ارتداء المذيعة راشيل راي وشاحا يشبه «الكوفية» يثير زوبعة إعلامية

أميركا منقسمة بين يمينيين اعتبروه رمزا للإرهاب.. ودعاة سلام اعتبروا الأمر تمييزا عنصريا

لقطة من الإعلان الذي ظهرت فيه الإعلامية الأميركية راشيل راي والذي تسبب بجدل أخيرا («الشرق الأوسط»)
TT

تسبب ظهور المذيعة الأميركية راشيل راي، صاحبة البرنامج التلفزيوني الشهير الذي يحمل اسمهاThe Rachael Ray Show، في إعلان لصنف من القهوة المثلجة وهي ترتدي وشاحا يشبه «الكوفية» الفلسطينية بردود فعل متباينة في الولايات المتحدة. فقد أثار هذا الإعلان الذي صورته راي لصالح شركة الفطائر المحلاة العالمية «دانكن دوناتس» حفيظة عدد من ذوي التوجه اليميني المتطرف في الولايات المتحدة الذين اتهموا الشركة «بالترويج للإرهاب»، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس. وكان من بين أبرز المنتقدين الكاتبة ميشيل مالكين، التي اعتبرت في موقعها الإلكتروني على الإنترنت michellemalkin.com أنها تأمل أن يكون اختيار راي لما وصفته بـ«أزياء العنف» عبر ارتداء ما وصفته بـ«كوفية جهادية»، قد تم «عن جهل وليس عن موقف إيديولوجي». وردا على ذلك سارعت الشركة الى سحب دعايتها خلال الأسبوع الماضي، حسب الوكالة الفرنسية. من جهة ثانية قال ستيفان كالديرا، مسؤول التواصل العالمي والشؤون العامة في مقر شركة دانكن دوناتس بالولايات المتحدة، لـ«الشرق الأوسط» في تصريح عبر البريد الإلكتروني بأن الغرض الاساسي من الإعلان كان «الترويج حصريا لقهوة دانكن دوناتس المثلجة». وأضاف: «وبناء على التفسير المفاجئ والمؤسف بحق، من قبل بعض عملائنا لهذا الإعلان، قررنا سحب الإعلان واستبداله بآخر». اللافت في تصريح كالديرا كان وصفه الوشاح الذي ارتدته راشيل راي بأنه «مصنوع من حرير ويحمل تصميم الـ«بايزلي» (ذي الأصل الشرقي)، وليس «كوفية» كما اعتبر كثيرون.

إلا أن «أزمة» إعلان القهوة المثلجة كانت أكثر من مجرد «زوبعة في فنجان» سواء كان الوشاح «كوفية» أم لا، فقد أدى سحب الإعلان إلى إثارة جدل إضافي بدوره، حيث أثار ذلك حفيظة الجمعيات الأميركية المناهضة للحروب والتمييز العنصري التي أرادت توجيه رسالة للمؤسسات التي تميز ضد العرب أو المسلمين. فقد دعا تحالف «آنسر» ANSWERالذي يضم مجموعة من هذه الجمعيات إلى حملة مقاطعة عالمية لمحلات «دانكن دوناتس»، في حال لم تعتذر الشركة علنا للجالية العربية ـ الأميركية عن انصياعها لمن وصفتهم بـ«أعداء العرب من العنصريين». واعتبر التكتل في بيان نشر على موقعه الإلكتروني أن سحب الإعلان هو «إشارة إلى أن آفات العنصرية والشوفينية وتوجه كراهية الأجانب التي تحرك اليمينيين تمثل خطرا حقيقا»، مضيفا: «انه يمثل تكتيكا تقليديا للاستفزاز وتصوير شعب بأكمله على أنه شرير». من جهته يعود كاديرا ليقول: «نحن في دانكن دوناتس نقدر كافة عملائنا، ونبقى حريصين على جعلهم يتذكرون تجربتهم معنا ويسعدون بها».

* «الكوفية» تلف العالم

* سواء ارتدت راشيل راي الكوفية ام لم ترتدها، فإن الأوشحة العربية على أنواعها، بما فيها الشماغ الخليجي و«الكوفية» الفلسطينية التي ارتداها وساهم بشهرتها بشكل كبير الرئيس الراحل ياسر عرفات تحولت الى أكثر من مجرد رمز وبات الكثيرون يرتدونها بشكل مكثف منذ سنوات حول العالم، ولعله بات أمرا عاديا أن تشاهد عددا كبيرا من الشبان والشابات يتوشحون بأشكال وألوان مختلفة منها خلال مواسم الشتاء في المدن الأوروبية.

وتشمل الظاهرة كذلك، عددا من مشاهير العالم مثل المغني كينيا ويست والممثل كولن فاريل.