دايان فون فورستنبورغ تدخل عالم الرجال في معرض «بيتي أومو»

عبر تشكيلة كل ما فيها خاص بالسفر والإجازات

من عرض المصممة دايان فون فورستنبورغ (أ.ب)
TT

عندما تذكر مجموعات «الكروز» أو «البري كوليكشنز» الخاصة بالرحلات والسفر، فإن التفاحة الكبرى هي العاصمة التي تتبادر إلى الذهن، حيث يقع عليها دائما اختيار كبريات دور الأزياء لعرض هذه المجموعات بالذات، ولم يختلف هذا العام عن غيره، رغم ان دار «شانيل» توجهت إلى ميامي هذه السنة. لكن يبدو ان المصممة البلجيكية الأصل والنيويوركية المنشأ، دايان فون فورستنبورغ اختارت ان تسبح ضد التيار، وأن تعبر الأطلسي إلى إيطاليا، وبالذات إلى مدينة فلورنسا لعرض مجموعتها المسماة «بوتيت فاليز» ومعناها حقيبة سفر صغيرة. والحقيقة ان انتقالها من قارة إلى أخرى، لم يثر الكثير من الاستغراب، فمدينة فلورنسا، إلى جانب تاريخها العريق وجمال معمارها، تعرف منذ فترة اهتماما متزايدا بصناعة الأزياء، وليس أدل على ذلك من معرضها السنوي «بيتي أومو»، الذي بدأ أول من أمس وسيستغرق خمسة أيام، بمشاركة ما لا يقل عن 300 ماركة عالمية. ما يمكن ان يثير التعجب هو انه كان مخصصا للأزياء الرجالية بالدرجة الأولى، وبالتالي فإن مشاركة دايان فيه، مثيرة ومهمة جدا في هذا التوقيت بالذات، لأنه يعرف عدة تغيرات، وهذه المشاركة قد تنقله إلى مستوى آخر. دايان اختارت حديقة «توريجياني» الغناء لتكون مسرحا لحقيبة سفرها الصغيرة، وبحكم علاقاتها الوطيدة بالنجوم وبالطبقات الأرستقراطية، كونها تنتمي إليها، فقد انعكس هذا الأمر على الحضور، حيث امتلأت المقاعد الأمامية بمثيلات النجمة إيفا لانغوريا التي جلست في نفس الصف الذي جلست فيه عائلات مهمة مثل كورسيني، تورلونيا وبوروميو، إلى جانب عائلة بوتشي، وأفراد من عائلة فندي ومصمم الأحذية كريستيان لوبوتان، وإيفا كافالي، زوجة المصمم روبرتو كافالي وغيرهم. تجدر الإشارة إلى ان عائلة كورسيني تعتبر من اغنى تجار فلورنسا عبر التاريخ، فيما كونت عائلة تورلونيا ثروتها عندما رممت الفاتيكان في القرن الثامن عشر، أما فيما يتعلق بعائلة بوروميو فقد أنتجت مجموعة من الكاردينالات المعروفين. اسم «لابوتيت فاليز» أو حقيبة السفر الصغيرة، لها معنين في قاموس المصممة. الأول انها تشكيلة كل ما فيها خاص بالسفر والإجازات، والثاني كيف يمكنك السفر والاستمتاع بالأناقة من دون حمل عدة حقائب كبيرة ومكدسة تثقل كاهلك. فالمعروف عن دايان انها تسافر بشكل اسبوعي تقريبا، وبالتالي تحتاج إلى ما قل ودل، وطبعا إلى ازياء تمنحها الثقة بالنفس، وهذه الثقة تستمد بالنسبة لها، وفي الكثير من المناسبات، من الاناقة الراقية. أما اللافت في هذه التشكيلة، فلعبها على الإيشارب، وهو اكسسوار مهم هذا الموسم وشكل، منذ عقود طويلة، جزءا من ثقافة السفر في المنتجعات الصيفية المرفهة. لكنه لم يزين الرؤوس أو الأعناق هذه المرة، بل تحول على يد المصممة إلى فساتين رائعة بنقوشات مرحة، بعضها يمثل طائرات جوية وبعضها الآخر مفاتيح لفنادق قديمة أو خرائط سياحية. لكن بعيدا عن هذه النقوشات، التي ستخاطب شريحة معينة، كانت هناك فساتين رائعة تلائم مناسبات مهمة، بما فيها المناسبات الخاصة، كما يمكن تطويعها لتناسب كل الفصول، خصوصا بعد ان تداخلت ولم يعد الواحد منا يفرق بين الخريف والربيع. ورغم ما أضفته دايان فون فورستنبورغ على عاصمة النهضة الإيطالية من بريق وجمال، ورغم تزايد اهمية فعالية «بيتي أومو» إلا انه لا يزال على فلورنسا أن تقطع أشواطا طويلة قبل ان تدخل في منافسة جدية مع جارتيها، ميلانو، المعروفة بأسابيع الملابس الجاهزة، وروما، التي بدأت تحفر اسمها في مجال الأزياء الراقية. المشرفون على هذا الاسبوع، على ما يبدو، يدركون هذا الأمر، ويحاولون البحث عن طرق ذكية لجذب الأنظار إليها كعاصمة موضة في يوم ما، أولا بتركيزهم على الأزياء الرجالية، وثانيا باعتمادهم على مآثر فلورنسا التاريخية ومعمارها الرائع واستغلالها لإقامة عدة عروض مبهرة.