عندما يجتمع الذوق الغربي والرموز الشرقية

عروض أزياء الخريف والشتاء في روما

عارضة تقدم احد تصميمات دار غوتشي في روما امس (أ.ف.ب)
TT

بدأت عروض الأزياء أمس في العاصمة الايطالية في الليل، بعد انتهاء اضراب وسائل النقل، وعاد المصممون المخضرمون في بيوت الأزياء المعروفة مثل غاتينوني وسارلي الى الظهور كعادتهم كل صيف لعرض أزياء خريف العام الحالي وشتاء العام المقبل، وشاركهم في اليومين الأولين عدد من المصممين الشباب المعروفين في روما، مثل ماركو كوريتي وايتوريه بيلوتا، كما سيبدأ بعد أيام بعض المصممين العرب الذين نجحوا في ايطاليا امثال طوني ورد وعبد محفوظ في السنوات الماضية فتوافدوا عليها مجددا، أما أرماني وكافالي وغيرهما من الأسماء الشهيرة فقد انتهوا من عروضهم في ميلانو أو باريس في الشهر الماضي.

قدم غوليلمو ماريوتو المصمم الرئيسي والمدير الابداعي لدار غاتينوني الناشطة منذ عام 1934 مجموعة جديدة تدل على أنه استبطن مبتكرات الدار القديمة وراجع الارشيف الداخلي منكفأ على ذاته، كما أنه تابع الأحداث الأخيرة عن الحوار بين الأديان فجاءت فساتينه الطويلة الأنيقة لتجمع بين الذوق الغربي والرموز الشرقية، خاصة أن الكثير من زبوناته الثريات يأتين من بلدان الخليج. استعمل ماريوتو الذي درس فن التصميم في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة طريقة مبتكرة حولت الموضة الرفيعة (هوت كوتور) الى «نصف رفيعة» ( ديمي كوتور ) فسمح بصنع بضع نسخ عن الأثواب التي صممها مستخدما بعض الآلات بدل صنع نسخة واحدة باليد تكلف ما بين عشرين الى ثلاثين ألف يورو، أو واحد وثلاثين الى ستة وأربعين ألف دولار، فأصبح ثمن كل ثوب يكلف ما بين 4 الى 6 آلاف يورو، أو 6 الى 9 آلاف دولار. الفستان الأسود الطويل كان السائد في عرضه وكذلك الفستان الفضفاض من نوع البيجاما على طريقة المصممة الروسية – الايطالية القديمة غالاتزين أو الزي الامبراطوري المقتبس عن أيام نابوليون الثالث. الألوان الغالبة كانت للأسود مع الأحمر الناري والأبيض، بينما تراجع اللون الرمادي والأزرق والفيروزي.

أما المصصم الشاب الذي عمل في باريس عارضا للأزياء ماركو كوريتي، الذي لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من العمر فأخذ على عاتقه تمجيد ايف سان لوران الراحل بالعودة الى الاسلوب القديم، رغم أن خطوط تصاميمه توحي بأنه متفهم للذوق الشبابي المعاصر. عاد بنا كوريتي في مجموعته لـ2008 – 2009 الى السترة أو الجاكيت، حيث يغلب نوع السهرة (السموكن) على طريقة سان لوران، انما اخترق احد الممنوعات بمزجه اللون الأزرق مع الأسود.

رجع ايتوريه بيلوتا الى الأساس في الجماليات كما كانت مألوفة في الخمسينات وكما كانت تلبس نجمات السينما في هوليوود في تلك الأيام. ألوانه تعدت الأبيض والأسود الى نفحات من الأخضر الزمردي والزهري المميز.

مع استمرار موجة الحر في روما يتشوق المتابعون للموضة انتهاء العروض للسفر والاستمتاع بالبحر والسباحة ويتمنون لو أن منظمي العروض يراجعون تقويم العام المقبل ويقدمون تاريخ العروض اسبوعين الى الوراء فالطقس قد تبدل في العالم ومواعيد الحر ستأتي مبكرة لكن مصممي الأزياء في روما مازالوا يحنون الى نشوة الماضي ويغوصون في سجلاتهم القديمة.