رسوم اليافعين الناضجة في معرض محترف «باليت» في لبنان

TT

تميز المعرض السنوي الشامل لطلاب وطالبات لبنان «باليت» للفنون التشكيلية الذي نظم في قصر اليونسكو في بيروت بكونه محطة تبرز براعم رسامين لا يتعدى سن أكبرهم 30 عاما. فقد قدم «المبتدئون» أكثر من مائة لوحة زينت جدران القاعة وألقت الضوء على مواهب شابة قرر أصحابها الانتقال من مرحلة الاقتباس الى مرحلة الابداع الخاص الذي يحمل بصمة كل منهم. لكن التميز لبعضهم كان واضحا. من هؤلاء أصغر المشاركين ليلى السيد حسن ،15 عاما، التي شاركت بأربع لوحات كانت كافية لتدل على مدى الموهبة التي تشتعل في رأسها الصغير. فقد ترجمت بريشتها هواجسها وأحاسيسها المرهفة ومزاجها المتقلب والطامح دوما الى اكتشاف ما يعتبره البعض حكرا على التشكيليين المحترفين أو الناضجين. أحد النقاد وصفها بـ«الطفلة البالغة» عندما تأمل لوحتها التي جمعت فيها عددا من الأشخاص وهم في طريقهم لدخول مقبرة، تغرقهم ألوان داكنة تعكس حزنا عميقا. تقول ليلى: «اخترت مواضيع صعبة لأنني قررت أن أتحدى نفسي والفن التشكيلي الذي لا تلجم ابداعاته سنوات قليلة». وتضيف: «مزاجي يأخذني الى حيث أريد. ما ان يلفتني مشهد حتى تتحرك احاسيسي وتجسده أناملي على القماش الأبيض الذي يتحوّل الى مواضيع وشخصيات ناطقة». وفي اللوحة السوريالية «دراكولا بوجه فتاة» التي خرجت بها ليلى من تقليدية المواضيع واقتبستها عن الرسام الكلاسيكي بوريس فاليجو. سعت الى ربط اختيارها لهذه الشخصية بمفهوم الحياة التي تمتص أبناءها كما يمتص دراكولا دماء ضحاياه.

ومن الشخصيات انتقلت ليلى الى الفاكهة، وتحديدا التفاح في لوحتها «تفاحتان ولوحة» المستوحاة من عمل للرسام الروسي فلاديمير كاتس، جامعة في الوقت عينه بين لوحتين في لوحة واحدة. الفراشة نفسها التي كانت تمتص التفاحة الخضراء تحولّت بعد ذلك الى دودة مفترسة.

هي طبعا بداية الطريق، التي وان دلت على شيء فهي تدل على موهبة تخفي بين حناياها طفولة ناضجة ورسامة نجمة وسط رفاقها الذين يسيرون معها على دروب الرسم.