معرض من ذهب

ضمن فعالية «ألف تحفة وتحفة».. متحف دمشق الوطني يقدم روائع «حلي نسائية رفيعة»

قطعة ذهبية من معروضات «حلي نسائية رفيعة» («الشرق الاوسط»)
TT

تحتضن حالياً قاعة المعارض بمتحف دمشق، معرضا أثريا تحت عنوان: «حلي نسائية رفيعة» تنظمه الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية ضمن فعالية «ألف تحفة وتحفة». ويعرض في المتحف حلي نادرة من مجموعات مستودعات المتحف تعرض لأول مرة أمام الجمهور والتي تم اكتشافها في السنوات الأخيرة في مواقع مختلفة، ومن أهمها ماري شرق سورية على ضفاف نهر الفرات وغيرها من المواقع.

ويعود أصل هذه القطع الى الكشوفات التي قامت بها العديد من البعثات الأثرية الأجنبية واكتشفت خلالها هذه النفائس من الحلي النسائية، ومن قوالب تصنيع هذه الحلي.

وتقول ميسر يبرودي مديرة المعرض، ومسؤولة قسم الشرق الأدنى القديم في متحف دمشق، ان المعرض يقدم بانوراما تاريخية وتراثية لأهم المكتشفات في مواقع أثرية مهمة في سورية للحلي الذهبية التي تم تصنيعها من قبل صياغ مهرة. كما يقدم المعرض مجموعة من الأدوات والقوالب التي استخدمها المصنعون القدامى، ففي أوغاريت تم اكتشاف 24 قالباً حجرياً لصناعة الحلي ترجع لبداية الألف الثاني قبل الميلاد. ومن المعروف ان إنتاج الحلي والزينة الذهبية كان من النشاطات الرئيسية في مناطق البحر المتوسط في نهاية عصر البرونز القديم وبداية البرونز الأوسط في سورية، وكانت مقدرتها التزيينية ترضي النخبة من المجتمع لما كانت تظهره من فخامة وأبهة، وسرعان ما اعتبرت كقيمة للتبادل والتجارة.

وتتابع يبرودي ان الصياغ برعوا في التقنيات الأساسية والزخرفة مثل الطرق على أوراق الذهب والمواضيع الزخرفية ذات الرؤوس المنفذة بالطرق أو الضغط ومن المعروضات مثلاً هناك الشريط الجبهي المكتشف في القبر 30 في موقع ماري، والذي يعود لـ2700 قبل الميلاد.

وخلال النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد ظهرت منتجات ذهبية أكثر تقنية وتعقيداً، حيث استخدم المصنع اللحام والزخرفة على الحامي، مما سهل جمع العناصر وجعلها تصويرية وفنية وشهدت تقنيات الحبحبة والفتائل والاجتراع أو التقطيع انطلاقة مميزة منذ بداية الألف الثاني قبل الميلاد. ومن المعروضات المهمة هناك مكتشفات ايبلا، وهي في إطار جنائزي ملكي من جبيل وايبلا، وتعود للبرونز الوسيط 1600 ـ 2000 ق.م. ومن منطقة ايبلا التي تمثل السبق للحرفيين السوريين في مجال صياغة الذهب، تعرض عشرون حلية وجدت في قبور أميرية تعود لـ1700 ـ 1800 قبل الميلاد. وهناك أيضاً المكتشفات من موقع تل قطنة (المشرفة) وسط سورية والتي تظهر كفاءة حرفيي القصر الملكي من خلال تعشيق قطعة من حجرين نصف كريمين من الكورنالين واللازورد مقطعين ومصقولين بشكل دقيق ومفصولين بين حويصلات من شرائط دقيقة من الذهب.