سوق صور المشاهير، عالم بحد ذاته، فهو أشبه ببورصة المال العالمية، الطلب على صور النجوم في تزايد مستمر، ففي غضون الاعوام الخمسة الماضية أصبح هوس الناس وبجميع الجنسيات، اخبار النجوم والتشبه بهم وتتبع انبائهم الشخصية والفنية والتعرف على افراد عائلاتهم والاهتمام بزواجهم وطلاقهم وفسخ خطوبتهم وأطفالهم، ودخولهم الى المستشفى للتعافي او للتماثل للشفاء من مرض نفسي وعقلي، وبسبب هذا الاهتمام الزائد بالنجوم نرى أن المستفيدين كثر، فمصورو الباباراتزي يقطعون آلاف الاميال للترصد لنجم زار حديقة، أو آخر تناول الغداء على الشاطئ.
ففي أحياء لندن الراقية، لاسيما على أبواب المطاعم الفاخرة لا بد ان ترى تجمعا لمصوري الباباراتزي يترقبون بفارغ الصبر خروج نجم ما، من الفندق او المطعم او المركز التجاري، وهذا هو عملهم الفعلي، فتلك الصور تدر أموالا طائلة على المصورين وعلى الوكالات التي يعملون لصالحها.
وشغف الناس واهتمامهم بالنجوم خلق مفهوما جديدا لثمن الصور، لدرجة انه في الكثير من الحالات يصل ثمن الصورة الواحدة الى ملايين الدولارات.
ويبدو ان النجمة العالمية انجلينا جولي، تعرف تماما من أي تؤكل الكتف، فهي تعتبر من بين اكثر النجوم التي تظهر صورهم في الصحافة اليومية العالمية، وبما انها سفيرة للنوايا الحسنة وتقوم بعدة أعمال خيرية فقد قررت بيع اول صورة لتوأميها، اللذين من المنتظر ان تلدهما قريبا الى إحدى المجلات العالمية لقاء مبلغ قدره 15 مليون دولار لتلك الصورة المنتظرة لتوأميها اللذين لم يولدا بعد، لتصبح بذلك تلك الصورة الاغلى في العالم على الاطلاق. لكن جولي صرحت عن نيتها في تقديم المبلغ لإحدى المؤسسات الخيرية، ودخلت في المناقصة للحصول على حق نشر الصورة عدة مجلات عالمية، غير ان السعر الخيالي حال دون متابعة عدة مجلات تلك المنافسة. وتحتدم حاليا المعركة ما بين مجلتي OK و Hello، ففي اتصال اجرته «الشرق الاوسط» مع مسؤولة الاتصالات في مجلة OKرفضت ناتالي البوح بأي معلومات حول ما إذا كانت المجلة سوف تنفرد بنشر صورة التوأمين، واكتفت بالقول إنها لا تستطيع التعليق أبدا، مكتفية بالقول يجب علينا ان ننتظر ونرى! وسنأخذ بنصيحة ناتالي وننتظر لنرى أي مجلة ستظفر بحق نشر صور التوأمين، فعند ولادة شايلو نوفيل ابنة انجلينا جولي البيولوجية من صديقها النجم براد بيت بيعت صورتها الاولى لمجلة «بيبول» People الاميركية لقاء مبلغ 4.1 مليون دولار اميركي، وتم بيع حق النشر عالميا لمجلة «هالو» البريطانية مقابل مبلغ 3.5 مليون دولار. فعندما ولدت المغنية والممثلة جنيفر لوبيز توأميها أخيرا، باعت صورة طفلها وطفلتها بمبلغ 6 ملايين دولار، وحينها اعتبرت تلك الصورة على انها الصورة الاغلى في عالم المشاهير الى ان وصلت المنافسة الى اشدها ما بين المجلات للحصول على صورة توأمي انجلينا جولي، ما اضطرها الى دفع مبلغ 15 مليون دولار.
ونذكر من بين أغلى الصور ثمنا في الولايات المتحدة صورة العارضة الراحلة انا نيكول سميث، مع ابنها الاكبر في المستشفى ساعات بعد وضعها طفلتها الجديدة، وقبل وفاة ابنها بساعات، فبيعت تلك الصورة بمبلغ 400 الف دولار وتم نشرها في مجلة «إن تاتش ماغازين»، وباعت سميث ايضا صورة زفافها من هاورد كيه لصالح مجلة «بيبول» بسعر مليون دولار، ومغنية البوب المثيرة للجدل بريتني سبيرز ظهرت على غلاف مجلة «بيبول» مع طفلها شون بريستون وزوجها السابق كيفين فيديرلاين وبيع وقتها الغلاف بمبلغ 500 الف دولار. اما بالنسبة للمثلة الهوليوودية ديمي مور فباعت صورة زواجها، من النجم الشاب اشتن كوتشر بمبلغ 3 ملايين دولار لصالح مجلة «او كيه»، وانفردت المجلة نفسها بنشر صور زفاف نجمة مسلسل «زوجات بائسات» إيفا لونغوريا من لاعب كرة السلة الفرنسي توني باركر مقابل مبلغ مليوني دولار.
واكتفت المغنية كريستينا اغيليرا بمبلغ 1.5 مليون دولار لقاء بيع صورة ابنها ماكس ليرون براتمن.
ويبدو ان انجلينا جولي من أكثر المشاهير الذين قاموا ببيع صورهم للمجلات بمبالغ طائلة، ففي اول ظهور لابنها الاول بالتبني، باعت تلك الصورة الشهيرة لها وهي تحمله عند خروجها من ملجأ في كمبوديا بمبلغ مليون دولار، وفي أول مرة ظهرت فيها جولي مع براد بيت علنا على أحد شواطئ ناميبيا قامت جولي ببيع الصور لمجلة «يو إس ويكلي» لقاء مبلغ 500 الف دولار، وفي اول ظهور لها وهي حامل بيعت الصورة بمبلغ مماثل.
وحمى اسعار صور المشاهير لا تقتصر فقط على نجوم هوليوود إنما تطال ايضا نجوم كرة القدم، العالميين، لاسيما اللاعب البريطاني ديفيد بيكهام الذي يعتبر مع زوجته المغنية السابقة فكتوريا مادة دسمة للاعلام، وتدفع وكالات التصوير اموالا طائلة مقابل الحصول على صورهما، وفي بريطانيا حاليا ينتظر الناس بفارغ الصبر زفاف اللاعب واين روني من خطيبته كولين ماك لوكلين بعد اقل من اسبوعين، ومن المنتظر أن تباع صور الزفاف لاحدى المجلات البريطانية بمبلغ لا يقل عن مليوني جنيه استرليني.