دبي تحتضن مهرجانها الأول للأفلام الوثائقية

جمعة: شركات التوزيع مسؤولة عن غياب الفيلم الوثائقي في دور السينما

خلال حفل الأفتتاح كان الرسم على أنغام الموسيقى (تصوير: عبد المطلب محمد)
TT

الحرب والسلام، والتخاطب مع آخرين لا يفهمون لغتك عبر الموسيقى، كانت أبرز المواضيع التي تمحور حولها نحو عشرين فيلماً وثائقياً ضمن أول مهرجان للأفلام الوثائقية بالإمارات تحت عنوان «أصوات وثائقية.. اختيار البؤرة»، الأفلام المشاركة تولت إنتاجها كل من شركة «ويتستون برودكشنز» الأميركية وشركة «كاسبيان ايفنتس» من دبي بدعم من ادارة مهرجان دبي السينمائي الدولي. وقد يتساءل كثيرون عن السبب الكامن وراء عدم وجود الفيلم الوثائقي إلى جانب نظيره من الأفلام السينمائية المتعارف عليها، وهو تساؤل توجهت به «الشرق الأوسط» إلى عبد الحميد جمعة، رئيس مهرجان دبي السينمائي، فعلق قائلا: «إن الفيلم الوثائقي غيرُ متاحٍ للمشاهد العادي، كون هذا النوع من الأفلام لا يوفر عوائدَ مادية مجزية، كما هو الحال مع الأفلام السينمائية المعروفة، لذلك نجد أن شركات التوزيع السينمائي لا توفر الأفلام التسجيلية في دور السينما للجمهور، بمعنى اَخر الجمهور يشتاق لحضور هذه الأفلام، إلا أن المسألة تنحصر في الموزعين، مما جعل الفيلم الوثائقي محصوراً بين المهرجانات الدولية الخاصة به والقنوات الفضائية».

وحتى القنوات الفضائية، كما يوضح جمعة، تقوم بشراء تلك الأفلام من أصحابها بأبخس الأثمان، أي أن دافع الرغبة والإيمان بفكرة أو مبدأ راسخ هما الوحيدان اللذان يدفعان المرءَ لإنتاج فيلم وثائقي. والفيلم الوثائقي الوحيد الذي استقبلته دور السينما «وضرب ضربة كبيرة»، كما يصفه جمعة، كان «فهرنهايت 911» لمايكل مور. وأفلام كهذه لا تأتي حسب رأي جمعة إلا مرة كل ثلاثين سنة في الأقل. وعندما تركت جمعة دفعتني فكرة إيمان أحدهم ومخاطرته بإنتاج فيلم وثائقي، وهو يعرف سلفاً أنه لن يجنيَّ أية أرباح مادية من ورائه الى لقاء انيسة مهدي، المدير الفني للحدث، وهي كذلك مؤسس ورئيس شركة «ويتستون برودكشنز» وفعلا بادرتني بقولها عندما سألتها عن سر الحماس الواضح في عينيها وهي تستقبل الحضور: «استغرقت سنة كاملة، وأنا أحضر لهذا الحدث الخاص بالنسبة لي. في الحقيقة هذا الأمر شخصيٌّ كوني ولدت بالولايات المتحدة. وأصل والديّ من العراق» وتعترف أنيسة بأن الأفلام الوثائقية في الولايات المتحدة لا تحظى بذات الشعبية التي تجنيها الأفلام الرومانسية وأفلام الحركة في دور السينما. وتسلط أنيسة الضوء على نقطة غاية مهمة، وهي خوف الحكومات من تقديم الدعم لإنتاج الأفلام الوثائقية، وذلك خوفا من عدم السيطرة في نهاية الأمر على محتوى الانتاج». وتؤمن انيسة بأن الأفلام الوثائقية هي الطريق الوحيد لتوسيع إدراك الناس، لذلك تسعى لمساعدة صانعي الأفلام الوثائقية على طرح أعمالهم التي تتناول مواضيع تخص المنطقة العربية، ولن يتحقق ذلك إلا بتشجيع المخرجين ذوي الخلفيات المشابهة على تطوير مهاراتهم وخلق مشاريع جديدة من شأنها الترويج لوجهات نظر جديدة.

ودشن المهرجان بالفيلم الوثائقي الأميركي «أنا أعلم لست وحدي» لميشال فرانتي، حضره الشيخ ماجد بن محمد بن راشد رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون. ويتحدث حول مطرب شعبي أميركي شده الفضول إلى معرفة أحوال العراقيين بعد خمس سنوات من وجود قوات بلاده على أراضيها، فتجول رغم تحذيرات الكثيرين له من الانفجارات بين البسطاء والأطفال، حاملا غيتارة، وهو يغني لهم. وفي النهاية ألف أنشودة مكونة من كلمة عربية واحدة، وهي «حبيبي». وسيسعى المهرجان خلال أيامه التي تمتد من 5 ـ 8 يوليو (تموز) الجاري إلى تحقيق التواصل بين صانعى الأفلام المشاركة من الولايات المتحدة ومصر والكويت ولبنان وإيران بعرض أعمالهم الوثائقية عن دبي وطهران ودمشق وبغداد، تناقش موضوعات عن اللاجئين ومرشحي الرئاسة والكوارث وسجناء الحرب والموسيقيين والزواج والإعلام وصانعي السلام.