آثار تيماء وجدة القديمة تستوقف 30 سائحاً ألمانياً

500 قطعة منزلية جمعتها سيدة في معرض حجازي بجدة

الماني يؤدي رقصة المزمار («الشرق الأوسط»)
TT

وقف نحو 30 سائحاً ألمانياً وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي الألماني إعجابا بالآثار القديمة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، في كل من تيماء والحجاز، والتي تم اكتشافها من قبل فريق سعودي ـ ألماني يقوم برحلة تنقيب وبحث عنها في تلك المناطق ضمن التعاون الثقافي بين البلدين في هذا الجانب، وتم عرضها على شكل صور للآثار وصور أخرى لعمليات البحث القائمة وطرق حفظ تلك القطع النادرة، كما احتوى المعرض على بعض القطع والآثار الحجازية التي تعود لعصور ما قبل الإسلام وتحاكي ما تم اكتشافه في تيماء ومعرض خاص للمنزل الحجازي ومظاهر الحياة السعودية في الحجاز وجدة خصوصا شملت البيت الجداوي القديم بكافة محتوياته والأزياء الحجازية لكل لفئات العمرية ومراسم الزواج. يقول المهندس سامي نوار، مدير عام الثقافة والسياحة بجدة لـ«الشرق الاوسط»، ان المعرض يأتي ضمن التعاون بين البلدين في جانبي الثقافة والسياحة. وتشارك فيه كل من وكالة الآثار والسياحة بالمانيا وجامعة الملك سعود ومتحف تيماء وجمعية الأبحاث الالمانية. واحتوى على نحو 20 لوحة لبعض الآثار التي تم اكتشافها في المدينة، اضافة الى صور لبعض الأعمال التي يقوم بها فريق البحث، اضافة الى أحجار و15 قطعة أثرية ومخطوطات تعود للعصر الإسلامي تم اكتشافها في الحجاز، وبعض المناطق الأخرى وجمعت في مكان واحد لإثراء المعرفة لزوار المتحف. وكشف نوار لـ«الشرق الأوسط» «أن فريق البحث اكتشف العديد من المواقع والقطع الاثرية لعصور سابقة منها نقوش باللغات السامية بالآرامية والكنعانية واللحيانية والثمودية والسبئية والنبطية وبعض القطع مثل المباخر والزخارف والأحجار والنقوش، اضافة الى بعض آثار سور تيماء والبيوت القديمة وأنواع من الاقمشة. كما أورد نوار بعض المعلومات التاريخية عن مدينة تيماء بقوله «تقع مدينة تيماء تاريخياً وجغرافياً في الجزء الشمالي الغربي من جزيرة العرب بين المدينة المنورة وتبوك حيث استوطنها وبناها العرب القدامى من الثموديين والعماليق وغيرهم في قديم الزمان.. وتعد من المدن الغنية بالآثار القديمة والتي تعود إلى ما قبل التاريخ. ومن أشهر آثارها، قصر الابلق والحمراء وبئر هداج وقصر الرضم. وأرضها خصبة صالحة للزراعة، تشتهر بتمرها الجيد، وبها أشهر عين ماء في بلاد العرب، وتوجد بها نقوش كثيرة باللغات السامية بالآرامية والكنعانية واللحيانية والثمودية والسبئية والنبطية، وعثر بها على نقوش يظن أنها من القرن السادس قبل الميلاد. وفي شأن ذي صلة، زار الوفد الألماني المعرض التراثي للمنزل الحجازي والمصنوعات اليدوية لسيدة صالحة سعيد العتيبي وزوجها ناصر العتيبي المدرس المتقاعد اللذين تبنيا هذه الحرف، إذ استطاعت السيدة جمع نحو 500 قطعة من المنزل القديم في مكان واحد وتخصيص فيلا بحي الامير فواز خصصت كمنزل تراثي، وهو ما دفع نوار إلى تبني هذه السيدة ونقل المعرض الى متحف نصيف ليشارك ضمن فعاليات المعرض وإتاحة ألفرصه لجميع الأجانب والسياح للاطلاع على هذا الإرث الكبير كما وصفه.

وتقول صالحة العتيبي عن معرضها «منذ 45 عاما وأنا أحب الحياكة وجمع الأزياء والقطع الأثرية القديمة. وكانت لدي فكرة لتبني وإقامة مكان مخصص أجمع فيه هذه القطع التي جمعتها من العديد من المناطق السعودية، خصوصا من جنوب المملكة، وقمت بالعديد من الزيارات واشتريت العديدَ من القطع وصل سعر البعض منها الى 3 آلاف ريال ومنها ما يعود إلى 100 عام. وحاول بعض الزوار شراءها مني، ولكنني رفضت».

واحتوى المعرض على الغرف وبعض الأثاث القديم وصندوق وحليّ العروس التي عرضت للبيع والتي صممتها صالحة وتبنت مركزا لتدريب الفتيات على صناعتها تحت إشراف أمانة جدة. واستغل السياح الألمان وجودهم في المنطقة فزاروا بعض البيوت والمنازل التاريخية والاستمتاع ببعض المناظر العلوية من خلال بعض الرواشين والشبابيك المميزة للمنطقة التاريخية وسط نظرات الإعجاب التي تناثرت من السياح، ولكنهم استغربوا الإهمال الكبير للمنطقة وسد المباني الشاهقة لمنظر البحر الذي كان يجاور المدينة، فقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط» «لماذا تم حجب منظر البحر عن المدينة، فالمباني ستزداد جمالا بإطلالهـا على البحر».