أفلاما تحمل نقدا اجتماعيا جريئا، ونجحت أفلام تعتمد على تميز العناصر الفنية فيها بدلا من ضخامة الامكانيات المادية، بالتنافس مع أفلام هوليوود المرتفعة التكلفة.

وجذب فيلم «رقصة فالس مع بشير» للمخرج الإسرائيلي آري فولمان اهتماما كبيرا من قبل الجمهور؛ وهو فيلم تسجيلي بالرسوم المتحركة، ويدور عن مذابح صبرا وشاتيلا بلبنان. ويستعرض هذا الفيلم المثير للدهشة، والذي يحمل جرعة عاطفية مكثفة، ذكريات ومعاناة الجنود الاسرائيليين الذين شاركوا في حرب لبنان ومذابح صبرا وشاتيلا بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين ببيروت عام 1982. كذلك حقق فيلم «24 سيتي» للمخرج الصيني جيا شانجكي، نجاحا في كسب أنظار النقاد إليه؛ وهو يستعرض التغير السريع الحاد الذي حدث لبلاده. وتناول المخرج شانجكي قصة مصنع يتم إغلاقه من أجل أن يحل محله مجمع سكني فاخر.

كذلك هو الحال مع فيلم «القرود الثلاثة» للمخرج التركى نوري بيلج جيلان؛ وهو يدور عن مأساة عائلية بطلها «أيوب» السياسي الطموح والمجرد من المبادئ، والذي يلعب شخصية الزوج. فهو بعد قضاء محكوميته عن جرم لم يقم به إنقاذا لرئيسه، عاد إلى عائلته ليجدها ممزقة ومندفعة نحو الكارثة. فالملل دفع ابنه إلى الانحراف بينما تتورط زوجته في علاقة مع أحد السياسيين. ومن الافلام التي أثارت ضجة في المهرجان، كان فيلم «بين الجدران» للمخرج الفرنسي لوران كانتيه، والذي جدد آمال فرنسا في التطلع للسعفة الذهبية بعد أن بقيت بعيدة عنها لفترة طويلة. ويجمع «بين الجدران» الذي عرض في آخر أيام المسابقة، بين الأسلوبين الروائي والدرامي، ويتسم بقدر كبير من الحدة في تناوله لطبيعة العلاقة بين الطلبة والمدرس داخل جدران فصل فرنسي متعدد الثقافات وغالبا ما يموج بالحركة والنشاط.

كما ظلت فرنسا تعقد آمالا على فيلم «حكاية عيد الميلاد» للمخرج أرنو ديسبليشان والذي لقي استحسانا ويتحدث عن تمزيق شمل أسرة نتيجة وفاة طفل.

يمكن القول إنه التكهن كان صعبا بآراء لجنة التحكيم المؤلفة من تسعة أعضاء برئاسة الممثل الاميركي الذي تحول للاخراج شون بين. وأكد الأخير أن من الضروري «التخلص من تأثيرات الموضة، من أجل مكافأة فيلم يبقى في الذاكرة».

ومقارنة بالأعوام الماضية كان، حضور هوليوود هذا العام إلى مهرجان كان السينمائي ضعيفا. لكن المهرجان اكتسب الكثير من بريقه من حضور نجوم السينما الاميركية مثل داني جلوفر وجاك بلاك وداستين هوفمان وجوينيث بالترو لمشاهدة العروض الافتتاحية لأفلامهم.

وكانت الممثلة الاميركية أنجيلينا جولي وصديقها براد بيت هما من أكثر النجوم اللذين لفتا الانتباه في الدورة الحالية للمهرجان. ولعبت جولي، 32 عاما، دور أم مصممة على البحث عن ابنها بعد اختفائه في فيلم «المتقلب» للمخرج الاميركي المخضرم كلينت إيستوود، حيث لقي ردود فعل إيجابية. وظل اسم جولي يتردد من بين المرشحات لجائزة أحسن ممثلة هذا العام.