المصحف الشريف والعلم السعودي يبلغان القمة الأعلى في العالم

الرياض كانت العروس وشاهداً على التكريم

TT

أن يكون حلمك محل إعجاب وفخر شعبي لأبناء جلدتك، فهذا ما سيقودك إلى أن تضع ذلك الحلم محل إعجابك الشخصي، أياً كان حجمه، وأياً كان ثمن تحقيقه، وإن بلغت حدود ذلك الحلم الخطر.

ما حدث مع السعودي الأول الذي بلغ قمة جبال «إفرست» الشاهقة الأعلى في العالم، والتي تقع ما بين الحدود الصينية ـ النيبالية، ضمن فريق عالمي، انطلق نهاية شهر مارس (آذار) الماضي، دعا السعوديين لأن يضعوه محلاً لفخرهم واعتزازهم، خصوصاً بعد أن بلغ بالمصحف الشريف، وعلم بلادهم إلى القمة الأعلى، في خطوةٍ منه إلى إيصال رسالة لشعوب الأرض عن أبناء بلاده.

فاروق الزومان ذو الثمانية والعشرين ربيعاً، عاش تحدياً منذ نعومة أظفاره، وولدت معه رغبة تسلق أعالي الجبال، وهو الحلم الذي قال عنه، «حلم بلادي»، التي تستحق أكثر من ذلك حسب ما روى لـ«الشرق الأوسط».

يقول الزومان «ما رأيته في عيون أبناء بلادي بعد عودتي وتحقيقي للحلم الأول على المستوى الوطني، كان محلاً للإعجاب، فمن استقبلني على أرض مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض، كان يُهدي الوطن ما حققته»، قبل أن يعيش فرحته مع نفسه، مُتجلياً ذلك باحتفال شعبي بسيط، قام بإحيائه أبناء الحي الذي يقطنه، بأحد جوانب العاصمة الرياض، وهو ما أعطى دلالات واضحة، على فخر وفرحة السعوديين برفع علم بلادهم على القمة الأعلى في العالم.

الزومان يؤكد أن الأيام التي سبقت انطلاق تحديه، كانت من أهم أيام حياته، فيما لم يُخف خوفه من عدم الوصول، إلا أن الفرحة التي لمسها في عيون أبناء وطنه، كانت من أهم الأسباب التي قادت ذلك التحدي إلى أن يتوهج بشكل أكبر، إلى أن بلغ حاجز التحقيق، راسماً بذلك فرحةً تجاوزت حدوده الشخصية، إلى أن أصبحت فرحة للوطن بشكل عام.

ويشير الزومان إلى أن الهدف من تحقيق ذلك الحلم، هو إيصال رسالة للعالم بإسره، تحتوي على حب السعوديين للسلام، وعمل الخير، وأن الأسباب مهما تزايد حجمها، لن تعيق الحاملين من أبناء وطنه، من تحقيق حلمهم، وبالأخص الأحلام المقرونة بالوطن، في إشارة إلى قدرة السعودي، مهما كان جنسه، على مقارعة الصعاب، وبالتالي، تحقيق «حلم الوطن».

ولم تغب خلال أيام الرحلة الأصعب على مستوى حياته، مشاهد فرحة أبناء وطنه عند الإعلان عنه نيته صعود القمة الأعلى في العالم، فيما لم تختف مدينته الأم، وعاصمة الأحلام كما يراها، عاصمة بلاده (الرياض) التي كانت هي الأجدر بتلك الفرحة التي رُسمت على شوارعها وأزقتها، وهي التي كانت محل ولادة الكثير من الأحلام السعودية، التي تحققت في السابق، وسيتحقق منها الكثير بإصرار أبناء الوطن، ممن يحملون طموحاً يستحق الوطن أن يعيش فرحة تحقيقه.