«طاقة البطاقة» يعرض آلاف البطاقات البريدية من مختلف دول العالم

تم إرسال 100 ألف بطاقة لكافة الفنانين قبل 4 سنوات فأعادوها مع أعمال لهم

طاقة البطاقة .. ظاهرة يتوحد فيها شكل العمل الفني وتختلف التصماميم والألوان (تصوير: جاك جبور)
TT

عندما تقع عيناك على تلك البطاقات التي يضمها معرض «طاقة البطاقة» في متحف الشارقة للفنون حيث تجتمع مئات بل اَلاف البطاقات حوت العديد والعديد من المدارس التشكيلية.. يموج تساؤل واحد في النفس وهو عن مدى القدرة الإبداعية للإنسان في اختزال قدراته الخلاقة ضمن مساحة صغيرة محدودة لبطاقة بريدية.

قصة هذا المعرض بدأت منذ عام 2004 عندما قامت إدارة الفنون في مدينة الشارقة بإرسال نحو مائة ألف بطاقة لكافة الفنانين في العالم أعادوا إرسالها ممهورة بتواقيعهم مع أعمال مميزة ومتنوعة، ويمنح المعرض الفرصة لكافة المشاركين للالتقاء في تظاهرة تجذب انتباه العالم حيث يتوحد شكل العمل الفني وتختلف التصاميم والألوان.

وسيتم اختيار بعض هؤلاء الفنانين للمشاركة في تظاهرة فنية تشكيلية تستضيفهم خلالها إدارة الفنون لإقامة معارض خاصة بهم.

المشاركات وصلت حسب تعليق ميساء السويدي منسقة المعرض من نحو خمس وأربعين دولة أكثرها كان من إيطاليا وفرنسا، حيث استغرقت عملية فرز البطاقات شهرا من العمل المتواصل، وحول ذلك أوضحت بقولها «راعينا في عملية الفرز الكثير من الأسس أهمها أن كان الحرص على طريقة عرض البطاقات التي تحوي رسوما بارزة من الورق المقوى على سبيل المثال بطريقة لا تعرضها للتلف وفرز البطاقة في مجموعات مستقلة بحسب مواضيعها».

وبالحديث عن طريقة العرض لوحظ عرض البطاقات التي تتحدث عن مواضيع كراهية الحروب بطريقة تذكرنا بحمامات السلام الطائرة وفي مناقيرها أغصان الزيتون الندية، وتستوقف النظر بطاقة للفنان الإيطالي موريزيو ستيفانتو عبارة عن موس يجرح كلمة السلام والتي كتبها باللغة الإنجليزية باللون الأخضر الذي يرمز للحضارة والسلام فيسيل منه خط قاني لدماء بريئة.

وما يستغرب له حقا هو المكانة التي مازالت تحظى بها البطاقة البريدية على مستوى العالم رغم الغزو الكاسح لوسائل الاتصال الحديثة من الهاتف بنوعيه الثابت والمتحرك وصولا إلى شبكة الإنترنت. تقول ميساء «مع انفتاح آفاق الاتصالات على مداها وتنوع وسائلها من إيميلات ورسائل جوالة لم تستطع كل هذه الوسائل المستحدثة في التواصل أن تجعل البطاقات البريدية تتخلى عن مكانتها أو تفقد دورها، فلا تزال هناك مليارات من البطاقات المطبوعة يتبادلها سكان الكرة الأرضية سنويًًا تزن مئات الأطنان من الحب والتمنيات والرغبات، وتشغل الملايين من موظفي البريد، وعددًا مماثلا من أصحاب المكتبات والأكشاك السياحية، وقلما تخلو مكتبة في العالم من ركن تُعرض فيه بطاقات بريدية بمختلف الأشكال والألوان وتلبي جميع الأذواق والرغبات».

المعرض سيفتح أبوابه أمام الزوار على مدار ثلاثة أشهر متواصلة، وخلال الشهر ونصف الشهر القادم تعمل إدارة الفنون في الشارقة على إصدار أول كتاب من نوعه يحوي ألف بطاقة من البطاقات المشاركة في المعرض مصحوبة بشروحات نقدية لأصحابها، ومن المقرر أن يصدر الكتاب رسميا في أوائل يوليو القادم.