شباب جازان يقطعون الطريق على البطالة بـ«الدباب»

حولوها إلى تاكسي يكفيهم شر الفاقة والعوز

«الدباب» تحول إلى تاكسي في محاولة لمحاربة البطالة بين شباب جازان («الشرق الأوسط»)
TT

لم ينتظر كثير من الشباب العاطل عن العمل في منطقة جازان الوظائف حتى تأتيهم الى مواقعهم، فابتكروا أعمالا تكفيهم شر الفاقة والعوز، فطفقوا يصارعون الحياة (تحت حرارة الشمس) بحثا عن لقمة عيش لأسرهم من على ظهر الدراجات النارية «الدباب» بعد أن حولوها الى تاكسي حسب الطلب.

ويعتبر الشاب عبد الله الصلوى ان فكرة شراء الدباب لاستخدامه للعمل هو أمر فرضته ظروف الارتفاع الكبير في اسعار السلع والدواء والبناء مما اجبر الكثيرين الى تغيير النظرة الاستهلاكية الى الانتاج لزيادة الدخل ولو من على ظهر دباب، بحسب قوله.

وقال، إن الشباب وجدوا ان تحويل هذه الدبابات الى تاكسي سيمنحهم المال الذي يشترون به الدقيق والارز، كونهما من السلع التي شهدت ارتفاعا قياسيا في المنطقة.

وفي سوق صامطة الذي يعج بحركة المتسوقين من ساعات الصباح الاولى، يتزاحم الشباب اصحاب الدبابات للفوز بزبون، منافسين بذلك سيارات التاكسي «الليموزين»، مسجلين قصصا من الكفاح في وقت عزت فيه الوظائف لعدد كبير من شباب المنطقة.

يقول علي عثمان مدخلي وهو متزوج وأب لثلاثة اطفال، وفي عقده الثاني، انه ترك الدراسة من المرحلة الابتدائية، ولم تمكنه ظروفه الاجتماعية من مواصلة التعليم، ودفعته حالة والده المريض العاجز عن العمل وهو يقاوم الحياة بمفرده رغم كبر سنه، الى البحث عن مصدر للدخل. يقول «انا شاب أنعم بصحة جيدة والحمد لله وقادر على البحث والشقاء فخرجت تاركا دراستي لأوفر لأسرتي احتياجاتها، فوجدت اقرب شغل متوفر وسريع يعالج الازمة التي امر بها هو ان استاجر (دباب) تاكسي مشاوير (الراكب بخمسة ريال وريالين) داخل صامطة».

اما عبد الرحيم الصاعدي فيبين ان العمل ليس سيئا ومردوده طيب، يقول «من الفجر وبعد أداء الصلاة أتوجه راكبا دبابي (الكفرين) متوكلا على الله بحثا عن لقمة العيش لعلّني اوفرها كل يوم، والحمد لله الامور افضل من الجلوس بدون عمل وتلقي المساعدة من الاهل والاخوان».

ويعود مدخلي مواصلا حديثه بالقول «انا استأجر الدباب للعمل عليه، واشترط على صاحب الدباب شرطا اساسيا وهو ان اوفر له اجرة يومية مقدارها 35 ريالا، ووافقت على شرطه حيث اعمل على توفيره، وما زاد فهو يكفي حاجتي على الرغم من وجود منافسة شديدة في هذا العمل».

ويضيف «يشترط هذا العمل رخصة سائق وترخيص من المرور، وانا امتلك الرخصة والترخيص، واصبح هذا العمل هو مصدر رزقي الوحيد، واحاول الحفاظ عليه وتطويره فانا لا استطيع تركه لأبحث عن غيره».

محمد المباركي، صاحب اكبر محل لتاجير الدبابات في محافظة صامتة يقول «بدأت هذا العمل كهواية واصبحت الان مهنة مربحة، فبعد ان كان لدي دباب واحد فقط الان امتلك ما يقارب 45 دبابا مؤجرة بالكامل وتدر علي الخير الوفير».

حسين النجمي، طالب في احدى مدارس صامطة، يعتبر نفسه زبونا دائما لهذه الوسيلة يقول «تعودنا على ركوب هذه الدبابات التي تنقلنا من البيت الى المدرسة بريالين فقط، وهي وسيلة نقل سريعة وخفيفة تسابق السيارات وتشق طريقها بين الأزقة». وتنافس الدبابات سيارات الأجرة في صامطة، وحسب خالد طاهر فان الدبابات اصبحت هنا ذات شان كبير، وقال «لا نستطيع ان نستغني عنها لانخفاض قيمة توصيلة المشوار، ولكنها لا تخلو من خطورة، لانقلابها وتعرض السائق للكسور والجروح والحروق. وقد تسبب زيادة الطلب عليها في زيادة اعدادها وبالتالي في ازدحام الشوارع بها».