أول مزاد إلكتروني بالمنطقة ينافس eBay لبيع أغلى لوحة سيارات في العالم على شبكة الإنترنت

بريطانيون وكنديون يزايدون على أرقام سيارات مميزة في الإمارات

TT

البعض يعتبرها موضة.. والبعض الآخر يراها رفاهية.. وبعضا ثالثا يعتبرها مشروعا اقتصاديا مربحا، ايا كان نظرة هؤلاء عنها، فإن السباق نحو شراء لوحات السيارات المميزة في الإمارات، أصبح حديث الشارع أينما حللت. ولأن الأمر كذلك، أصبح بإمكانك، إن كنت أحد هؤلاء المهتمين للمزايدة على رقمك المفضل، سواء كنت في مكتبك أو منزلك أو حتى وأنت ترتشف قهوتك الصباحية في المقهى.. أنه أول مزاد الكتروني من نوعه في المنطقة، ويسعى لمنافسة الموقع العالمي الشهير eBay، بسحب بساط بيعه أغلى لوحة سيارات في العالم.

القصة باختصار أن البحث عن التميز في منطقة الخليج عموما ليس جديدا، وأيضا البحث بالجهد والمال للحصول على ارقام مميزة للوحة السيارة، ديدن الكثير من الشباب، والشابات. ما حدث أن تجارة أرقام السيارات المميزة تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وهو جعلها تسجل أرقاما فلكية في مبيعاتها، وصلت إلى عشرات الملايين من الدولارات، وهو ما أهل الرقم 5 من أبوظبي، للدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، باعتباره أغلى رقم لوحة سيارة في العالم، بعد أن سجل رجل أعمال إماراتي نفسه في الموسوعة العالمية بدفعه مبلغ 14 مليون دولار.. فقط.

لكن ما الجديد هنا؟ أنه التحول من المزادات التقليدية إلى المزادات الإلكترونية، فيمكن لك أن تزايد على رقمك المفضل الكترونيا دون تكبد عناء المزايدة العلنية، وربما للبعض من دون تكبد عناء الإحراج، في حال عدم تمكنه من الاستمرار في المزايدة حتى النهاية.

وتتيح المزادات الالكترونية للمزايدين المشاركة في الحدث على مدار الساعة، من أي مكان في العالم وفي أي وقت، وذلك من خلال تسجيلهم في الموقع واشتراكهم في المزادات.

وشهد المزاد الالكتروني الأول الذي أطلقته «الإمارات للمزادات» قبل نحو أسبوعين، اقبالا كبيرا من عشاق اقتناء لوحات السيارات المميزة الذين توافدوا بأعداد كبيرة على الموقع الجديد للشركة للتسابق على شراء اللوحات المميزة. أما المزاد الثاني، والذي يستمر حتى الساعة الرابعة والنصف عصراً من يوم الجمعة المقبل، فقد طرحت من خلاله ثلاثمائة لوحة مميزة من لوحات الفئة الخامسة لإمارة أبوظبي، في مقدمتها اللوحة رقم (4050) واللوحة رقم (12555)، إلى جانب الرقم (702) الذي من المتوقع أن يشهد منافسة حامية بين المزايدين الذين سجلوا في المزاد حتى اللحظة.

 وخلافاً للتوقعات التي لم ترجّح أن يشهد المزاد الالكتروني الأول اقبالا كبيرا، سجل المزاد الذي امتد لسبعة أيام مبالغ قياسية، حيث تم بيع كافة اللوحات مقابل أربعة ملايين وأربعمائة ألف درهم إماراتي (1.2 مليون دولار أميركي)، الأمر الذي دفع الشركة المكلفة تنظيم مزادات بيع اللوحات ذات الأرقام المميزة للفئة الخامسة لإمارة أبوظبي لإقامة المزاد الالكتروني الثاني خلال فترة الصيف.

المدير التنفيذي للشركة عبد الله مطر المنّاعي قال لـ«الشرق الأوسط» أن النجاح الباهر الذي وجده المزاد الإلكتروني لم ينحصر على المقيمين في داخل الإمارات العربية المتحدة «بل أن مهتمين من خارج الدولة ايضا زايدوا للحصول على أرقامهم المميزة، وتم بيع عدد 9 لوحات من المزاد لمهتمين من بريطانيا وكندا».

وتوقع المناعي أن يبلغ مجموع قيمة مبيعات الإمارات للمزادات لمدة عام للمزادات العلنية والالكترونية للأرقام 500 مليون درهم، غير أنه تحفظ عن ذكر الأرقام الخاصة بالمزادات الإلكترونية، معتبرا أن ذلك يحتاج لمزيد من الوقت.

إلا أن عبد الله المناعي قال إن نجاح المزادات الالكترونية في الإمارات، سيقلل من إقامة المزادات التقليدية وتعويضها بنظيرتها الإلكترونية، ويضيف «نحن نقيم 10 مزادات تقليدية سنويا في أبوظبي، لكني أتوقع أن نقتصر على 3 مزادات فقط، بينما تكون بقية المزادات الكترونية».

وتتوقع الشركة، التي سبق لها بيع أغلى عشر لوحات سيارات في العالم في مزاداتٍ علنية، أن تتمكن من كسر الرقم الخاص باللوحات المباعة عن طريق المزادات الالكترونية أيضاً، والمسجل حالياً باسم موقع eBay الذي باع اللوحة البريطانية رقم (CEO1) مقابل نحو 311 ألف دولار أميركي (1.14 مليون درهم إماراتي) في شهر يوليو المنصرم. حيث أكد المناعي نية الشركة طرح أرقام في المزادات الالكترونية المقبلة «الأمر الذي سيمكننا من تحطيم الرقم القياسي العالمي الحالي لأغلى لوحة بيعت في مزادات الكترونية، ويتيح لنا فرصة التربع على عرش صدارة كافة الأرقام القياسية العالمية» مضيفا «سنطرح لوحات ثنائية الأرقام والتي دائما لا يقل سعرها عن 2.5 مليون درهم إماراتي كما سنطرح أرقاما فردية، لكن ذلك سيحتاج مزيدا من الوقت بعد تجربة الأرقام الثنائية».

وحتى تتمكن من المزايدة على الارقام المميزة إلكترونيا، ينبغي عليك التسجيل في الموقع وتسديد قيمة التأمين، ويبلغ في حده الأدنى 5000 درهم إماراتي، ويسمح لك بالمزايدة حتى 20 ضعفا، أما إذا اردت أن تزايد بأكثر من 100 ألف درهم فينبغي عليك زيادة مبلغ التأمين. وخلال المزايدة الإلكترونية يتم إشعار المشترك فورا عن طريق بريد إلكتروني ورسالة بالهاتف الجوال في حال تمكنه بالفوز بالرقم الذي زايد عليه.

وتتيح المزادات الالكترونية للمزايدين المشاركة في الحدث على مدار الساعة، من أي مكان في العالم وفي أي وقت، وذلك من خلال تسجيلهم في الموقع واشتراكهم في المزادات الأولى من نوعها في المنطقة.

ووفقا للمناعي فإن دخول المرحلة الالكترونية «جاء بعد دراسة مستفيضة لسلوكيات المستخدم العربي اتضح من خلالها ميله إلى أساليب التجارة الحديثة، والمتمثلة في الشراء والمزايدة عبر مواقع الانترنت المتخصصة»، مشيراً إلى أن فريقاً مختصاً بالبحث قام بمراقبة حركة المستخدمين العرب على مواقع التجارة الالكترونية الشهيرة، ودراسة أنواع السلع التي يميل لاقتنائها «قبل اتخاذ قرار إقامة أول مزاد الكتروني من نوعه في المنطقة».

ولم يقتصر طموح المنّاعي على إدخال مفهوم المزايدة الالكترونية في سوق لوحات السيارات في العالم العربي وكسر ما يخصها من أرقام قياسية فحسب، بل أكّد أن شركته تعمل على إطلاق نسخة جديدة من موقعها الالكتروني الحالي «تحتوي الكثير من المميزات التي من شأنها أن تسهّل للمستخدم مهمة المزايدة على البضائع المعروضة للبيع، إلى جانب تقديم بعض الخدمات الإضافية المتعلقة بكل ما يخصّ عالم السيارات».

وتسعى الشركة، المتخصصة في مزادات أرقام السيارات المميزة، لتوسيع نطاق عملها للاستفادة من سوق ضخم لشراء وبيع الأرقام المميزة في الامارات، وهنا يقول المناعي «ما زلنا نعمل على بيع الأرقام المميزة الصادرة للمرة الأولى من إدارات المرور، لكن خطوتنا المقبلة ستكون تنظيم سوق بيع الأرقام لدى الأفراد».

وبحسب المناعي سيتم تدشين مزاد إلكتروني لهذا الغرض بدءا من يناير من العام المقبل، معتبرا أن هناك سوقا إماراتية خليجية كبرى في هذا القطاع، مؤكدا أن المسألة تحتاج لتنظيم «بدلا من تركها بشكلها العشوائي الذي تدار به حاليا».