أبوظبي تطور المنطقة الحدودية مع السعودية بمراكز تسوق وقاعات سينما

المسافرون سيحظون برحلة برية مختلفة ومتميزة

المناطق الحدودية ستتغير صورتها بعد الآن، بمراكز تسوق حديثة وقاعات سينما فخمة («الشرق الأوسط»)
TT

لن تكون المناطق الحدودية بين دول مجلس التعاون الخليجي بعد الآن مهملة وهامشية وبعيدا عن التطور العمراني الذي تشهده المدن الرئيسية، حيث سيجد المسافرون أنفسهم مجبرين للتوقف خلال سفرهم ساعات ربما لمشاهدة أحدث الأفلام السينمائية التابعة لشركة وارنر برذرز الشهيرة، قبل تناول وجباتهم في مطاعم فاخرة، وسط بيئة صحراوية.. وحدودية.

وتستعد أبوظبي لتطوير منطقة الرويس المتاخمة للحدود السعودية الإماراتية، بجعلها منطقة جذب تخدم أهالي المنطقة وكذلك المسافرين من كلا البلدين.

وتعد خطوة تطوير أبوظبي لمنطقتها الحدودية الصحراوية، والتي يقع جزء منها في أطراف صحراء الربع الخالي الشهيرة، هي الأولى من نوعها لمناطق حدودية في الدول العربية. وظلت المناطق الحدودية بعيدة عن التطور الذي تشهده العواصم وبعضا من المدن الرئيسية في كل دولة.

وأعلنت أمس شركة الدار العقارية، وهي ثاني أكبر شركة عقارات في الإمارات من حيث القيمة السوقية وتتبع الحكومة المحلية في أبوظبي، عن تطوير شامل لمدينة الرويس، يبدأ بإطلاق مركز حديث للتسوق بتكلفة تبلغ مليار درهم إماراتي (272 مليون دولار أميركي)، وذلك بهدف تلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من السكان في منطقة الرويس، بالإضافة إلى أعداد كبرى من المسافرين على الطريق السريع الرابط بين السعودية والامارات.

إلا أن احمد الصايغ رئيس مجلس إدارة شركة الدار العقارية يعتبر هذا المركز للتسوق ما هو إلى مرحلة أولى من توجه شركته لتطوير المنطقة الحدودية، وقال «ندرس إنشاء مرحلة ثانية يتم فيها إضافة مجمعات سكنية تضم فلال وشققا سكنية.. المنطقة تقع في موقع استراتيجي على حدود الامارات والسعودية وقطر، لذلك نحن في صدد إنشاء مشاريع أخرى منها فندق يخدم ويلبي أحتياجات زوار المنطقة».

وتقع منطقة الرويس على بعد 240 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة الاماراتية أبوظبي، على حدود المملكة العربية السعودية وقطر، كما أنها تقع على طريق دولي سريع يربط بين الدول الثلاث.

يبلغ عدد سكان الرويس حالياً 20 ألف نسمة، ويتوقع أن يتضاعف هذا العدد ليصل إلى حوالي 40 ألفا في عام 2010 وهو العام الذي سيفتتح فيه مركز الرويس للتسوق.

وتعول حكومة أبوظبي على المنطقة الغربية حيث تتيح هذه المنطقة البعيدة حاليا عن المدن الرئيسية في الامارات مثل أبوظبي ودبي، العديد من الفرص الاستثمارية والسياحية، لما تتمتع به من شواطئ نقية ومعالم صحراوية وأصول طبيعية، بما في ذلك محمية أشجار القرم والمواقع الأثرية النادرة، فضلا عن موقعها المميّز بالقرب من دول الخليج المجاورة، وخصوصا السعودية وقطر المتاخمة حدوديا.

وستستفيد كافة المناطق المحيطة بمدينة الرويس، والتي تشمل جبل الظنة ومنطقة الغياثي والمرفأ وجزيرة دلما والغويفات والسلع، من تطوير مدينة الرويس، وهو ما يعني أن المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي ستتحول من منطقة حدودية صحراوية إلى منطقة تضم كافة المرافق التي تشجع الزوار والمسافرين على البقاء فيها، بدلا من مجرد المرور عليها، كما هي عادة المسافرين عند التنقل من دولة لأخرى.

ويقول أحمد الصايغ «يسعدنا أن نرى الرويس تنمو من مجمع صناعي إلى مدينة متكاملة ونرى من واجبنا المساهمة في هذا النمو من خلال تلبية احتياجات المقيمين في المنطقة، وذلك كجزء من التزامات الدار العقارية التي تضع في صدارة أولوياتها المساهمة في تلبية احتياجات كافة المقيمين في الإمارة». وسيخدم مركز الرويس للتسوق العائلات المقيمة في منطقة الرويس بالإضافة إلى حوالي 33 ألف شخص يقيمون في المدن القريبة من الرويس والقادمين من السعودية إلى الامارات والعكس. علما أن سكان هذه المناطق يضطرون حالياً إلى الذهاب إلى أبوظبي، على بعد حوالي 240 كيلومترا، لغايات التسوق والترفيه. وتبلغ مساحة المباني في مركز التسوق أكثر من 40 ألف متر مربع، ويضم 99 محلاً تجارياً تقدم مجموعة واسعة من خيارات الموضة والأدوات المنزلية، هذا بالإضافة إلى أكبر سوبرماركت في مدينة الرويس، والمطاعم والمقاهي، ومركز ترفيهي للأطفال، ومجمع «وارنر برذرز» لعرض الأفلام السينمائية، توفر لسكان المنطقة مجموعة واسعة من خيارات الترفيه. ونظراً لوقوع منطقة الرويس الصناعية على مقربة من الطريق الدولي السريع الذي يربط دولة الإمارات بالمملكة العربية السعودية وقطر فإن مركز الرويس للتسوق سيتيح للمسافرين عبر هذا الطريق التمتع بما يتوفر به من مرافق وخدمات عالية الجودة.

وتعتزم حكومة أبوظبي إقامة شبكة نقل لتوصيل منطقتها الغربية مع بقيمة الإمارات وتنمية اقتصادها، ويتضمن المشروع إقامة مطار جديد وشبكة للسكك الحديدية.

وأظهرت بيانات لجنة تطوير المنطقة الغربية، التي أنشأتها أبوظبي عام 2005 لتطويرها اقتصادياً واجتماعياً، أن المنطقة تغطي 70% من الإمارات و85% من إمارة أبوظبي، وكانت المنطقة عام 2005 تضم حوالي 10% من سكان الإمارة كما شكلت 34% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.