انطلاق المهرجان المتوسطي السادس للفيلم القصير في طنجة

دفء المنافسة سيعوض برودة الافتتاح.. ولجنة التحكيم تضم 5 نقاد وفنانين عرب

جانب من مرفأ مدينة طنجة («الشرق الأوسط»)
TT

افتقد حفل افتتاح المهرجان المتوسطي السادس للفيلم القصير بطنجة، الذي افتتح اخيرا، للحميمية والدفء، غير أن الأيام المقبلة يمكن أن تعوضه من خلال عرض حوالي 50 فيلما قصيرا من البلدان المتوسطية.

وجاء حفل الافتتاح في غياب الجمهور الذي عادة ما يتحلق حول مبنى سينما «روكسي»من خلال المهرجانات السينمائية التي يتم تنظيمها في المدينة، غير أن افتتاح الفيلم المتوسطي جاء في وقت كانت طنجة منشغلة أكثر بفرحة نيل فريقها المحلي، اتحاد طنجة لكرة السلة، للقب الدوري المغربي، كما أن حفل الافتتاح جاء في وقت مبكر حيث أن الناس تعودوا على البقاء إلى ساعة متأخرة من المساء في الشواطئ، خصوصا مع درجات الحرارة المرتفعة التي تعرفها طنجة حاليا.

وغابت الوجوه السينمائية المعروفة عن حفل الافتتاح، بينما حضر وزير الاتصال (الإعلام) المتحدث الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، ووالي (محافظ) طنجة، محمد حصاد، ومخرجون ومنتجون من عدد من البلدان المتوسطية.

وأبرز نور الدين الصايل، المدير العام للمركز السينمائي المغربي، في تصريح للصحافة، أن المهرجان في دورته السادسة أصبح ذا صيت متوسطي بالنظر إلى مختلف الجنسيات المشاركة، مبرزا المساهمة التي قدمها المهرجان منذ إحداثه للرقي بالسينما المتوسطية.

وبدأ مهرجان طنجة عروضه بفيلم قصير هو «شكاوى الفلاح الفصيح» للمخرج المصري، شادي عبد السلام، وهي قصة بسيطة من العهد الفرعوني عن فلاح بسيط يتعرض للظلم فيواجهه بلسانه وفصاحته إلى أن يسترد حقه.

وأخرج عبد السلام هذا الفيلم خلال عقد السبعينيات من القرن الماضي، وهي فترة تميزت بنزوع السينما المصرية، في أفلامها القصيرة والطويلة، نحو الرمزية والإيحاء والتطرق لقضايا إنسانية واجتماعية على درجة من الأهمية مثل العدل والمساواة الاجتماعية. وتتميز الدورة الحالية بانفتاح على الأعمال السينمائية الأفريقية، حيث وجهت دعوة الحضور إلى المخرج السنغالي، ديو كان بيي، لتقديم عرض حول «الخطاب السينمائي من خلال الفضاء الجغرافي».

وتعكس لجنة التحكيم للمهرجان، مثلما كانت دائما، التنوع المتوسطي، حيث تضم في رئاستها المخرج المغربي نبيل عيوش، بينما يوجد في عضويتها كل من الممثلة الجزائرية نادية سمير، والمخرجة الإسبانية ماريا ديل بيلار، والناقد السينمائي المصري كمال رمزي، والصحافي المغربي كريم البخاري، والناقد الفرنسي جاك كيرمابون، والفنانة المغربية ثريا الحضراوي.

وستشارك في المهرجان أربعة أفلام مغربية هي «نشيد الجنازة» لمحمد مفتكر، و«حلم اليقظة» لعلي الطاهري، و«إيزوران» لعز العرب العلوي، و«رحيل» لنوفل براوي.

الدورة السادسة للفيلم المتوسطي القصير لن تكون المنافسة بين أفلامها بادرة مثل حفل الافتتاح، بحيث أن هناك مشاركة قوية جدا من بلدان لها باع طويل في هذا الميدان، مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومصر وتركيا ولبنان واليونان والبوسنة، بحيث تعود مخرجو هذه البلدان على المنافسة بقوة في المهرجانات والملتقيات السينمائية الدولية. أفلام مهرجان طنجة ستخرج من قاعة «روكسي» لتتجول في أماكن أخرى من غير المعتاد أن يدخلها الفن السابع، مثل السجن المحلي بالمدينة، الذي ستعرض فيه تسعة أفلام يوم السبت المقبل، كما سيتم عرض ثمانية أفلام للجمعية الخيرية الإسلامية، فيما ستتوزع أفلام أخرى على فضاءات عمومية وحدائق في المدينة، رغبة في التواصل مع أكبر شريحة من الجمهور في المدينة.

يذكر أن الدورة الخامسة للعام الماضي عرفت تتويج الفيلم اللبناني القصير «الدرس الخامس»، للمخرج فليب سقف، بالجائزة الكبرى للمهرجان، بينما حصل فيلم «فارماكون» القبرصي على جائزة لجنة التحكيم، وحصلت السينما المغربية على جائزة أحسن سيناريو لفيلم «آخر الشهر» للمخرج حسن مفتكر.