كرديات يتدربن على قيادة طائرات.. وإحداهن: لو خيروني بين الزواج والطيران سأختار الثاني

في مطار «عربت» في السليمانية

متدربون على الطيران الزراعي في مطار عربت (تصوير: كامران نجم)
TT

يعتبر الثالث من مايو (أيار) 2007، يوما تاريخيا في سفر الشعب الكردي بكل المقاييس، باعتباره اليوم الذي أقلعت فيه اول طائرة كردية من مطار «عربت» الزراعي، 30 كم جنوب شرقي مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، مرسوم على بدنها علم كردستان، ولكن ليس لأغراض حربية او رحلة مدنية بل لأغراض خدمية، ألا وهي رش المبيدات الحشرية على مساحات زراعية شاسعة في سهل شهرزور الذي يعتبر من اخصب وأجود الاراضي الزراعية في البلاد قاطبة.

ومنذ ذلك الحين غدا هذا المطار القائم على أرض مساحتها 100 دونم بؤرة اهتمام عدد من دول الجوار وتحديدا ايران.

«الشرق الاوسط» زارت المطار الذي بدأ العمل بإنشائه منذ أواسط عام 2005 واستكمل مطلع 2007، ورصدت الحركة فيه عن كثب، والتقت أولا بمهندس الطيران نوروز عبد القادر محيي الدين، 45 عاما، مدير مطار الطيران الزراعي الذي أوضح بدوره المهام الموكلة بهذا المطار قائلا «إقامة مثل هكذا مطار خدمي كان حلما ظل يراودنا منذ عام 1994 لحين قرر السيد عمر فتاح رئيس حكومة الاقليم ـ ادارة السليمانية عام 2005 استحداث مديرية للطيران الزراعي ومطار خاص بها في السليمانية وخصص لها مبلغ مليوني دولار تم إنفاق 600 ألف دولار منه على انشاء مباني ومدارج المطار والمتبقي منه انفق على شراء خمس طائرات ذات منشأ ألماني ـ بريطاني مشترك من طراز (ايكاروس ـ سي 42) مخصصة فقط لأغراض رش المبيدات الحشرية». العميد الركن الطيار عقيل نجم عبد، الذي كان قد أمضى 28 عاما من الخدمة في القوة الجوية العراقية، قال يعمل مع زميل طيار آخر هو الكابتن سعد على تدريب نحو 15 مهندسا زراعيا شابا من بينهم اربع فتيات من مختلف الاختصاصات ومن محافظات الاقليم الثلاث على كيفية قيادة الطائرات الزراعية، وقال انهم «قطعوا شوطا طويلا في مجال تلقي الدروس العلمية النظرية والعملية وحققوا نتائج ممتازة تبشر لهم بمستقبل زاهر في مجال الطيران». وأضاف ان عمليات رش المبيدات تبدأ عادة مع مطلع شهر نيسان (ابريل) وحتى نهاية يونيو (حزيران) من كل عام أي قبل موسم الحصاد، مؤكدا أن اثنتين من الطائرات مخصصتان للرش والاثنتين الأخريين لأغراض تدريب التلاميذ والخامسة للدروس العلمية»، لكنه أوضح أن المديرية تنوي قريبا شراء خمس طائرات مروحية من شركات اما بولونية أو أوكرانية بقيمة تزيد على مليوني دولار لتوسيع نشاطات المديرية وإمكاناتها. وتبلغ كلفة ساعة واحدة من الطيران 1500 دولار.

اما المتدربة سوزان محمد صالح، 29 عاما، الحاصلة على بكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة السليمانية، فقد اعربت عن سرورها العميق لانضمامها الى فريق الطيران الزراعي وقالت انها شعرت بسعادة غامرة ممزوجة بالكثير من الخوف عندما حلقت في الجو للمرة الاولى، وأضافت انها بدأت تتأقلم مع الوضع وتستوعب الدروس العلمية التي تتلقاها باللغتين العربية والانجليزية وانها تطمح في أن تصبح قائدة طائرة متميزة.

بينما أكدت المتدربة سامانه عمر، 29 سنة، وهي مهندسة زراعية ايضا أن ولعها بالطيران دفعها للانضمام الى مديرية الطيران الزراعي وان زوجها يشجعها كثيرا على مواصلة العمل الذي قالت انه بمثابة تجربة فريدة من نوعها بالنسبة للمجتمع الكردي، وروت انها تمكنت في إحدى الطلعات الجوية من السيطرة على الطائرة وإعادتها الى المطار بسلام بعدما أصيب مدربها الكابتن سعد بإعياء مفاجئ جراء الإرهاق الشديد في العمل.

في حين قالت المتدربة شادان جمال، 30 عاما، وهي مهندسة زراعية ايضا، انها تعشق الطيران وانها لو خيرت بينه وبين فارس احلامها فستختار الطيران بلا أدنى شك.