السعودية: ثورة في الزيجات الجماعية تجذب المقبلين على دخول القفص الذهبي

البعض يعتبرها عونا على تكاليف الزواج الباهظة

TT

بات من الصعب، أن تُغلق سنةً أبوابها، دون أن تشهد السعودية، احتفالا لزواجاً جماعياً، ربما لأن فكرة الزواج الجماعي، قد تعود على المقبل على دخول الحياة الزوجية، بفوائد عدة، أهمها التقليل من حجم المصروفات على حفلات الزواج، في ظل تنامي ارتفاع الأسعار المتزايد على مستوى العالم.

فخلال السنوات الأخيرة الماضية، ازداد حجم الإقبال على الزواج الجماعي، من قبل عدد من الشباب السعودي، الذي ربما يكون يُعاني من عدم القدرة على تحمل تكاليف الزواج، والتي في الغالب، تتخطى حاجز الـ200 ألف ريال (53 ألف دولار أميركي) لإتمام الزواج.

كل منطقة من المناطق السعودية، لها خصوصيتها في التعامل مع مثل تلك المناسبات، فالمنطقة الشرقية من السعودية، كانت شاهداً على كثير من الاحتفالات بزيجات جماعية، وتكاد تكون المنطقة الأكثر من حيث حجم الإقبال على هذا النوع من الزيجات التي في الغالب ما تتحول إلى مهرجانات ثقافية، وفنية في آنٍ واحد.

وفي الوقت الذي خصصت فيه السعودية عددا من المشاريع الخيرية لتمويل تلك المناسبات، من أهمها وأبرزها، مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج، وهو المشروع الذي كان وليداً لفكرةٍ من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وسماحة مفتي السعودية الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز، استفاد من مشاريع الزواج الجماعي على مستوى السعودية، ما يربو على 18 ألف شاب وفتاة، في مختلف مناطق ومحافظات البلاد، وهو ما انتشر منذُ ما يُقارب الـ15 عاما في السعودية.

ففي حين احتفت العاصمة السعودية الرياض أول من أمس، برعاية أميرها الأمير سلمان بن عبد العزيز، بحفل زواج أكثر من 1600 شاب سعودي في مشروع زواجي خيري جماعي، تستعد الأحساء السعودية (شرق البلاد)، لزف ما يزيد على 1300 شاب وفتاة، في أحد مشاريع الزواج الجماعي، الذي بدأ يُلاقي مُقبلين عليه من الجنسين من الشباب والشابات السعوديات دون أدنى حرج.

مشاريع الزواج الجماعي في السعودية، في الغالب ما ترى النور، بتمويل رسمي، يُسانده في الجانب الآخر، دعم مادي من قبل بعض الجمعيات الخيرية، ورجال الأعمال السعوديين، والأوقاف، وهو ما يُميز السعودية، عن نظيراتها في الدول العربية من حيث الدعم المادي، الذي يتجاوز في بعض الحالات، حاجز الـ20 مليون، كما حدث في الزواج الأكبر على مستوى العاصمة الرياض، والذي شهدته أول من أمس.

الشباب السعودي بدوره، لا يرى حرجاً في أن يُقدم على دخول القفص الذهبي من خلال زيجات جماعية، هرباً من تكاليف تلك المناسبات، التي قد تمنع الشاب الراغب في الزواج، من دخول ذلك القفص، الذي يعتبره البعض، القفص الأعلى تكلفة على مستوى الحياة.