أندية السيارات الفاخرة في السعودية مجتمع يتنافس على الرفاهية

أنشطها بورشه وفيراري وأودي

السعودي ممدوح خياط عضو بنادي فيراري خلال مشاركته في إحدى الفعاليات العالمية («الشرق الأوسط»)
TT

راجت مؤخرا في السعودية موضة أندية السيارات الفاخرة، وافتتحت العديد من النوادي للسيارات من ذات النوع، مثل نادي سيارة بورشه، وفيراري، وأودي ولمبورغيني، لكن المفارقة تكمن في ان النادي لا يهتم بالسيارة بقدر اهتمامه بأصحابها من الاعضاء الذين قد تجد بعضهم يمتلك اكثر من سيارة من ذات النوع.

وبجولة سريعة داخل أروقة تلك النوادي التي ستمر فيها إن كنت مالكا لإحدى تلك السيارات، أو حتى سنحت لك الفرصة بأن تدخلها هكذا بضربة عشوائية من خلال إحدى المناسبات التي دأبت على اقامتها النوادي، فإنك ستلاحظ اختلاف أعمار أعضاء كل ناد عن الآخر. ففي نادي سيارة الميني كوبر تجد ان الاعمار تتركز لمن هم دون الثالثة والعشرين من العمر، ليتدرج الحال بين ناد وآخر، حتى العقد السادس من العمر في نوادي سيارات بورشه أو فيراري أو حتى لمبورغيني.

ولا تبتعد أزياء الأعضاء عن الرياضية، وإن كانت مجرد لمسات، فالسعوديون يرتدون الثوب السعودي العصري بخطوطه الرياضية، وانتعال الحذاء الرياضي من أرقى العلامات الرياضية العالمية، بينما زوجاتهم يتعطرن بأرقى العطورات الباريسية ويحملن أفخم الحقائب الإيطالية، وفي هذه الطبقة المخملية تدور محاور الحديث عن عالم السيارات، وأسرارها، وأخبار سباق السيارات، وآخر موديلاتها وتقليعاتها.

وينفي بعض أعضاء أندية السيارات الفاخرة مقولة بأنهم مدللين ولدتهم أمهاتهم وفي فمهم ملعقة من ذهب، ويدللون بانهم لم يمتلكوا تلك السيارة إلا بعد أن أصبحوا آباء ووصل بهم العمر إلى منتصف الثلاثين أو الأربعين من العمر، ويقصدون أنهم هم أيضا من طبقة الموظفين الراقية، فتجد الطيار والطبيب والمدير والمهندس أعضاء في نادي سيارة قيمتها قد تتجاوز الربع مليون ريال، إضافة إلى هواة وعشاق السيارات الرياضية المترفة، والتي يتلذذون بطعم الحياة من خلال قيادتهم لسيارة رياضية سريعة ومترفة ولا مانع لديهم من اقتناء أكثر من سيارة لتجدهم أعضاء دائمون في أكثر من ناد. يجتمع أعضاء كل ناد مرتين في السنة الواحدة تقريبا، وتكون عادة لقاءات اجتماعية ترفيهية في حضرة زوجات الأعضاء، والبعض مثل نادي سيارات بورشه ينظمون مسابقات رياضية تعرف بـ«سباق الأبطال» وهي الرياضة المعروفة عالميا، والتي كانت صاحبة فكرتها سائقة الراليات العالمية «ميشيل موتون».

نادي بورشه يحتكم لعدد كبير من الاعضاء قد يصل عددهم الى 130 ألف عضو، يتمتعون ـ كما يقول رئيس النادي ياسر ملك ـ بميزات عديدة فيحق لهم الاشتراك في مناسبات وفعاليات بورشه العالمية، كما يتمكن أي عضو أن يتواصل مع أعضاء النادي في أي بلد في العالم، وهذا يتيح له فور وصوله إلى بلد ما يضم نادي بورشه بأن يستقبلوه وينسقون له رحلة سياحية جميلة ويقول «نقدم لهم خدمات ترفيهية ورحلات رياضية مناسبة لهم في السعودية وخارجها».

وحول الهدف من هذه الأندية يقول ملك «النادي تأسس عام 2003 برسوم قدرها 500 ريال سنويا، النادي يقصد منه مكان لتجمع الأعضاء واللقاء بهم، نريد أن نكون عائلة واحدة من نفس الطبقة وعلى اختلاف الثقافة والهوية».

ويبين أنهم يهتمون بالأنشطة الاجتماعية ويحاولون التعاون مع المجتمع في ما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية والمساعدات الخيرية.

أما عمر نهدي المسؤول بشركة ساماكو والمشرف على نادي سيارة فولكس واجن وأودي فيرى أن فكرة انشاء ناد للسيارات المترفة هي من باب التواصل ويقول إن الاعضاء يمتلكون أغلى السيارات، وزاد «فلابد من تدليلهم وتقديم خدمات خاصة لهم لينشأ التنافس بين ناد وآخر».

وحول الخدمات لأعضاء نادي فولكس واجن البالغ عددهم 50 عضوا في السعودية يقول نهدي «أقمنا أخيرا حفل (بان تن سو) وشارك الفريق مع أصدقائهم في رياضة الكارتيج ورمي القوس والبولينج، إضافة إلى تقديم التخفيضات لهم في ما يخص الصيانة وتزويدهم بآخر أخبار وموديلات السيارة التي يمتلكوها».

وبالنسبة لسيارة أودي يقول «توقفت لفترة وجيزة، وستعود من جديد مع مطلع عام 2009، والنادي يعتمد على ملاك السيارة نفسها ورغبتهم في تخصيص ناد لها».