«نور» و«مهند».. حديث الناس في العراق

مسلسل تركي مدبلج يستحوذ على اهتمام الشارع أكثر من الأخبار السياسية

نور ومهند من أكثر الشخصيات التلفزيونية شعبية في العراق
TT

«ان العدد الجديد للمجلة الذي يحمل صورهم لم استطع الحصول عليه لحد الآن»، هكذا بدأ معنا عزيز، حديثه، خلال وقوفنا أمام ما افترش به الشارع من مجلات وكتب وصور لفنانين مختلفة، وعزيز هذه الشخصية المشهورة في منطقة شارع فلسطين ببغداد، التي اشتهرت ببيع كل ما هو حديث من المجلات والكتب يعرض بضاعته من المجلات العربية الاجتماعية ومجلات الازياء العالمية فضلا عن عرضه بعض الكتب والإصدارات لدور نشر عربية ومحلية، هرع الينا بإحدى المجلات ليطلعنا عن خبر منشور عن شخصيتي نور ومهند، في المسلسل التلفزيوني التركي الذي يعرض من خلال احدى الفضائيات العربية، والذي استحوذ على متابعة واهتمام شريحة عريضة من العراقيين، فيقول عزيز «هناك إقبال على شراء المجلات التي تنشر أخبارا ومواضيع عن هذا المسلسل التركي»، ويضيف بمرح «اكثر ما مطلوب الآن مهند ونور، ومن مختلف الاعمار»، ويلفت «هناك بعض المطابع الاهلية تواصل العمل ليلاً ونهاراً لطبع صور ابطال المسلسل لكثرة الطلب عليها». وعن المصدر الذي يجهزهم بهذه المجلات يشير «هناك شركات خاصة تقوم بتوزيع هذه المجلات فضلا عن بعض الصحف العربية التي لا تطبع في بغداد وغالباً ما تكون اعدادها قليلة ونعاني عند كثرة الطلب عليها، مما يضطرنا الامر الى طلبها من بعض المكتبات او حتى نشتريها من قبل بعض الاشخاص العائدين من السفر والذين يملكون نسخاً منها».

ومسلسل نور التركي، والمدبلج الى اللغة العربية (اللهجة اللبنانية)، يعرض من خلال شاشة (MBC) ويستقطب جمهوراً عريضاً ليس ببغداد فحسب وانما في اغلب البلدان العربية، الأمر الذي حدا بالفضائية التي تعرض المسلسل الى استضافة ابطاله وعرض مقابلات لهم. يذكر أن مسلسلا تركيا (سنوات الضياع) آخر يعرض من خلال الفضائيات العربية استحوذ هو الآخر على اهتمام الجمهور العربي والعراقي تحديداً.

وترى «رنا» الطالبة في كلية الاعلام، جامعة بغداد، أن أحداث المسلسل تشد وتثير المشاهد، لاسيما في الجانب العاطفي، حيث يتناول موضوع الحب والعلاقة الزوجية، وتقول لـ«الشرق الاوسط» «إن نور ومهند اكثر الشخصيات التي تؤثر بي، وأجد معاملة مهند لنور جميلة وتتسم بالاحترام، الأمر الذي لا نراه في أغلب علاقات المجتمع العراقي، ومن المفترض ان تكون طريقة المعاملة مماثلة لتلك لتي نراها في المسلسل سواء كانت بين الازواج او المتحابين ان تكون باحترام وثقة». وتضيف «ان المسلسل طغى على كل ما معروض من خلال الشاشة، وبالرغم من وجود صراع داخل الاحداث في العمل والتنافس والغيرة والتي عادة ما تكون موجودة في اغلب المسلسلات، إلا ان هذا المسلسل تفرد بالجانب العاطفي منه». وحول الاهتمام المبالغ لهذا المسلسل، تشير الى «ان أجواء المسلسل والعلاقة السائدة فيه مشابهة وقريبة من عاداتنا وتقاليدنا الشرقية، فلهذا نرى الكثير منها نعيشه في مجتمعنا، خلافاً لما كان يعرض سابقاً من المسلسلات المدبلجة المكسيكية والارجنتينية، والتي تطرح مواضيع بعيدة كل البعد عن واقعنا وتتطرق لمواضيع هجينة، وبالرغم من وجود بعض الحالات المشابهة مثل شخصية (بانا) إلا ان يبقى المسلسل الأقرب الى المجتمع العراقي».

اما أبو عبد الله، صاحب محل لبيع حلويات فيقول «ليس لدي وقت فراغ لمشاهدة هكذا مسلسلات، كان من الممكن في السابق ان نتابع ولكن الآن ومع الظروف الصعبة فلا استطيع ذلك»، لكنه يضيف «إلا ان عائلتي مهوسة بهذا المسلسل وحتى بعض اصدقائي يشاهدونه باعتباره من المسلسلات الجديدة وتنقل واقع المجتمع التركي وأحداثه جميلة فترى الجميع مقبلا عليه».

اما أم أحمد، ربة بيت، فتؤكد، انه ينقلني من اجواء الكبت الذي نعيشه، انه متنفسي الجميل، وترى ان هذا المسلسل جدد الحيوية لديها، وطرد حالة الخمول التي تعيشها «لاسيما واننا نعيش اوضاعاً صعبة أنستنا كيف ان نعيش»، وتستدرك «ان المسلسل يطرح العديد من المسائل التي جعلتني أعيد حساباتي بالمقارنة مع الواقع الذي أعيشه والذي يشوبه بعض الخطأ». مبينة «ان شخصية نور القوية، تعلمني كيف اتعامل مع المشاكل والصبر عليها، وكمية العطاء الذي تمنحه لأسرتها، كلها أمور جعلتني انتظر بلهفة هذا المسلسل والانتهاء من عملي للتفرغ له» وفيما اذا كانت هناك غيرة من قبل الازواج تقول «الغيرة موجودة، لاسيما وان هناك بعض المبالغات في الاحداث إلا ان طريقة معاملة مهند لنور تختلف ولهذا لا اعتقد أن بعض الرجال يفهمون ذلك».

اما سامر، طالب الاعدادية، فيرى ان المسلسل لمس قلوب المشاهدين كونه مشوقا واجتماعيا، وتحديداً شخصية مهند، وبالرغم من انه لم يكن يحب نور منذ البداية إلا انه عند زواجه منها أحبها ورعاها واخلص لها، الأمر الذي جعلها تبادله المشاعر نفسها. ويقول «ان اغلب الشباب يتابعونه ويحاولون شراء صورهم ومتابعة أخبارهم عن طريق الانترنت، حتى ان هناك بعض الاشخاص أسسوا منتديات لهم لمتابعة مستجدات المسلسل». ويختم حديثه «ان احداثنا جعلت الكثيرين يتمسكون بمشاهدته بعدما ضجروا من أخبار الدم والدمار».