طبيب لبناني يزرع الورد المتعدد الجنسيات

حديقته تحتوي على 365 صنفاً بمختلف الألوان والروائح

TT

لم يشأ الطبيب اللبناني الاختصاصي في الأمراض العصبية سيمون كرم، وهو يتابع اختصاصه في الخارج، الا أن يكرس جزءاً من وقته للورد الذي جمع منه 365 صنفاً وزرعها في حديقة منزله في بلدة فيع (شمال لبنان) الواقعة فوق جامعة البلمند، على مسافة 80 كيلومتراً من بيروت، مساحة بهجة وعرس الوان.

اما كيف اختار الطبيب الشاب هذه الهواية، فيشرح ذلك لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «كنت أهوى التصوير الفوتوغرافي، ومنذ عدة سنوات اسست نادياً للتصوير، وكنت غالباً ما اتردد على اوروبا لزيارة بعض المعارض الخاصة بالصور الفوتوغرافية. وتولدت لدي فكرة حمل بعض شتول الورد من تلك البلدان، بمعدل 20 الى 30 شتلة في كل زيارة، كنت ادسها في حقيبتي وآتي بها الى «فيع» حيث ازرعها في حديقة المنزل».

ويضيف: «وبعدما كبرت الحديقة وصارت مشتهى الأصدقاء والأصحاب واهل البلدة، وانصرفت الى تحديد هوية كل صنف من خلال الصاق بطاقة عند جذع الشتلة تحمل الاسم والمصدر والخصائص وطريقة التعامل. واليوم، املك في حديقتي اصنافاً من الورد بعدد ايام السنة، من بلجيكا، وبريطانيا، وفرنسا وغيرها من الدول العديدة التي زرتها، ومن كل الالوان، وكل عائلة اللون الواحد، وانا مولع بصورة خاصة بوردة «الغولدن ونغ» الصغيرة ذات اللون الكريم، الذي يتحول الى أبيض».

ويكشف الدكتور كرم ان الاختصاصي العالمي في مجال البستنة في برنامج «FR3» الفرنسي ميشال ليس «زارني في فيع للاستمتاع بغابة الورد التي تمتد على مساحة 3500 متر مربع». وهو يميز بين الورد القديم المتعدد الالوان والروائح، والذي لا يزهر سوى مرة واحدة في السنة، والورد الحديث ذي الجذوع القاسية الذي يزهر باقات باقات، وعدة مرات في السنة. والورد الانكليزي (بين 50 و60 صنفاً) الذي استحدثه ديفيد اوستن في عام 1960، والذي هو كناية عن تزاوج بين صنفين معروفين سابقاً، ويتميز بالعطر الناعم وتعدد الازهار. وهناك الورد «المعربش» اي الذي يتجه صعوداً حتى علو 30 متراً، والورد «المكبّس»، اي ذو الاوراق المضمومة على بعضها البعض الآخر».

ويعتبر الدكتور كرم: «ان الوردة مثل الانسان تحتاج الى عناية دائمة. الى ماء وغذاء وفيتامين وتكيف. فاعتمدت الري بالتنقيط، والتغذية بالأسمدة و«التشحيل» بعد الازهار، ورش المبيدات مرتين في السنة على الأقل لمكافحة «المن» وسائر الفطريات. والحقيقة انني كنت انفرد بالعناية بهذه الجنينة، اما اليوم، وبعد تزايد عملي كطبيب، أوكلت الامر الى والدي. فهو «ابن ارض» ويعرف كيف يتعامل مع الوردة».

يذكر ان الكثير من اديرة المنطقة وقصورها وفللها اخذت نصيبها من ورد فيع، ومن جنة الدكتور كرم، الذي يروي لنا ايضاً ان وردة «بورتلند» اتت بها دوقة بورتلند الى بريطانيا. ولكي يلبي نابوليون رغبة جوزفين في الحصول على هذه الوردة، اضطر الى وقف المعارك بين فرنسا وانكلترا اسبوعا، لكي يتسنى له نقلها الى حبيبته.