تشكيليات سعوديات يعرضن تفاصيل قضايا المرأة باللون والصورة

المرأة والخيال في معرض «ضوء وألوان» بالخبر

من الاعمال المشاركة في المعرض (تصوير: عمران حيدر)
TT

سلط معرض تشكيلي وفوتوغرافي بالألوان والصور، الضوء على تفاصيل قضايا المرأة، وتنوعت الأعمال المعروضة في المعرض، الذي أقيم في مدينة الخبر شرق السعودية يوم الثلاثاء الماضي، حيث قدم التشكيليون وجه المرأة المختلف وقضاياها، فتجدها تارة ملاكا، ومرة ولودا وأخرى مطلقة ومظلومة وهاربة من هموم الحياة. قضايا المرأة كانت حاضرة بقوة في معرض «ضوء وألوان» والذي رصد حالات عميقة الأثر للمرأة في كل تحولات حياة المرأة، واستطاع الفنانون تقديم المرأة المتفاعلة مع الواقع والخيال، لدرجة تخيل المرتاد للمعرض سماع صراخ المرأة يدوي في مسامعه، وتلاحق المرأة زوار المعرض بدموعها وآلامها المكتوية بمرارة الصمت، الذي اكتوى به كيانها، مطالبة بحقوقها التي سلط الضوء عليها ثلاث من التشكيليات السعوديات، وهن الأميرة مي بنت سليمان العيسى، ومريم ناجع الصميلي، وإيمان العلكوم، وبالإضافة إلى مشاركة التشكيلي الكويتي عادل المشعل والمصورة الفوتوغرافية البريطانية ساندرا ماسون، من خلال معرض تشكيلي نظمته مؤسسة نقطة حلول، وافتتح برعاية الأميرة طرفة بنت مذلول بن عبد العزيز آل سعود، في قاعة التراث العربي بالخبر، وكانت الأعمال التي رسمت بالألوان الزيتية والاكريلك تنتمي للمدرسة الواقعية والسريالية والانطباعية والتعبيرية. واستخدم التشكيليون في لوحاتهم جميع التقنيات والكولاج والطباعة.

في بداية المعرض تستوقفك لوحة العروس، التي تزينت بالعكرة (العضية) التي ميزت العروس الجيزانية في جنوب السعودية، متوجة بورد الفل وغصن الزيتون بتناغم، دلالة على مفهوم السلام (الحمام وغصن الزيتون) حيث جاءت لتأكد بأن جيزان مدينة السلام، كما قالت التشكيلية مريم ناجع الصميلي.

وأما لوحة «جواهر» فقد وصفت عيون المرأة كـ«جواهر» تعكس أحزانها، وأفراحها تختزن بين جفنيها الذكريات، وتنزف منها الدموع، وترمز إلى الجانب البصري لما تحمله العين من لغة الحوار الخاصة للمرأة لتقول «إن من لا يعرف لغة العيون، لا يمكن له أن يفهم امرأة».

كما أن الضربات الحذرة والدقيقة لفرش التشكيليات على لوحاتهن، تحمل حسا إنسانيا يعكس محتوى واقعيا تعبيريا تشكيليا متدفقا بالعواطف، التي احتوت المرأة التي تعاني من تكرار الإجهاض وفقدان الجنين بقولها «إن المرأة في هذه المرحلة، تكون بحاجة إلى من يواسيها، ولكن قلما تجد من يقف إلى جانبها ويخفف عن معاناتها».

وركز التشكيلي عادل فهد المشعل في أعماله، على إبراز جمال المرأة في غالبية اللوحات السريالية، حيث لم يعمد إلى تشويهها، وقال، «لقد قدمت طوال مسيرتي الفنية 60 لوحة فنية تعبر عن المرأة في جميع ظروفها»، مشيرا إلى أن اغلب المشاكل التي تعاني منها المرأة هو الطلاق، وأضاف أنه نائب في «جمعية نسيج» التي مضى على تأسيسها سنتان بالكويت وتضم 95 امرأة ممن سقطن في مجلس الأمة، وهو الرجل الوحيد بينهن، لقناعته بأن المرأة إنسانة أعزها الله بالإسلام، ولها من الطاقات والإمكانيات ما يؤهلها للنجاح في أي مكان تختاره. وتعتقد الأميرة مي بنت سليمان العيسى، بأن المرأة لا تتمكن من البعد أو الهروب عن همومها وظروفها، مهما حاولت، لوجود صخرة كبيرة في حياتها، تمنعها من الانطلاق والحرية. وقد جسدت العيسى، ذلك في عمل تشكيلي يقدم امرأة تتمسك الصخور بطرف ثوبها، إلا أن العيسى عادت في لوحة أخرى، لتوضح بأن الرجل مهما بلغ من بطش بالمرأة، فإنه يضعف أمام المرأة.

وقالت إيمان الحلكوم، إنها تأثرت من خلال مشاركتها في معرض تشكيلي في مدينة طهران الإيرانية، جعلها تقدم المرأة في أعمالها على أنها ملاك طاهر، ومخلوق عاطفي وحالم.

وبين منظم المعرض فاضل العبد الله، أن تنظيم المعرض هو دعم لكل فنان وفنانه تشكيلي، لإبراز الفن الذي يعد إنتاجا حضاريا وتعبيرا ثقافيا، لافتا إلى أنه تم عرض 65 لوحة تشكيلية وفوتوغرافية.