اختفت ملابس البحر وحضرت ملابس سهلة التسويق تتكلم لغة المرأة العصرية

أسبوع ساو باولو للموضة لصيف 2008

TT

بدأ أول من أمس أسبوع ساو باولو للموضة، أهم أسبوع موضة في أميركا اللاتينية على الإطلاق. وكانت البداية قوية حيث شاركت عارضات من وزن جيزيل باندشن، وراكيل زيمرمان، والسمراء البريطانية ناعومي كامبل، وإن لم يتأكد الخبر بعد بالنسبة للأخيرة، بسبب احتمال استدعاءها للمحاكمة يوم الجمعة في قضية تعديها على شرطي في مطار هيثرو في شهر أبريل الماضي. وفي حال ما صحت التوقعات، فإنها ستشارك في عرض ماركة «كولتشي» يوم السبت القادم، بينما ستشارك أغلى عارضة في العالم حاليا، راكيل زيمرمان، اليوم، الخميس، على منصات العروض لتضيف على اليوم الكثير من البريق، بينما سيكون يوم الأحد من نصيب جيزيل. ورغم ان الأسبوع تعرض لبعض العواصف المتمثلة في انسحاب بعض المصممين وبعض الداعمين، إلا أنه استمد قوته من بعض الأسماء المشهورة في البرازيل، وأيضا في التصميمات التي رأيناها في أول يومين، والتي تؤكد أن القارة اللاتينية بدأت تتقن لغة الغرب باستغنائها عن ملابس البحر، أو التي كانت تبدو وكأنها ملابس بحر، بحيث لم يكن بالإمكان تسويقها خارج شواطئ ريو دي جانيرو. التصميمات التي تم عرضها لحد الآن ترسل أيضا إشارات واضحة إلى أن موضة صيف 2008 ستكون السيادة فيها للفساتين الناعمة، وألوان النيون التي تستحضر حقبة الثمانينات. أما بالنسبة للتصميمات، فغلب عليها التفصيل الرجالي نوعا ما والخصر العالي. البنطلونات لم تغب كليا وإن لم تتسيد الساحة، وكأن المصممين فكروا فيها في آخر لحظة، وحاولوا من خلالها تقديم تحية للمخضرم إيف سان لوران الذي رحل في بداية الشهر الحالي، وكان هو الذي أبدع هذه القطعة ليغير بها خارطة الموضة العالمية. لكن حتى لا يتهم البرازيليون بالجمود وعدم ميلهم إلى روح الدعابة، فقد قدم المصمم فاوس هاتن، تشكيلة انيقة استوحاها من عالم مهرجي السيرك، تتميز بطبقات متعددة وكشاكش وزينها بقبعات على شكل طرابش مثلثة بنقوشات مرحة. لكن بعد لحظات، يذوب الانطباع الأولى وتتواري صورة المهرج لتتراءى للعين التصميمات المبتكرة والمتقنة التي يمكن تسويقها بسهولة، ويمكن لأية واحدة منا ان تتخيل نفسها بها في مناسبات مختلفة. فالفكاهة، لحسن الحظ، اقتصرت هنا على الإكسسوارات. لكن العرض الذي يترقبه البرازيليون دائما بفارغ الصبر، فهو لعميدهم ألكسندر هيركوفيتش، الذي ينجح دائما في المزج بين العديد من المفاهيم المتناقضة وينتهي بتقديم افكار مثيرة للجدل. هذه المرة ارتدت عارضاته أحذية رجالية جدا. لكن بكعوب عالية، فيما استوحى التايورات من البدلات الرجالية، واصبغ عليها الكثير من النعومة لتأتي النتيجة مثيرة. لكن تألقه في تشكيلته النسائية لم ينعكس على تشكيلته الرجالية. فقد سرق الماكياج القوطي المبالغ فيه الانتباه من الأزياء، وهو الأمر الذي لا ينصح به أي مصمم عموما. وحتى بالنظر إلى التصميمات، فقد كانت أقرب إلى الجنون التجاري منها إلى الجنون الفني، لأنها تخاطب شريحة قليلة فقط من الرجال بقصاتها الضيقة جدا، وأسلوبها الذي تظهر فيها وكأنها ممزقة، أو كأن صاحبها خرج من معركة حامية الوطيس مع مجموعة من القطط المتوحشة. لكن رغم الجدل والآراء المتضاربة إلا ان الأسبوع بدأ بداية طيبة والبقية تأتي. تجدر الإشارة إلى ان أسبوع ساو باول هذا العام يحتفي باليابان، وهو الأمر غير المستغرب إذا أخذنا بعين الاعتبار ان الجالية اليابانية قوية في البرازيل. وبهذه المناسبة سيكون المصمم الياباني المخضرم كنزو تاكادا، مؤسس دار «كنزو» من ضيوفه المعززين. فبالإضافة إلى الـ49 عرضا مقررا هذا الأسبوع، فإن هناك ثلاثة معارض على الهامش، واحد يستعرض الكيمونو عبر التاريخ، والثاني أعمال مصممين يابانيين من أمثال كنزو، وياماموتو، ومياكي، وكوم دي غارسون، والثالث صور فوتوغرافية بعدسة كريستيانو ماسكارو.