استوديو ضخم للأفلام في نيويورك يزداد ضخامة

بعد 9 سنوات عن الاعلان عنه

صورة للمبنى الجديد («نيويورك تايمز»)
TT

يسعى «كوفمان أستوريا استوديوز»، أحد أكبر ثلاثة استوديوهات بمدينة نيويورك لتصوير الأفلام، إلى تنفيذ خطة كبرى للتوسع، بعد تسع سنوات من الإعلان عنها. ومن المقرر خلال الخريف المقبل أن ينتقل الاستوديو إلى مبنى جديد بتكلفة 20 مليون دولار بقطعة أرض تقع عبر شارع 36، بدلا من المبنى الحالي القائم بين شارعي 34 و35. وينوي الاستوديو في نهاية المطاف إغلاق شارع 36 وإقامة بوابة بهدف بناء مجمع للاستوديو يضم معدات داخلية وخارجية، علاوة على بناء برج يضم فندقاً ومكاتب. والجدير بالذكر أن «أستوريا استوديوز» لا يعد استوديو الأفلام الوحيد في نيويورك الذي يشهد توسعاً، فمنذ عامين، على سبيل المثال، أعلن «سيلفركب استوديوز» بمنطقة «لونج آيلاند سيتي» عن خطة لبناء مجمع بتكلفة مليار دولار على ضفة إيست ريفر بجنوب «كوينسبورو بريدج». ومن المقرر أن يضم المجمع الجديد 1000 وحدة سكنية ومبنى للمكاتب التجارية ومحلات. إلا أن تنفيذ المشروع تعطل جراء مشكلات تتعلق بنقل المولدات التابعة لهيئة الطاقة بنيويورك من الموقع. من ناحيته، أعرب «ستيوارت ماتش سونا»، رئيس «سيلفركب استوديوز»، عن أمله في أن يتم حل هذه المشكلات في وقت ملائم بحيث يبدأ العمل في العام المقبل. أما أحدث أكبر ثلاثة استوديوهات في نيويورك، وهو «ستينر استوديوز»، الذي تم إنشاؤه منذ أربع سنوات فقط، فيعمل على تجديد مبنى متاخم له في منطقة «بروكلين نيفي يارد» تبلغ مساحته 289.000 قدم مربع بهدف استخدامه في أغراض الإنتاج ولبناء مكاتب. كما أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عن تعاونه مع مسؤولي «نيفي يارد» (حوض بناء السفن التابع للبحرية الأميركية) لتحويل جزء من الحوض تبلغ مساحته 20 أكرا إلى مركز إعلامي وترفيهي، يضم أيضاً استوديو. وترمي جميع الخطط التنموية سالفة الذكر إلى الاستفادة من الحوافز الضريبية التي تعرضها سلطات الولاية والمدينة. ويذكر أنه من أجل اجتذاب صناعة إنتاج الأفلام بعيداً عن الولايات الأخرى وكندا، وافق المجلس التشريعي لولاية نيويورك منذ أربع سنوات على ائتمان ضريبي بنسبة 10% فيما يتعلق بتكاليف عدد من المنتجات المحددة، وذلك بصورة رئيسية بالنسبة للفنيين وأعضاء الأطقم، و5% ائتمان ضريبي من مدينة نيويورك. ويذكر أن هذه التخفيضات الضريبية يجري تطبيقها على ضرائب الدخول في المدينة والولاية. وفي أبريل (نيسان) الماضي، ضاعف المجلس التشريعي الحوافز الضريبية بالولاية بمقدار ثلاثة أضعاف لتصل إلى 30%. من ناحية أخرى، فإنه من المعروف قيام «جورج إس. كوفمان» باستئجار «أستوريا استوديوز»، الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى عشرينيات القرن السابق في عصر السينما الصامتة، من سلطات المدينة عام 1982. ويضم المبنى الأصلي للاستوديو البالغ إجمالي مساحته 300 ألف قدم مربع ستة استوديوهات صوت، واستوديو للتسجيل، ومساحة مخصصة للمكاتب تبلغ 50 ألف قدم مربع. ويوجد بمنطقة الجوار الكثير من المباني المرتبطة بالاستوديو الأصلي، بما في ذلك مبنى تبلغ مساحته 63 الف قدم مربع يقع في شارع 35 بين شارعي 37 و38، قام «كوفمان» بتحويله إلى مكاتب منذ خمس سنوات. علاوة على ذلك، يوجد العديد من المباني الأخرى بمنطقة الجوار على صلة بالفنون الإبداعية، مثل متحف الصور المتحركة الواقع عبر شارع 36 على مقربة من المبنى الأصلي للاستوديو. ويمر المتحف حالياً بعملية تجديد وتوسعة بتكلفة 65 مليون دولار. من ناحية أخرى، من المقرر انتقال «مدرسة فرانك سناترا للفنون»، وهي مدرسة ثانوية أنشئت عام 2001، إلى مبنى جديد بشارع 35 بين شارعي 35 و36 في يناير (كانون الثاني) الماضي، وذلك على قطعة أرض كانت مؤجرة في السابق من قبل «أستوريا استوديوز». من ناحيتها، أعلنت «أستوريا استوديوز» عن خطط لبناء استوديوهات صوت جديدة عام 1999، لكن رئيسها، «هال جي. روزنبلث»، قال إن الخطة أرجئت بسبب أحداث 11 سبتمبر، وما تبعها من تحقيقات حول تمويلات الاستوديو. من جانبه، أكد «كوفمان» أن «أستوريا استوديوز» تهدف للبدء في بناء استوديو الصوت الجديد في الخريف المقبل بتكلفة تقدر بقرابة مليوني دولار. وفي وقت لاحق، ينوي إقامة مبنى جديد يضم مكاتب وفندقاً وراء استوديو الصوت الجديد. ومن المتوقع أن تصل مساحة البرج 150 الف قدم مربع وأن يبلغ ارتفاعه 18 طابقاً. ولا يزال الأمر برمته في الوقت الراهن في مرحلة التخطيط. على الجانب الآخر، تلقى خطط «أستوريا استوديوز» بصورة عامة إشادة من قبل المسؤولين الحكوميين والمراقبين المعنيين بصناعة الأفلام. وفي الشهر السابق، أعلن الاستوديو أنه سيتم استغلاله لحساب مسلسلين تلفزيونين جديدين: «الحياة على المريخ» لصالح قناة «إيه بي سي»، الذي يتناول قصة محقق ينتقل عبر أزمنة مختلفة، و«آخر التسعة» لحساب قناة «إتش بي أو»، وهو عبارة عن دراما شرطية.

من ناحيتها، أعربت «روزماري سكانلون»، بروفيسور الاقتصاد بمعهد ريال إستيت بجامعة نيويورك، عن اعتقادها بوجود وعي متنامي بالحاجة لتحديث المساحة المعروضة لإنتاج الأفلام والإنتاج التلفزيوني من حيث الحجم والكم. وقدرت «سكانلون» أن إنتاج الأفلام والمواد التلفزيونية يقدم 6.6 مليار دولار من إجمالي الـ21.1 مليار دولار التي يسهم بها قطاع الفنون في اقتصاد نيويورك.

* خدمة «نيويورك تايمز»