320 صورة ترصد سيرة الملك عبد العزيز وأبنائه

معرض «من ذاكرة التاريخ» يحط رحاله في المدينة المنورة

الملك عبد العزيز آل سعود خلال اجتماعه مع وزرائه
TT

حط معرض الصورة التاريخية «من ذاكرة التاريخ» رحاله في رابع محطاته المدينة المنورة، فاتحا ابوابه امام عشاق التاريخ والباحثين عن المعرفة بـ320 صورة نادرة منوعة ترصد سيرة الملك عبد العزيز وأبنائه الملوك إضافة إلى صور تعرض لقطات من الجزيرة العربية قبل تحقيق وحدتها ونهضتها المعاصرة.  وجاء معرض الصور الذي نظمته مكتبة الأمير فيصل بن فهد للأسرة والطفل، في محطته الرابعة بالمدينة المنورة، حاويا مجموعة كبيرة من الصور التاريخية النادرة التي حظيت باهتمام المجتمع المدني بأطيافه.

وقال الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس مجلس إدارة مكتبة الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز في تقديمه لكتيب المعرض ان محتوياته تمثل «رصداً لنقلة حضارية نوعية وعملاقة شهدتها المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز وأبنائه الملوك توجب علينا أن نسجلها ونوثقها بكل ما هو متاح لدينا من كلمة وصوت وصورة، حتى تظل دروس التاريخ، تضيء لنا على طريق التقدم الحضاري ومواصلة نهج الانجازات».

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد افتتح المحطة الأولى لمعرض (من ذاكرة التاريخ) في مركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض والتي جاءت مواكبة لافتتاح المركز، لينتقل إلى مدينة بريدة المحطة الثانية حيث افتتحه الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، وفي المحطة الثالثة استقر المعرض في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية حيث افتتحه الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، وفي المدينة المنورة كانت المحطة الرابعة للمعرض حيث تم افتتاحه برعاية الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة.

المعرض تضمن مجموعة من الصور التاريخية النادرة التي التقطت في مناسبات مختلفة للملك عبد العزيز وأبناؤه وتصدر المعرض قسم الملك عبد العزيز والذي ضم صوراً نادرة التقطت عام 1910 م، ولقاءات الملك مع الشخصيات والوفود التي زارت المملكة، واللقاءات والمفاوضات والاتفاقيات التي أبرمتها المملكة في مرحلة اكتشاف النفط، كما ضم صوراً للزيارة الملكية الرسمية لمصر عام 1946 والتي يظهر فيها مدى الحفاوة البالغة التي لقيها الملك عبد العزيز أثناء تلك الزيارة من الملك فاروق والشعب المصري. فيما شملت القسم الخاص ببناء الملك عبد العزيز مراحل النشأة في كنف المؤسس الملك عبد العزيز ومرافقتهم له في زياراته، وتوثيقاً لأبرز نشاطاتهم الرسمية على الصعيد الداخلي والخارجي، وجانباً من اهتماماتهم الخاصة بالفروسية والصيد بالصقور والمشاركة بالعرضة السعودية. وأبرز المعرض الطابع العمراني والنشاط الاقتصادي والاجتماعي في عدد من مناطق المملكة والعادات والتقاليد السائدة في عقود من تاريخ البلاد.

المعرض شهد مع افتتاحه على فترتين صباحية ومسائية اقبالاً لافتا تمثل في اهتمام الزوار بفئاتهم العمرية المختلفة بمن فيهم كبار السن في حرص البعض لالتقاط الصور التذكارية في ارجاء المعرض، وتدوين البعض للمعلومات التاريخية فيما اهتم آخرون بالتقاط الصور التاريخية عبر الجوال او الكاميرات الشخصية. انطباعات زوار المعرض دلت أن هناك إضافات معرفية كثيرة استفادوا منها خلال زيارتهم للمعرض (من ذاكرة التاريخ) إضافة معلومة لكل زائر عما احتواه من إثراء للمعلومات التاريخية وفتح نافذة للماضي والاطلاع منها من خلال هذا المعرض معتبرين أن مثل هذه المعارض من شأنها أن تخدم الجميع في التعرف على جوانب كبيرة من تاريخ البلاد. وفي معرض حديثه عن المعرض وصف الدكتور منصور بن محمد النزهة مدير جامعة طيبة أن اختيار إدارة مركز ومكتبة الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز للأسرة والطفل جامعة طيبة لاحتضان معرض «من ذاكرة التاريخ» يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية والتعليمية في قلوب أبناء الوطن ويغرس معاني الانتماء والوجدان ويرسخ الدور الذي قام به الملك عبد العزيز من جهود مبرزة في توحيد أرجاء تراب الوطن وبناء انجازه.

في حين بين محمد بن احمد الشدي المشرف العام على مركز ومكتبة الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز «أن المعرض ذو أبعاد ثقافية وتربوية واجتماعية ويشكل تكريساً للأهداف التي تسعى المكتبة لتحقيقها من خلال تنفيذ تلك الرحلات، كما أن المكتبة أتاحت الاستفادة لعدد كبير من الباحثين والمؤرخين الذين اعتنوا بدراسة تاريخ المملكة وسير أعلامها وذلك من خلال المعرض أو المشاريع المتصلة بالمكتبة، مؤكداً أن العمل جار لاستكمال عدد من المشروعات التي ستسهم في تفعيل جوانب متعددة على هذا الصعيد.

وتصدر المعرض قسم صور الملك عبد العزيز والذي ضم صوراً نادرة التقطت في مناسبات مختلف منذ عام 1910 ومن مصادر لمجموعات مصورين وأرشيف جهات مختلفة مثل شركة ارامكو، ومجلة لايف الأميركية وغيرها، وتركزت على لقاءات الملك مع الشخصيات والوفود التي زارت المملكة، واللقاءات والمفاوضات والاتفاقيات التي أبرمتها المملكة في مرحلة اكتشاف النفط، كما ضم صوراً للزيارة الملكية الرسمية لمصر عام 1946.

وشكلت صور الملك عبد العزيز آل سعود الجانب الأبرز وكان أولها ما تم في زياراته لمصر في شهر يناير 1946م، فعلى الرغم من كثرة رحلاته وأسفاره داخل البلاد التي لا تنتهي طوال العام، إلا أنه لم يخرج من بلاده بعد توليه الحكم فيها إلا أربع مرات، زار خلالها في المرة الأولى البحرين والكويت والبصرة أثناء الحرب العالمية الأولى، وفي المرة الثانية سافر إلى العراق حيث التقى بملكها فيصل في الثالث والعشرين من شهر مارس 1930م، أما في المرة الثالثة فقد سافر فيها إلى مصر في الرابع عشر من فبراير 1945 ليقابل الرئيس روزفلت رئيس الولايات المتحدة ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، كما التقى الملك فاروق حينذاك. على حين كانت المرة الرابعة والأخيرة هي الزيارة الرسمية لمصر في شهر يناير 1946م، وكانت تلك الزيارة التاريخية خطوة لتوثيق عرى العلاقات السعودية ـ المصرية في الحقبة الممتدة بين عامي 1902 ـ 1936م والتي شهدت إنشاء جامعة الدول العربية، والاجتماع التاريخي الذي عرف «باجتماع رضوى» بين الملك عبد العزيز والملك فاروق في 25 يناير 1945م، ثم الزيارة الخاصة التي قام بها الملك عبد العزيز لمصر في الرابع عشر من فبراير 1945م، حيث التقى رئيس الولايات المتحدة روزفلت وونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا والملك فاروق.

وفي جانب آخر من المعرض عرضت صور الملك سعود وفيصل وخالد خلال المشاركات في الزيارات الملكية، والتي عرضت تمثيل المملكة في المحافل العالمية وأيضا المشاركة في العديد من الجوانب التنموية ومرحلة تأسيس البنية التحتية. ويوثق هذا الجزء من المعرض لأبرز النشاطات الرسمية للأمراء على الصعيد الداخلي والخارجي، وجانباً من اهتماماتهم الخاصة بالفروسية والصيد بالصقور والمشاركة بالعرضة السعودية.. وأبرز المعرض الطابع العمراني والنشاط الاقتصادي والاجتماعي في عدد من مناطق المملكة والعادات والتقاليد السائدة في عقود من تاريخ البلاد.