أناقة من أجل الفوز

بعقد اللؤلؤ والبساطة.. ميشيل أوباما تستحضر صورة جاكلين كيندي

TT

ليس من المعتاد ذكر ميشيل أوباما وباربرا بوش في جملة واحدة. ولكن يوجد من يعتقد أنه مع ازدياد قوة ترشيح أوباما التاريخية، يبدو أن زوجته تتبع إرشادات من زوجة بوش الأب (الرئيس الواحد والأربعين) ووالدة بوش الابن (الرئيس الثالث والأربعين). ونحن هنا نتحدث عن الشكل والأزياء.

فقد أثبتت كلتا السيدتين ولعهما باللآلئ المقلدة. واستخدمتا الدعابة للتحسين من صورة زوجيهما. ويقول كارل أنطوني الذي كتب كثيرا عن زوجات الرؤساء، إن «باربرا بوش استخدمت السخرية للحد من الغرور»، تلك الصورة التي طاردت زوجها جورج بوش. وكانت تعليقات ميشيل أوباما ذكية. أما باربرا بوش، المستشارة العنيدة لزوجها، فقد ارتدت زي سيدة كونيكتيكت.

ويبدو أنه على غير العادة أن ميشيل أوباما، المحامية ذات التعليم الرفيع والسيرة الذاتية الضخمة، يمكنها أن تحد من قوة شخصيتها بارتداء نسخة عصرية من ملابس أنيقة من عصر آخر.

وبالطبع، من الممكن أن نعرف الكثير عن أزياء ميشيل أوباما، حيث تدرس وسائل الإعلام شخصيات الحملات الانتخابية بدقة. ولكن المتابعون لهذه الأشياء يرون أن ثيابها البسيطة وتصفيف شعرها على طريقة دونا رييد وقوامها الانسيابي وولعها باللآلئ تجعلها أشبه بسيدات عشن في البيت الأبيض من قبل مثل زوجة بوش الأب وجاكلين كيندي.

ويقول أندريه ليون تالي الكاتب في مجلة «فوغ»، التي وصفت زوجة أوباما بالفتاة الجذابة في عدد إبريل (نيسان)، في حوار معه الأسبوع الماضي: «يعرف الجميع أن الجمهور يستجيب لك وفقا لمظهرك عند الترشيح للمنصب».

وأضاف أن أنسب ما ترتديه زوجة أوباما هو اللآلئ المقلدة والثياب على شكل حرف الـA وتصفيف شعرها مثل جاكي كيندي. فيبدو كل ذلك جزءا من صورتها أمام الجماهير.

عندما صعد أوباما وزوجته على المنصة في سانت بول بعد فوزه يوم الثلاثاء بترشيح الحزب الديمقراطي، كان يرتدي سترة ذات لون محايد تجعله من نجوم مجلة «جي كيو» (لأزياء الرجال)، ولكن بعد لحظات صرفت زوجته الانتباه عنه.

كان سبب صرف الأنظار عن أوباما هو الثوب الأرجواني بدون الأكمام من الكريب الحريري، والذي صممته ماريا بينتو مساعدة جيفري بيني السابقة من أجل زوجة أوباما. وبدا الثوب، الذي تبلغ تكلفته حوالي 900 دولار، بسيطا ولكنه ليس من الثياب التي يطمح إليها الناخبون من الطبقة العاملة.

وتقول ميكي تايلور، مديرة قسم التجميل ومحررة الغلاف في مجلة «إيسنس»: «عندما تعمل على مستوى وطني وعالمي يصبح كل شيء مهما». «فلا تظن أن هناك أشياء صغيرة من الآن فصاعدا. فكل ذلك يعطي معلومات عنك».

وقد قرأت تايلور من مظهر زوجة أوباما يوم الثلاثاء، كما تقول، إنها جاءت لتكون السيدة الأولى، وليس بالضرورة المضيفة الأولى. «فكانت كل سيدة تحدثت معها تتساءل من أين أتت بهذه الثقة». فالفستان الأرجواني وعدم ارتدائها جوارب جعلها تبدو وكأنها تقول: «لقد جئت إلى هنا من أجل العمل».

وتصف تايلور اللآلئ الكبيرة التي كانت ترتديها زوجة أوباما بأنها عملية، ومن الممكن ألا يحب الناخبون تلك الشخصية التي ترتدي لآلئ عملية.

وكانت مجلة «فانيتي فير» قد أشارت إلى الحزام الذي ارتدته ميشيل أوباما عندما أضافتها العام الماضي إلى قائمة أفضل الأزياء العالمية. فقد قالت إيمي فاين كولينز، المراسلة في «فانيتي فير» والمسؤولة عن القائمة التي توضع منذ 68 عاما: «ظهر لي من خلال حزام عز الدين عليّة الذي ارتدته منذ ما يزيد على 15 شهرا أن هذه السيدة لديها ذوق مستقل وقوي ومتميز في الأزياء».

وبدا اللون الذي اختارته ميشيل ليلة الثلاثاء كأنه يمثل رمزا، حتى إن كانت رسالته ذكية لدرجة عدم ملاحظتها. «لا أدري إذا كانوا فكروا في هذا الأمر»، ويشير أنطوني إلى أن اللون الأرجواني، كما يعرف تلاميذ المدارس، يتكون بمزج اللونين الأحمر والأزرق.

وبالطبع ترتدي زوجات السياسيين ملابسهن بما يتناسب مع سياسة أزواجهن. ويقول أنطوني: «لقد دخل عامل اختيار الألوان حتى قبل وجود التلفاز»، مشيرا إلى زوجة الرئيس وارين هاردنغ، فلورينس، واللون الأزرق الذي كانت تفضله، وهو الرمز الذي ساد الحملة الانتخابية عام 1920 عندما قال مالكولم جلادويل إن هاردينغ يسعى إلى الوصول إلى البيت الأبيض معتمدا على مظهره الرئاسي وليس مؤهلاته.

وبالطبع لم يكن فوز هاردينغ في الانتخابات بسبب اللون الأزرق. وكذلك لم يكن ثوب نانسي ريغان الأحمر سببا في وصول رونالد ريغان إلى الرئاسة، أولم تروج ملابس روزالين كارتر ذات اللون الأخضر لبرنامج زوجها الانتخابي بين الجماهير.

ولكن هاميش باولز المحرر في مجلة «فوغ» الذي جمع أزياء من أجل معرض جاكلين كيندي عام 2001 يؤكد أن قوة الأزياء «التي تبدو مهمة في الجرائد والصور» من الممكن أن تدعم صورة السياسي، كما فعلت زوجة كيندي أثناء حملة زوجها الانتخابية وطوال فترة رئاسته.

وأضاف باولز: «وكما فعلت جاكي، تفعل زوجة أوباما الآن بتوجيه رسائل ضمنية وأحيانا صريحة». إن الأمر لا يتوقف عند مجرد تصفيف الشعر بطريقة كينيث. فشكل الشعر مهم جدا، والجميع تابع التغيير في طريقة تصفيف شعر هيلاري.

وبينما كانت زوجة كيندي تعتمد على مجموعة من السيدات الثريات، مثل جاين رايتس مان وباني ميلون ونيكول ألفاند، في ما يتعلق بالأزياء، إلا أن ميشيل أوباما تتحمل عبء اختيار ملابسها وحدها.

وتقول المتحدثة الرسمية باسم زوجة أوباما، كاتي ماكروميك ليلفيلد: «على قدر علمي، فإنها لا تستعين بمصمم أزياء». ولكن من المعروف أن زوجة المرشح لديه علاقة بالمصممة بينتو وإكرام جولدمان، مالكة محل إكرام في شيكاغو. «إن المهم هنا هو أننا لا نبدأ من الصفر مع ميشيل أوباما»، كما تقول كولينز من «فانيتي فير». وأنا متأكدة من أن هناك من يقدم لها النصيحة، ولكنها ليست مجبرة على شيء لا يوحي بشخصيتها. فلديها حس ذاتي واضح جدا.

* خدمة «نيويورك تايمز»