فتاتان من ذوي الاحتياجات الخاصة تتحديان الظروف بـ«فلاش الكاميرا»

حصلتا على دورات في التجميل والطبخ والكومبيوتر والإلقاء

صورة التقطتها الفتاة أماني عبد العزيز («الشرق الأوسط»)
TT

رسمت كل من «أماني» و«بسمة»، وهما فتاتان سعوديتان من ذوي الاحتياجات الخاصة قصة إبداع ونجاح لم يستطع الكثير من الأصحاء تحقيقها من خلال تميزهما في المجتمع وتحديهما لظروفهما واعتمادهما على نفسيهما في معظم الحياة اليومية حتى أتقنتا استخدام الكومبيوتر والإنترنت والتجميل والإلقاء والطبخ، وأبدعتا في فن التصوير الفوتوغرافي. وتصدر اسماهما المشاركين في المعرض الملكي للتصوير الفوتوغرافي الذي افتتحه الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة في مدينة جدة. وتخصصت الفتاتان في رصد الظواهر الخاطئة التي تسجلهما خلال حياتهما اليومية بواسطة كاميرتيهما اللتين لا تفارقهما قط.

ولأن الفرصة لم تتح لنا للحديث معهما مباشرة، نظراً لظروفهما، لكن سيدتين تولتا الحديث نيابة عنهما لقربهما منهما، فتقول نورة آل الشيخ، وهي وكيل الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة في حديث لـ«الشرق الاوسط»، أماني هي فتاة يتيمة الأبوين التحقت بجمعية البر، وهي صغيرة السن، وتم اكتشاف أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة وإلحاقها بعد بلوغها سن المراهقة بمركز أبجد، وهو المركز الوحيد الذي يستقبل هذه الفئة من الفتيات المراهقات وينمي إبداعاتهن». وأضافت «احتاجت أماني إلى تعليم خاص يلائم احتياجاتها الخاصة، والتي لم تجده في الصفوف العامة حيث يبلغ عمرها الآن العشرين. وقد تداركت صعوبات التعلم التي تعاني منه إلى حد كبير، حيث قدم لها المركز تدريسا أكاديميا كاملا من ثقافة عامة وكومبيوتر ولغة انجليزية وعلاج نفسي ووظيفي حيث تدربت على أدب الحوار والتحدث بالإنجليزية في الأماكن العامة والاستماع إلى القصص وتلخيصها وتدربت كذلك على الطباعة باللمس واستخدام برامج الكمبيوتر المختلفة وتصفح شبكة الإنترنت، إلى جانب الرياضة والتمثيل والتصوير والطبخ والتجميل والمهارات المنزلية العامة حيث تم توظيفها بشكل جزئي كمساعدة معلمة ومعلمة حضانة حاليا براتب شهري في مركز أبجد وشاركت كمتسابقة في معرض متخصص للفن التصوير الذي أبدعت فيه». في حين قالت سعاد قنديل، والدة الفتاة الاخرى، (بسمة النهدي) «ولدت بسمة في فيينا وهي تعاني مرضا خلقيا وتم علاجها في ذلك الوقت بالمستشفى الجامعي هناك، وهو ما أسهم في تحسن حالتها وابتعدت عن والدها، الذي عاشت معه حتى سن 21 عاماً وأكملت هي دراستها الابتدائية في المدارس العادية بسبب عدم وجود التعليم الخاص في ذلك الوقت وساهم في تعثر مسارها التعليمي ولم تستطع إكمال دراستها».

وأضافت قنديل المتخصصة في الرعاية النهارية لذوي الاحتياجات الخاصة والإرشاد السلوكي والمهني للبالغين، «عاشت بسمة مع والدها حتى بلغت سن 21 عاماً ثم عادت لي فقمت بتأهيلها تأهيلا خاصا لخمس سنوات في المنزل والتحقت بعد ذلك بمركز أبجد المتخصص الذي يقدم العديد من البرامج في التأهيل الوظيفي المهني والطبيعي والنفسي والتعليم الخاص للفتيات ما فوق 12 عاما ممن هن من هذه الفئة». ولا تنسى والدة بسمة ان تذكر ان ابنتها تم تدريبها من قبل الدكتور عيسى عنقاوي وحرمه وهم خبيران في هذا المجال وعلماها فن التصوير الرقمي وتبنيا موهبتها حتى حصلت على شهادة في فن التصوير الرقمي.

البارز في قصة بسمة ترشيحها هي وزميلتها أماني التي تعاني من نفس حالتها ضمن 23 فتاه أخرى سليمة للمشاركة في مسابقة المعرض الملكي الفني للتصوير الفوتوغرافي، والذي يهدف لطرح القضايا السلبية في المجتمع على شكل صور فوتوغرافية يصورها المشاركون، ورعاه الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة تحت شعار «كلنا مسؤولون»، ونظمته كلية دار الحكمة للبنات بجدة بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد.

وبالعودة لنورة آل الشيخ وكيل الشئون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة قالت «إن تضافر الجهود بين الجمعيات والمراكز المتخصصة أسهم وسيُسهِم في إيجاد اكثر من مبدعة. كما انه اثبت بالدليل القاطع أن المعاقين يعاقون في جانب ولا يعني تعطل الجوانب الأخرى. هم فقط يحتاجون لمدربين متخصصين يبرزون مواهبهم».