سعودي يربط الأحياء بأخبار الأموات

نشر خبر موته لفضح ناقلي الأخبار بدون الإشارة للمصدر

الموقع الالكتروني المتخصص («الشرق الأوسط»)
TT

يحاول شاب سعودي شد أواصر العلاقات الاجتماعية، التي فترت بين أبناء المجتمع بسبب حمى الانشغالات الحياتية وسرعة الحياة العصرية والتي باعدت أواصر التوصل الاجتماعي، وذلك عبر إدارة موقع إلكتروني على الشبكة العنكبوتية يهتم بأخبار الوفيات في محافظة القطيف شرق السعودية. والموقع ينشر ويحصر تاريخ الوفاة وسبب الموت ومكان تلقي أهل المتوفى التعازي.

وقال حسين الشماسي مدير وصاحب الموقع، إن اهتمامه بأخبار الموتى ليس حديثا، فهو يرصد أخبار الوفيات منذ أكثر من خمس سنوات في سجل خاص يحتفظ به أينما ذهب، وكان يركز على الوفيات في مدينة القطيف فقط، وبعدها توسع ليشمل كامل المحافظة. وقد دفعه بعض الأصدقاء في السنتين الماضيتين إلى نشر أخبار الوفيات التي يرصدها مباشرة في بعض منتديات مواقع الانترنت، وكان حينها من غير مرتادي الانترنت، فكان يستعين بأصدقائه في ذلك. ومع نهاية شهر مايو الماضي أطلق موقعه «روح الشرق» على الشبكة العنكبوتية كموقع متخصص في أخبار الوفيات، ووصل عدد زوار الموقع (حين إعداد هذا التقرير) إلى 77448 زائرا، حسب عداد المتصفحين للموقع. ويتضح من سجل الزوار أن كثيرا من مرتادي الموقع سعوديون مقيمون في الخارج.

ويوضح الشماسي لـ«الشرق الأوسط» أن الغرض من تأسيس الموقع هو إعلام المجتمع بأخبار الوفيات يوميا، ليتمكنوا من أداء واجب العزاء، وللتواصل الاجتماعي.

ويحرص الشماسي، على حقوق الملكية الفكرية، ويستهجن نقل أخبار الوفيات من موقعه أو من المنتديات التي ينشر أخباره فيها بدون إذن مسبق أو إشارة إلى المصدر، ويقول، إنه نشر خبر وفاته قبل عدة أشهر في أحدى المنتديات، ليطيح ببعض من ينقلون الأخبار بدون تأكد أو إشارة إلى مصدر الأخبار، إلا أنه كشف بسبب عدم إغلاق هاتفه الجوال.

وقال الشماسي، إن الموقع لا يحصر المتوفين من الأطفال ما دون سن الخامسة، لصعوبة حصر وفاتهم، فعادة لا يعلن أهالي الأطفال عن الوفاة ولا يجتمعون لاستقبال التعازي في الأطفال، كما أن الموقع لا يهتم أيضا بالإعلان عن موت متعاطي المخدرات. ويقدم الموقع إحصائية شهرية تقريبية لعدد حالات الوفيات لكل منطقة وقرية في محافظة القطيف.

ويخصص الشماسي أوقاته في نهار اليوم وحتى الليل لمتابعة الموت وأخبار المتوفين، ويقول «عملي الخاص يتيح لي كامل الوقت» لرصد ومتابعة الوفيات. ويوضح أنه يحرص على التأكد من خبر الوفاة التي يتلقاها ويتابعها بنفسه من عدة مصادر، منها أهل المتوفى نفسه، ومن العاملين في شؤون الموتى والمقابر في البلدية، تتضمن العاملين في حفر القبور ومغسلي الموتى، ومن أصدقائه المنتشرين في غالب المناطق. ويؤكد قدرته على تأكيد تناقل خبر الوفاة في وقت وجيز من سماعه للخبر لا يتجاوز خمس دقائق في كثير من مناطق المحافظة، بسبب تعاون مصادر أخباره المطلعة والقريبة من أخبار الموت، وأنه يتابع أخبار الوفيات حتى عن وجوده خارج السعودية، ويتلقى اتصالات من أناس موجودين داخل السعودية للتأكد من خبر انتقال شخص ما إلى رحمة الله، ويقول إن تتبعه لأخبار الوفيات يتيح له التعرف على تفاصيل خاصة بالمتوفى وعمله ونسبه العائلي والكثير من المعلومات.

ويقول الشماسي إن الناس في كثير من الأوقات تتناقل أخبار موت أشخاص وتكون الأخبار غير صحيحة، أو سبب عدم صحتها تشابه الأسماء، وأوضح أن شخصا كبيرا في السن، تناقلت الناس خبر وفاته ثلاث مرات على فترات متباعدة، لكنه لا يزال على قيد الحياة.

ويوفر الشماسي، خدمة إرسال أخبار الوفيات عبر الجوال إلى عدد محدود من المقربين منه لا يتجاوز عددهم 12 شخصا، وقال «أنا أتحمل تكاليف مصاريف الموقع والاتصالات ولا أريد أن أتربح من أخبار الموتى». وإنما حرصي على نقل أخبار الموتى، ليتواصل الأحياء في ما بينهم.