«الكسكسي بالسمك» يفتتح الدورة الـ14 لمهرجان الرباط لسينما المؤلف

المحتفى بهم في مهرجان الرباط ( تصوير: مصطفى حبيس)
TT

انطلقت، الليلة ما قبل الماضية بالرباط، فعاليات مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، في دورته الرابعة عشرة بـ«كسكسي بالسمك».

لا يتعلق الأمر هنا بصحن حقيقي من الكسكسي المغربي، الذي ذاع صيته في جميع انحاء العالم بنكهته المميزة ومذاقه اللذيذ، وإنما بفيلم من إخراج عبد اللطيف كشيش، سبق له أن فاز بالعديد من الجوائز.

ورغم أن عنوان الفيلم في الأصل، كما هو مترجم في دليل المهرجان، من الفرنسية إلى العربية، هو «الحبة والبغل»، فإن منظمي المهرجان، قدموه باسم «كسكسي بالسمك»، في إحالة، ربما، على مضمون قصة الفيلم، الذي يتحدث عن كهل في عقده السادس، يطمح لتحويل سطح سفينة قديمة إلى مطعم مختص في طهي وجبات الكسكسي بالسمك.

وتمنت الممثلة المغربية فاطمة خير، التي تولت تنشيط حفل الافتتاح رفقة الإعلامي فؤاد السويبة، أن يكون فيلم الافتتاح بمثابة فاتح لشهية الجمهور لمتابعة بقية الأفلام المبرمجة.

وأكد عبد الحق منطرش رئيس المهرجان، أن المهرجان أصبح قبلة حقيقية لعشاق الفرجة السينمائية، والتعمق في واقع الفن السابع عبر المقاربة النوعية لمستويات التلقي المختلفة، من خلال تكريس سينما المؤلف، كمحور أساسي لهذا الموعد السنمائي ببعده الدولي.

وأعلن المنطرش عن إنشاء الجامعة الصيفية السينمائية للتكوين السينمائي، ضمن فعاليات المهرجان وأنشطته، وهي مفتوحة في وجه الشباب الراغب في التعرف على تقنيات السينما من خلال أوراش ودروس يسهر عليها بعض المخرجين.

وأبرز حمادي كيروم مدير المهرجان، الرغبة التي تحذو الجميع، في أن ينجح المهرجان في الرهان على سينما مختلفة، تخاطب في المتلقي ذكاءه وفكره عبر الالتزام بالجودة والجدية في اختيار أشرطة تتسم بمعانقة القضايا الانسانية في الطرح والمعالجة والرؤية السينمائية، لكي تتحول الرباط إلى ملتقى تحج إليه العقول والأرواح الباحثة عن «السينما المشتهاة»، كما وصفها.

وتميز حفل الافتتاح بتقديم أول فقرة من فقراته، وهي لحظة التكريم التي كانت بمثابة تتويج لمسار عدد من رموز الفن المغربي والعربي على السواء، اعترافا بريادتهم وجهودهم في المجال السينمائي.

واختيرت المغربية بديعة ريان لتكون أول المحتفى بهم، واستعرض مسيرتها الفنية الممثل المغربي رشيد الوالي، الذي تحدث عنها، كإعلامية ذات حضور وازن رغم صعوبات البدايات الأولى للإعلام المسموع والمرئي في المغرب، وكممثلة موهوبة، ولا سيما في فيلم «بامو».

وبدت بديعة ريان متأثرة، وقالت بصوت هادئ أيقظ في أذهان الحاضرين صورتها يوم كانت تملأ الشاشة المغربية بإشراقة تقاسيم وجهها، ونبرات حنجرتها الدافئة: «لم يسبق لي أن استدعيت لأي مهرجان سينمائي»، معبرة عن امتنانها لكل الذين فكروا في تكريمها.

وكان المخرج السوري نبيل المالح، ثاني الفنانين المكرمين، ووصفته الممثلة والكاتبة المغربية مجيدة بنكيران، بكونه يعتبر هرما من أهرامات السينما العربية، وصاحب بصمة تميزه عن الآخرين. واعتبر المالح المهرجان تكريسا لأجمل ما في العرب من قيم الوفاء والنبل.

واهتزت القاعة حين تمت المناداة على الممثلة المصرية نادية الجندي، التي حضرت إلى المهرجان برفقة الممثل المصري فاروق الفيشاوي.

وتلعثمت الممثلة المغربية فاطمة خير، وهي تستعرض مراحل المشوار الفني لنادية الجندي، منذ أن فازت في مسابقة «ملكة جمال الربيع بالأسكندرية»، وهي طالبة، إلى أن أصبحت تحمل لقب «نجمة الجماهير». واعتذرت خير عن ذلك التلعثم، بالقول إنه شيء طبيعي أمام غزارة وغنى وعطاء ممثلة في حجم وقامة نادية الجندي، التي كانت عيناها تشعان بالبريق، وهي تتابع الطريقة التي اتبعتها فاطمة خير في رصد أبرز محطاتها الفنية، موظفة في ذلك عناوين أفلامها. ولم تسعف العبارة نادية الجندي، تحت ضغط هذه اللحظة وأضواء عدسات التصوير المسلطة عليها بكثافة، فاكتفت ببضع كلمات ذات دلالة، وقالت ما مفاده، بأن لحظة مثل هذه لا يمكن لها إلا ان تطيل في عمر الفنان، وتشحنه بطاقة جديدة على مواصلة السير في النهج الذي اختاره.