«القهوة المثلجة».. مبيعات شهرين منها تعادل 6 أشهر

بسبب تزايد درجات الحرارة في السعودية وارتفاع سعر الكوب الواحد بنحو 70%

عاملون في قطاع المقاهي السعودية يتوقعون ارتفاع الإقبال على القهوة المثلجة هذا الصيف بنسبة 40% («الشرق الأوسط»)
TT

كشف عاملون في قطاع مقاهي «الكوفي شوب» في السعودية، ان معدلات الإقبال على شراء القهوة الباردة والمثلجة في شهري يوليو (تموز) واغسطس (آب)، تعادل قيمة اجمالي مبيعات نصف العام تقريباً، متفائلين بأن يشهد صيف هذه السنة تزايداً في مبيعات أكواب القهوة الباردة بنسبة تتجاوز الـ40 في المائة مقارنة بالمواسم السابقة، وأرجعوا ذلك لظروف الإجازة وارتفاع درجات الحرارة وتحول المقاهي اخيراً للمكان الأول الذي يختاره السعوديون للقاء الأصدقاء وعقد الاجتماعات والصفقات. يقول عبد الرحيم عثمان، مدير التسويق في شركة (يوم القهوة): ان التزايد المطرد لدرجات الحرارة خلال شهري يوليو واغسطس، يرفع من معدلات اقبال السعوديين على شرب القهوة المثلجة بصورة ملحوظة مقارنة ببقية أشهر العام. وأوضح ان الاقبال على المشروبات الساخنة ينخفض في هذه الفترة من السنة إلى نحو 40 في المائة تقريباً فيما يفضل الـ 60 في المائة الباقية من الزبائن شراء المشروبات الباردة.

وأضاف عثمان: ان الإقبال على محلات القهوة أصبح يتضاعف بعد الساعة السادسة مساء وحتى الثانية صباحاً، وأوضح أن شركات القهوة عادة ما تواجه تزايد معدلات الإقبال على ارتياد المقاهي بمضاعفة عدد العمالة في الفترة المسائية، في حين أشار إلى وجود صراع خفي بين صناع السوق في ابتكار النكهات وطرحها خلال هذه الفترة من العام، وقال:«ان الإقبال على النكهة المفضلة يعتمد بالدرجة الأولى على طرق التسويق».

ويتفق معه برلام، المشرف على مقهى (رانديفو) بالرياض، الذي قال ان فصل الصيف هو الموسم الأهم لقطاع المقاهي مع تضاعف الاقبال على الأنواع المختلفة للقهوة المثلجة، إلا أنه أكد أن هذا الاقبال سيتراجع تدريجياً بعد أسبوعين من الآن، مرجعاً ذلك لسفر العديد من الناس وتنقلاتهم في الإجازة الصيفية، وقال: ان غالبية الزبائن يطلبون القهوة الباردة بالنكهات المنعشة، وتحديداً التي تأتي بطعم التوفي والكراميل والفراولة.

ويرى طارق عبد المولى، مدير المبيعات في إحدى شركات القهوة بالرياض، ان كثيراً من المقاهي يفضل تغيير تصاميمه ولائحة مشروباته في الصيف للمنافسة والبحث عن زبائن جدد، وأشار إلى أن هذا التنافس يشمل أيضاً أسعار القهوة المثلجة التي قد يصل بعض أنواعها لحدود 40 ريالا للكوب الواحد (10 دولارات)، مرجعاً ذلك لوجود شريحة من الزبائن ممن يحرصون على ارتياد المقاهي الفاخرة، فيما أشار إلى أن كوب القهوة المنكهة في المقاهي العادية لا يتجاوز سعره حدود 15 ريالا (4 دولارات).

وفي حين تفيد أحدث التقارير الاقتصادية أن حجم سوق المقاهي السعودية يبلغ نحو 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) في العام الواحد، وأن صافي الربح يصل إلى نحو 60 في المائة من العائد الكلي، ما زالت مشكلة ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج تهدد الكثير من المقاهي السعودية، حيث يقدر عبد الواحد سعيد، محاسب بشركة (الروابط العالمية للقهوة)، القفزة السعرية لتكاليف إنتاج المشروبات بحدود 25 في المائة خلال فترة قصيرة، وأوضح أن ذلك يشمل أيضاً تكاليف الايجارات والعمالة.

وأفاد سعيد بأن حجم مبيعات القهوة الباردة والمثلجة يزيد في كل إجازة صيفية بنسب تتراوح بين 30 إلى 40 في المائة مقارنة بباقي فترات العام، وهو ما يعني تضاعف أرباح المقاهي السعودية، خصوصاً الواقعة في الشوارع الرئيسية من المدن، إلا أنه لم يفصح عن أرقام تقريبية لذلك، مشيراً إلى أن قدوم شهر رمضان بعد حوالي شهرين من الآن سيقلل من حجم الإقبال بصورة ملحوظة، لكونه يشهد استقراراً نسبياً في سوق القهوة الأميركية، بحسب قوله.

ورداً على تزايد تكلفة مواد الإنتاج وارتفاع معدل اقبال السعوديين على شرب القهوة، قام الكثير من شركات القهوة برفع أسعاره بنسبة تصل لحدود 70 في المائة، كما يوضح طارق الغامدي، عامل في أحد المقاهي الأميركية الشهيرة بالدمام، الذي قال ان أسعار القهوة والكيك والعصائر بمجملها ارتفعت إلا أن حجم إقبال الناس على ارتياد المقاهي لم يتأثر، وهو ما أرجعه لتحول المقهى إلى المكان الرسمي لدى السعوديين للقاء الأصدقاء وعقد الاجتماعات والصفقات.