رحيل الإعلامي الأميركي تيم ريسرت.. نجم برنامج «واجه الصحافة»

مات متأثرا بأزمة قلبية.. وكان يحضر لمناظرة بين المرشحين أوباما وماكين

تيم ريسرت يجري مقابلة مع الرئيس بوش (أ.ب)
TT

غيب الموت تيم ريسرت (58 سنة) مقدم برنامج «واجه الصحافة» في شبكة «إن بي سي» الاميركية، وأحد ابرز الوجوه الاعلامية في العاصمة الاميركية، حيث اعتاد ان يستضيف شخصيات مهمة في برنامجه الذي يبث كل يوم أحد. وقالت «إن بي سي»، إن ريسرت سقط في مكتبه في واشنطن بعد ان داهمته أزمة قلبية، واوضحت انه اثناء ذلك كان يسجل تعليقاً لبرنامجه الذي كان يفترض ان يبث اليوم (الاحد). وستبث الشبكة بدلاً عنه حلقة خاصة تشتمل على أكثر اللقطات إثارة من برنامج «واجه الصحافة». وكان تيم ريسرت قد نقل على وجه السرعة الى مستشفى سيبلي موموريال في واشنطن، حيث باءت محاولات انقاذ حياته بالفشل. وقالت القناة إن العاملين بها اصيبوا بالذهول لهذا الفقد المفاجئ.

وكان تيم ريسرت يعاني مرضاً في الشرايين، لكنه استطاع التحكم فيه بالادوية والتمارين الرياضية، وكانت حالته الصحية طيبة طبقاً لآخر فحوصات طبية اجراها في ابريل (نيسان) الماضي.

ويعد برنامج «واجه الصحافة» الذي شرع ريسرت في تقديمه منذ عام 1991 من أهم برامج الحوارات حول السياسة الداخلية في اميركا. وقال هوارد فاينمان رئيس مكتب «نيوزويك» في واشنطن معلقاً على وفاة تيم، «إذا استطعت ان تجتاز الاختبار الذي يجريه (في برنامجه) يمكنك إذن ان تفعل شيئاً في مجال السياسة». وكانت مجلة «تايم» اختارت ريسرت واحدا من 100 شخصية الاكثر تأثيراً في العالم.

وقال ريسرت حول برنامجه: «قال لي لورنس سبفيكا الذي أطلق البرنامج قبل وفاته، إن دور مقدم برنامج الحوار ان يجمع أكثر ما يمكن من معلومات عن ضيوفه ومواقفهم، ثم يتبنى الموقف المضاد». وعرف عن ريسرت اسلوبه الصدامي مع ضيوفه، الى حد ان الحوار يتحول احياناً الى ما يشبه «الاستجواب»، حيث كان يعتصر ضيوفه اعتصاراً. وكتب ريسرت كتابين «أنا ورس الكبير» و«حكمة الآباء»، ويعتبران من أكثر الكتب مبيعاً، طبقاً لتصنيف «نيويورك تايمز».

وكان تيم ريسرت يستعد لاجراء مناظرة بين المرشح الديمقراطي باراك اوباما ومنافسه الجمهوري جون ماكين. وكان قوله في نهاية الشهر الماضي إن اوباما استطاع ان يضمن ترشيحه من طرف الحزب الديمقراطي، خبراً في حد ذاته تناقلته وسائل الاعلام الاميركية. وقال ماكين في نعيه «كان اميركياً عظيماً يحب اسرته وبلاده، كنت اعتز بانه صديق»، في حين قال اوباما «إنه صدم بالخبر»، واضاف، «لا يوجد أفضل منه مقدم برامج حوارية».

ولد جون ريسرت في بفالو في مايو (آيار) عام 1950 ودرس القانون قبل ان يعمل بالمحاماة في نيويورك وواشنطن، وكان قد عاد للتو من ايطاليا بعد ان حضر تخرج ابنه الوحيد في أحدى الجامعات هناك. التحق بشبكة «إن بي سي»، وكان أول انجازاته اجراء حوار مع بابا الفاتيكان، ثم بعد ذلك في كل من اميركا الجنوبية واستراليا والصين، ونال ريست عدة جوائز مهنية وصل عددها الى 48 جائزة، من بينها جائزة حول تغطية مراسيم تشييع رونالد ريغان. ونال حواره مع الرئيس الاميركي جورج بوش ومنافسه آل غور عام 2000 ضمن برنامجه جائزة «جوان بارون» وهي أرفع جوائز شبكات الاذاعة والتلفزيون. لراسيرت كتابان هما «بيغ روس اند مي» (2004) التي تروي قصة حياته ونشأته مع الطبقة العاملة الوافدة، وجهد والده الذي قاتل في الحرب العالمية الثانية وعمل بعد ذلك في وظيفتين ليؤمن له الاستقرار في زرع القيم العائلية به، وأيضا له كتاب «حكم ابائنا» الذي نشر عام 2005. حلقة خاصة لتكريم مسيرة ريسرت

* فيما لم تعلن القناة من سيخلف ريسرت في تقديم البرنامج، تأكد أن يقدمها زميله تيم بروكو (المذيع الرئيسي السابق لنشرة ان بي سي المسائية) سيقدم حلقة اليوم الأحد التي ستخصص لتكريم مسيرة ريسرت. وعلى الرغم من قسوة ريسرت وجرأته في طرح الأسئلة، فإن ذلك لم يمنع من كانوا يوما ما ضيوفه من الإسراع بالتعازي، فقد وصفه الرئيس الأميركي جورج بوش في بيان بأنه «كان مؤسسة قائمة بحد ذاته في مجالي الإعلام والسياسة لأكثر من عقدين»، مضيفا «كان دائما عميقا ومطلعا خلال مقابلاته». أما الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون فقال بدوره، إن تيم كان محبا لخدمة العموم، وكان مخلصا للصحافة وهو الأمر الذي اعطاه الاحترام والتقدير ليس فقط من قبل زملائه، ولكن من قبل الناس الذين واجهوه في برنامجه. يذكر ان برنامج «ميت ذا برس» احتفل أخيرا بمرور 60 عاما على بدايته، مسجلا رقما قياسيا باعتباره اول برنامج من نوعه يستمر 60 عاما. ويذكر في هذا السياق أن «ميت ذا برس» بدأ برنامجا إذاعيا قبل أن يصبح تلفزيونيا، وقد قدمه على امتداد هذه السنوات كل من لورنس سبيفاك، وبيل مونرو وغاريك اتلي، فيما بقي تيم ريسرت يقدمه لأكثر من 16 عاما حتى وفاته قبل يومين.