«بوبي ساندز» يفوز بجائزة الكاميرا الذهبية لأول إنتاج سينمائي

فيلم آيرلندي مثير للجدل في مهرجان «كان»

المخرج البريطاني ستيف ماكوين يحمل جائزة الكاميرا الذهبية لأحسن أول فيلم على فيلمه «الجوع» مع المخرجة الروسية فاليريا غاي غيرمانيكا (إ ب أ)
TT

بعد فوز الفيلم الآيرلندي «الريح التي تهز سيقان الشعير» بجائزة أحسن فيلم قبل عامين في مهرجان «كان»، وما أثاره من جدل في الإعلام والصحافة البريطانيتين، لما تضمنه من تصوير تاريخي لأحداث تعود إلى فترة استقلال آيرلندا خلال العشرينات من القرن الماضي، إذ اعتبرها البعض انحيازا ضد الحكومة البريطانية آنذاك، يأتي فيلم «الجوع» للمخرج البريطاني ستيف ماكوين الذي حاز جائزة الكاميرا الذهبية، مثيرا للجدل مرة أخرى.

وتدور قصة الفيلم عن بوبي ساندز أحد قادة «الجيش السري الآيرلندي» الذي أضرب عن الطعام أثناء فترة اعتقاله إلى حد الموت جوعا.

وسبق للمخرج ستيف ماكوين أن حاز جائزة تيرنر للفنون عام 1999 عن فيلم فيديو. وهو في فيلمه الأول هذا يصور الحياة داخل سجن «ميز» (المتاهة) الواقع في آيرلندا الشمالية لينقل ما حدث عام 1981 حينما قاد ساندز إضرابا عن الطعام استمر 66 يوما.

وواجه ماكوين تهما بإظهار ساندز كشهيد معاصر. وفي الفيلم أجرى المخرج مقارنة ما بين الظروف داخل سجن «ميز» بتلك السائدة في سجني «خليج غوانتانامو» في كوبا و«أبو غريب» في العراق. وقال الفنان البريطاني ماكوين لدى تسلمه الجائزة، التي تعد واحدة من أهم الجوائز في مهرجان «كان»: «أنا فخور جدا بنفسي وفريقي الممثلين والمساعدين الذين شاركوا في هذا الفيلم. فمع بدء عملنا عليه بدأت أشعر أننا ننجز شيئا خاصا».

لكن ماكوين تدارك ما يمكن أن يثير فيلمه من جدل داخل المملكة المتحدة: «أنا انسان. وأنا أفهم طرفي الصراع. فأنا لا تعنيني الأطراف المتصارعة. الفيلم هو حول أناس يمرون في ظروف استثنائية جدا».

وكتب ماكوين سيناريو فيلمه الذي كان من إنتاج بريطاني ـ آيرلندي مشترك وشاركته في وضع السيناريو الكاتبة المسرحية اندا والش. وقامت محطة قناة 4 البريطانية بتمويل الفيلم جنبا إلى جنب مع مؤسسة «شاشة آيرلندا الشمالية» و«لجنة البث الإذاعي لآيرلندا».

ولم يكن مسموحا لفيلم «الجوع» التنافس على جائزة السعفة الذهبية لأن عرضه جرى خارج حدود المنافسة الأساسية للمهرجان. إذ جرى عرضه ضمن قسم آخر يعرف باسم «نظرة خاصة» وكسب حال انتهائه خمس دقائق من التصفيق.

واستخدم فيلم «الجوع» حدا أدنى من الحوار مقابل سلسلة صور صامتة لحالة التدهور الجسدي الذي مر به ساندز الذي توفي بعد 66 يوما من إضرابه عن الطعام. وهذا مقطع تعمد المخرج فيه إثارة اضطراب في نفوس المشاهدين. وأدى دور ساندز الممثل مايكل فاسبندر، بشكل رائع.