السعوديون والمستشرقون يحيون في براغ الآثار العلمية للرحالة التشيكي موسيل

سبر الحياة في شمال الجزيرة العربية وكتب عن الملك المؤسس

منزل الرحالة ألويس موسيل
TT

اختتمت في مبنى وزارة الخارجية التشيكية في العاصمة براغ فعاليات الندوة العلمية المتخصصة عن (أعمال الرحالة ألويس موسيل) التي عقدتها دارة الملك عبد العزيز بالتعاون مع معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم التشيكية وجامعة تشارلز وسط حضور دبلوماسي وثقافي عربي وتشيكي يتقدمهم نائب وزير الخارجية التشيكي والقائم بالأعمال في السفارة السعودية في جمهورية التشيك، عاصم الصبان، وعدد من المتخصصين والمهتمين بحركة الاستشراق بصفة عامة.

وشارك فيها باحثون سعوديون مهتمون بالنتاج التاريخي للمستشرق موسيل، وباحثون من الدولة المضيفة ألقوا الضوء على سيرة وأعمال الرحالة التشيكي المكتوبة ودورها في بناء جسرمبكر بين الثقافتين العربية والأوروبية وكون هذه الأعمال مصدراً مهماً وثرياً يؤرخ مع مصادر أخرى لتاريخ المنطقة. كما تناولت الندوة علاقة ألويس موسيل بالجزيرة العربية خاصة والشرق الأدنى عامة.

وفي حفل الافتتاح قدمت العديد من الكلمات حيث أشار الدكتور ناصر الجهيمي نائب الأمين العام للدارة إلى أهمية عقد مثل هذه الندوات العلمية التي تخدم تاريخ المملكة العربية السعودية، وأشار إلى أن الدارة تسعى إلى تنمية مصادرها لتكون لبنة مؤسسة لدراسات مستقبلية متنوعة، وتضمنت الندوة فعاليات مختلفة حيث قدم الدكتور سعيد بن فايز السعيد، عميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود ومترجم تقرير «الملك عبد العزيز» لألويس موسيل ورقة عمله «ألويس موسيل: حياة بين العلم والسياسة» التي تطرقت إلى سيرته الحياتية والعلمية التي مثلت فيها هواجسه السياسية جزءاً كبيراً منها.

وأشار الدكتور السعيد إلى تزايد الرغبة لدى موسيل لزيارة الشرق واستكشاف مقدراته الفكرية ومكوناته الجغرافية والتاريخية بعد حصوله على درجة الدكتوراه عام 1895م زار خلالها القدس وعمره لم يتجاوز 27 عاماً ثم الأردن.

وتطرق الدكتور السعيد إلى زيارات ألويس موسيل إلى شمال الجزيرة العربية وطبيعتها التي نتج عنها خرائط جغرافية وصوراً فوتوغرافية ومدونات دقيقة عن العادات والتقاليد في الحياة الشرقية لشمال الجزيرة العربية حيث قال موسيل عن ذلك في مذكراته ـ كما أورد د . السعيد: «إن اهتماماتي تنصب في الوقت الحالي على دراسة الأحياء أكثر منها على دراسة الأموات، فالأمر بالنسبة لي في المقام الأول يتعلق بدراسة العادات والتقاليد وأساليب المعيشة والتفكير لبلدان الشرق الأدنى في وقتنا المعاصر».

ثم تحدث الدكتور عبد الله بن إبراهيم العسكر، أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود، في ورقة عمل خاصة بالندوة بعنوان «ألويس موسيل (موسى بن نمسا) الجسر الثقافي بين السعوديين والنمساويين» عن رحلات موسيل الثلاث لشمال الجزيرة العربية وما كونته من وشائج وطيدة بينه وبين شيوخ قبائل شمال الجزيرة العربية وما أنتجه موسيل من مأثورات علمية ضمت استكشافات جغرافية وأثرية وإثنوغرافية غير مسبوقة ومعلومات ونقوشاً كثيرة عن شمال الجزيرة العربية.

وألقى الدكتور العسكر الضوء على التقرير الذي كتبه ألويس موسيل باللغة الألمانية عن الملك عبد العزيز قدم فيه مختصراً لتاريخ الدولة السعودية في فتراتها الثلاث، خصوصاً الدولتين الثانية والحديثة، واعتمد فيه على روايات شفهية لم تعد متداولة، وأشار الباحث إلى شخصية موسيل الذي أحب العرب وشغف بآدابهم وطرائق عيشهم، ورغبته في إقامة علاقات قوية بين العرب والنمساويين والألمان، ودعوة موسيل إلى استثمار الثقافة كوسيلة للتعاون الاقتصادي التي تمخضت عن استقطاب الطلبة العرب للدراسة في النمسا وألمانيا والمجر.

ثم تحدث الدكتور عبد الله بن محمد نصيف، الأستاذ بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود عن مرصودات ومنهج وطريق رحلة موسيل إلى شمال الحجاز عبر ورقته العلمية: «منهج موسيل في تحقيق الأماكن في شمال الحجاز» تتبع فيها رحلة موسيل إلى تلك المنطقة عبر كتابه (شمال الحجاز) المنشور في نيويورك عام 1926م. وفي نهاية الندوة قدمت الدارة هدايا تذكارية لنائب وزير الخارجية التشيكي والقائم بالأعمال في السفارة السعودية في التشيك. وقال الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، الدكتور فهد بن عبد الله السماري، ان الندوة جاءت لبنة مهمة في الحوار العلمي والثقافي بين السعوديين والتشيك حول النقاط المعرفية المشتركة، وهي قاعدة لحوارات علمية تالية، كما ألقت أوراقها العلمية الضوء على مستشرق تنوعت أعماله عن الشرق بصفة عامة وتاريخ الجزيرة العربية بصفة خاصة بين الجغرافي والتاريخي والأثري.