«المقطار» أول مسلسل يقدم الرياض في فترة «الستينات الميلادية»

بهدف نشر التراث و نفحات الماضي الجميل في حاضرنا الأجمل

يوسف الجراح وهيفاء حسين («الشرق الأوسط»)
TT

بدأ المخرج الكويتي حسين أبل تصوير المسلسل التراثي الكوميدي «المقطار» وهو من أعمال الصدف للإنتاج الصوتي والمرئي وتأليف «سعد المدهش» ومن بطولة عدد كبير من الفنانين الخليجيين منهم يوسف الجراح وحبيب الحبيب وهيفاء حسين ولمياء طارق وعبد الله السناني وحمد المزيني وعلي المدفع وغيرهم، وتدور أحداثه في إحدى القرى القريبة من ضواحي مدينة الرياض حيث يقدم المسلسل رؤية تقترب من أرض الواقع من خلال حقبة زمنية سابقة تجسد في أحداثها فترة الستينيات الميلادية كأول مسلسل سعودي يقدم حياة الناس في تلك الفترة من خلال رسم ملامح صورة واضحة المعالم للحياة الاجتماعية لمنطقة الرياض آنذاك والتركيبة السكانية فيها وطبيعة العلاقة الوطيدة التي تربط بين جميع الأسر والجيران والتي ترتكز بين أفرادها على أسس المحبة والأمانة والتآلف والتآخي، مع تقديم معالجة درامية من عدة زوايا مختلفة والتي يظهر فيها الطرح الكوميدي الممتع.

وقد حرص القائمون على العمل أن يقدم مسلسل «المقطار» بشخصيات تجيد اللهجة البدوية لكي تتناسب مع طبيعة لهجة المنطقة مع توفير كافة الترتيبات والاحتياجات والإكسسوارات والأزياء المناسبة لتلك الفترة والتي سوف يرتديها الطاقم التمثيلي في العمل، ومعروف أن المخرج حسين أبل أخرج في رمضان الماضي مسلسل «عقاب» ويقوم بمهمة المخرج المنفذ محمد طوالة ومدير التصوير جوان حلبو ومدير الإضاءة خالد طالب والصوت محمد المقيطي ومدير إدارة إنتاج الرياض محمد الجندي.

المؤلف سعد المدهش، ترأس خلال الأيام الماضية العديد من ورش الكوميديا في مكتب الصدف بالرياض، والتي حفلت بالأسماء المعروفة والمتميزة في هذا المجال، مثل عبد الله صايل ومحسن الشهري وعبد الكريم الفالح ووليد المهنا بإشراف ومتابعة من مدير المشاريع في الرياض خالد الشهري .

وأكد المدهش أن دافعه الرئيسي للعودة لحقبة زمنية سابقة في هذا العمل «هو الحاجة لنشر تراثنا المحمل بعبق ونفحات الماضي الجميل في حاضرنا الأجمل» وقال في هذا الصدد «تعتبر حاجتنا إلى نشر التراث الثقافي والاجتماعي في عصرنا الحاضر ضرورة ملحّة علينا كمثقفين وفنانين خصوصا في هذا العصر، زمن الفضائيات والثورة الإعلامية، فما نعيشه في عصرنا الحاضر وفي وطننا الغالي من تقدم ورقي سبقه عصر الآباء والأجداد الذين حفروا قواعد هذا الوطن على أسس من التآخي والتعاون والإيثار والتضحية، فلا بد أن يشاركنا المشاهد هنا وهناك ليستمتع برؤية هذه الصور المضيئة لمجتمعنا قديما حتى نستطيع أن نرى أنفسنا في هذا الزمن، وعندما ننظر إلى الدول المتقدمة في زماننا الحاضر نرى أنها حافظت على تراثها مع سيرها قدما في مضمار الحضارة الحديثة والأخذ بكل معطياتها، لذا حاولنا في هذا المسلسل الاجتماعي إبراز الصفحات المشرقة في مسيرة الآباء والأجداد، مشيراً الى رغبته في تصحيح النظرة التي يسير عليها في العادة بعض المنتجين للمسلسلات التراثية حيث درج بعضهم بتصوير العصر الماضي بانه ذلك المجتمع المتخلف الجاهل، وانه ذلك الشاب الأقرع المتخلف عقليا والذي يسير في حواري القرية ويعيش على فتاة الخبز، لذا انتابني شعور لكتابة هذا المسلسل وتغيير نمطية تلك الصورة وبالتالي إظهار الجوانب الإيجابية في ذلك المجتمع الطيب، فمع وجود الفقر والعوز نجدهم كرماء متعاونين طيبين محبين للخير، وعندما تصاغ هذه الأحداث بطابع كوميدي فان المتلقي سيقبلها وسيتابعها». وأضاف سعد المدهش بقوله «حرصنا في المقطار على تزويد النشء والشباب ببعض الأهازيج الشعبية التي كان آباؤنا وأجدادنا يرددونها في حياتهم العامة، فقد أوردت في بعض الحلقات شيئا من هذه الأهازيج وقد أوجدت المبرر لورودها في سياق السيناريو بحيث تكون مقبولة ومنطقية، كذلك جاء هذا المسلسل كحلقات مترابطة لشخصيات ثابتة تتحدث كل يوم عن موضوع اجتماعي رئيسي مع إضافة مواضيع اجتماعية ثانوية حتى تكون الفائدة أعم وأشمل، وقد حاولت ان تكون لهجة المسلسل قريبة جداً من ذلك الزمن بحيث تكون مفهومة للمتلقي، وهو الأمر الذي سوف يراه المشاهد في ثلاثين حلقة لهذا العمل.