الفيلم الفرنسي «بين الجدران» يفوز بالسعفة الذهبية

بعد فترة جفاف طويلة في مهرجانات كان

المخرج الفرنسي لوران كانتيه يقف أمام المصورين مع مجموعة من طلاب ثانوية في باريس، بعد تسلمه جائزة «السعفة الذهبية» عن فيلمه «بين الجدران» في الدورة الـ61 لمهرجان كان السينمائي (إ ب أ)
TT

بعد 12 يوماً من النشاطات الفنية التي تجاوزت عروض الفتنة والاستعراض والمراسم، وشهدت تقديم موفور واسع من الأفلام الجديدة ذات الأفكار والرؤى الجديدة، أعلنت جوائز كان أول من أمس. ومع ذلك الحفل أسدل الستار عن هذا الحدث السنوي المتميز الذي بدأ نشاطاته منذ عام 1946 في مدينة كان الواقعة ضمن ما يعرف بمنطقة «ريفيرا» الفرنسية الساحلية. وجاءت المفاجأة الكبرى في المهرجان، بفوز المخرج الفرنسي لوران كانتيه أول من أمس الأحد بـ«السعفة الذهبية»، وهي الجائزة التي تمنح عادة لأفضل فيلم في مهرجان كان السينمائي، عن فيلمه «أونتر لي مير» (بين الجدران) الذي يتناول العلاقات بين المدرِّسين والطلبة في مدرسة متعددة الثقافات في ضواحي باريس. وتنافس 22 فيلما على نيل الجائزة الكبرى للمهرجان، والتي تعد واحدة من أرفع الجوائز في عالم السينما. وأنهى هذا الفوز فترة جفاف طويلة للسينما الفرنسية بأهم مهرجان سينمائي في العالم.

وكانت آخر مرة تفوز فيها فرنسا بالجائزة الكبرى في مهرجان كان منذ نحو عقدين من الزمان. وشهدت عملية توزيع الجوائز مفاجآت أخرى، حيث خرجت أفلام كانت مرشحة بقوة لنيل الجوائز الكبرى للمهرجان خالية الوفاض؛ من بينها فيلم الرسوم المتحركة التسجيلي (رقصة فالس مع بشير) للمخرج الإسرائيلي اري فولمان الذي يتحدث عن الأحداث المحيطة بمذابح صبرا وشاتيلا، وفيلم «24 سيتي» للمخرج الصيني جيا شانجكي الذي يستعرض التغير السريع الحاد الذي حدث لبلاده. وأشاد رئيس لجنة التحكيم التي تألفت من تسعة أعضاء، الممثل والمخرج الأميركي شون بين في حفل توزيع الجوائز الذي أقيم أمس بالأفلام المشاركة في المنافسة الرئيسية. ووصفها بأنها «مليئة بالمشاعر الجياشة... والأداء الكبير». وعرض الفيلم الدرامي الوثائقي «بين الجدران» في الأيام الأخيرة من المسابقة. واستخدم فيه المخرج كانتيه مدرسين وتلاميذ حقيقيين، لتجسيد أدوارهم في أجواء مدرسة فرنسية في الأيام الأخيرة من المسابقة. ويحول الفيلم، المأخوذ عن السيرة الذاتية للمدرس الفرنسي الشاب فرانسوا بيجودو، القسم الدراسي الذي جرى تصويره إلى نموذج لفرنسا المعاصرة.

وقال كانتيه في مؤتمر صحافي، وهو محاط بممثليه الصغار، إنه يعتقد أن للفيلم رسالة عالمية. وأوضح أن موضوع الفيلم «يهم العالم أجمعَ.. الناس لديها القضايا نفسها مهما كانت الدولة التي كنت فيها».

ولم تخرج السينما الايطالية من مهرجان كان خالية الوفاض هذا العام، حيث فاز فيلمان اختِيرَا للمشاركة في المسابقة الرئيسية بجوائز مهمة. فقد فاز المخرج باولو سورنتينو بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «إيل ديفو» الذي يحكي قصة السياسي الإيطالي جوليو أندريوتي الذي تولى رئاسة الوزراء بإيطاليا سبع مرات. ونال فيلم «جومورا» للمخرج ماتيو جارون «الجائزة الكبرى» التي تعد الثالثة من حيث الأهمية بعد «السعفة الذهبية» في المهرجان. وفيه يكشف جارون بجرأة أساليب عصابات المافيا. وحصل المخرج التركي نوري بيلج جيلان على جائزة مهرجان كان لأفضل إخراج عن الدراما العائلية «اوك مايمون» أو (القرود الثلاثة). وقال جيلان أثناء تسلمه الجائزة: «اهديها إلى بلادي الجميلة التي أحبها بشغف كبير». واعترفت لجنة التحكيم أيضا بالحضور القوي للأفلام التي تدور أحداثها في أميركا اللاتينية بمهرجان هذا العام، إذ حصلت البرازيلية ساندرا كورفيلوني على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «لينها دي باس» من إخراج البرازيليين والتر سالاس ودنييلا توماس ويحكي قصة أربعة إخوة يحاولون تحقيق أحلامهم في الأحياء الفقيرة بساوباولو.

وانتزع بينيسيو ديل تورو، البورتوريكي المولد، جائزة أفضل ممثل عن أداء شخصية المناضل الارجنتيني «ارنستو تشي جيفارا» في فيلم المخرج الأميركي ستيفن سودربيرج «تشي». واستغرقت مدة عرض الفيلم أكثر من أربع ساعات، ويتكون من جزءين. وقال ديل تورو إنه يريد أن يهدي الجائزة «للرجل نفسه» (تشي جيفارا).

أما جائزة أفضل سيناريو فقد ذهبت للأخوين البلجيكيين جان بيير ولوك داردين عن فيلمهما «الصمت» الذي يلقي نظرة على موضوع الهجرة في أوروبا الحديثة من وجهة نظر امرأة ألبانية شابة وخوضها تعقيدات الزواج المرتب.

أما جائزة «الكاميرا الذهبية» للعمل الأول فكانت من نصيب فيلم «الجوع» من إخراج ستيف ماكوين المولود في لندن حول مشاكل آيرلندا الشمالية. ومرة أخرى تثبت رومانيا أنها واحدة من أفضل الدول التي تحتوي على صناعة سينمائية حيث فاز المخرج ماريان كريسان بجائزة «أفضل فيلم قصير» عن فيلمه «ميجاترون».