عندما طالب الفرنسيون ماري انطوانيت بتأمين الخبز بعد ان عانوا من الجوع ردت عليهم بسخريتها الشهيرة قائلة: «كلوا بسكويت» ولما بدأت قمة مجموعة الثماني منذ يومين في اليابان ناشد رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون البريطانيين من هناك، بعدم التبذير في الطعام وعدم رمي المأكولات في مساهمة منه لمكافحة غلاء المواد الغذائية والتخلص من مشكلة نقص الغذاء عالميا لاسيما في الدول الفقيرة. وبدت قمة الثماني التي تعقد في جزيرة هوكايدو اليابانية (شمال) مهتمة بالبيئة، اذ استخدمت تكييف الهواء بالثلج وسيارات كهربائية ومراحيض تقتصد المياه وعرضت مجموعة من التكنولوجيا اليابانية النظيفة.
وخزن المركز الاعلامي 7 آلاف طن من الثلج (الذي يتساقط بكثافة في الشتاء في منطقة التزلج تلك) تحت اقدام اكثر من 5 آلاف صحافي مرخص لهم لتغطية الحدث، لتبريدهم. وحفظ الثلج في حفرة، يمكن رؤيتها تحت الارضية. وتتخلل الحفرة ثقوب عميقة تضمن انسياب الهواء البارد داخل المبنى. وعند تذويب الثلج، تضخ المياه في مكيفات الهواء، بحسب منشورات وزعتها السلطات المحلية. وتمت الاستعانة بـ95% من المواد القابلة لاعادة الاستعمال (الفولاذ، الارضية، السجاد)، او لاعادة التدوير (المواد العازلة والانابيب وبنى من الالمنيوم).
كما وضع صانعو السيارات اليابانيون في خدمة البعثات احدث نماذج السيارات الكهربائية، وهي صغيرة من اربعة مقاعد يمكن اعادة شحن بطارياتها في مرآب او اثناء السير، وكل هذا تحت اسم المحافظة على البيئة والوقوف بالمرصاد للفقر وشح المواد الغذائية في العالم، ولكن غابت عن خاطر منظمي الحفل اليابانيين أن قائمة الطعام التي قدمت للرؤساء المشاركين في القمة لم تمت بأي صلة، بعنوان القمة العريض «مكافحة الفقر» ومطالبة العالم بتوفير الأكل والتقليل من المشتريات الغذائية.
وأثارت قائمة الطعام، التي نشرت تفاصيلها الصحف ووسائل الاعلام البريطانية والعالمية امس، سخط البريطانيين على وجه الخصوص، ولو ان غوردون براون لم يكن وراء اختيار المأكولات، واعتبر كثيرون تناول المسؤولين مثل تلك المأكولات غالية الثمن بمثابة خطوة ناقصة جدا، ووصف السياسيون على انهم منافقون يقبلون ان يتناولوا أرقى انواع المأكولات وأغلاها في حين يناقشون مسألة الفقر وما يمثله ارتفاع اسعار الغذاء العالمية من تهديد للأمن الغذائي الذي من شأنه ان يعيد ملايين من البشر الى دائرة الفقر. وفي بيان لمجموعة الثماني عن الامن الغذائي العالمي دعت المجموعة ايضا الدول التي لديها مخزونات كافية من المواد الغذائية الى توفير جزء من الفائض لديها للدول المحتاجة في أوقات الزيادات الكبيرة في الاسعار وبطريقة لا تشوه التجارة.
فيوم الاحد الماضي رشحت معلومات في بريطانيا تفيد بأن 4.1 مليون طن من المأكولات يكون مصيرها القمامة سنويا في بريطانيا بسبب اسراف البريطانيين في التبضع، ووجه غوردون براون اصبع الاتهام مباشرة الى المستهلكين والى السوبرماركت التي تقوم بتشجيع الزبائن على الشراء بسبب العروض الخاصة، كما وجه براون تصريحا شديد اللهجة الى البريطانيين في بيوتهم يحذرهم من الاسراف واستعمال سياراتهم، وشجعهم على قيادة السيارات العاملة على الكهرباء.
وبعد كل هذه الانتقادات والتصريحات تناول براون الغداء والعشاء وما مجموعه 18 طبقا من اشهى الأطباق التي حضرها الطاهي الياباني كاتسوهيرو ناكامورا الحائز نجمة ميشلن للتميز.
ولاقت القمة الحالية العديد من الانتقادات من قبل منظمات الاغاثة والمؤسسات الخيرية فاعتبر دومينيك نات بحسب ما نشرته صحيفة الديلي ميل امس، أن قائمة الطعام التي قدمت للمشاركين في قمة مجموعة الثماني تعتبر اساءة للعالم وتضليلا للمجتمع العالمي الذي يعاني من مشكلة حقيقية في تأمين القوت اليومي والغذاء.
* ماذا أكل المشاركون في قمة الثماني؟
* لم يبخل اليابانيون على المشاركين ابدا، فجاءت قائمة الطعام على الشكل الاتي:
> قائمة الغداء :
ـ هليون أبيض مع شوربة الكمأ الأسود ـ سلطعون ياباني (بارد وحار) ـ فخذ دجاج سوبريم محشو بالفستق والبرتقال ورغوة البنجر ـ تشكيلة من الأجبان الفرنسية مع صلصة التوت ـ حلويات «بوتيه فور» ـ قهوة
* قائمة العشاء: ـ كافيار وذرة ـ سلمون مدخن وثمار بحر ـ كعكة بصل حارة ـ لحم بقر مع هليون وتونا مقطعة مع افوكادو وصلصة السويا مضافة اليها مجموعة من الاعشاب المنكهة ـ نوع من الاسماك الصدفية «كلام» مع صلصة الطماطم وحساء السمك مع «الكلام» ـ جمبري مسلوق مع صلصة خل التوزازو اليابانية ـ «إيل» انقليص مشوي ـ سمك «غوبي» مع صلصة الصويا والسكر ـ شوربة السلطعون ـ سمك مشوي مع صلصة الفلفل ـ لحم غنم (تربى على الحليب فقط) مع صلصة المستردة والاعشاب ولحم غنم مشوي مع الكمأ الأسود ـ أجبان فرنسية وعسل بطعم الخزامى وفستق محلى ـ حلوى G8 ـ قهوة وشاي ـ فواكه وخضار