احتضنت أخيراً القاعة الشامية بمتحف دمشق الوطني معرضا أثريا لقطع نقدية نادرة تحت عنوان: «الكنوز المجهولة من المتحف الوطني بدمشق: الإنتاج النقدي لمدينة دمشق خلال العصور الكلاسيكية (فن كلاسيكي)»، حيث تم عرض 28 قطعة نقدية تعود لآلاف السنين اكتشفت في مراحل سابقة في دمشق. وحول المعرض وما قدمه من قطع فنية نادرة، قال الدكتور ميشيل مقدسي المشرف على المعرض ومدير التنقيب الأثري في مديرية الآثار السورية: «على صعيد الإنتاج النقدي كانت دمشق من أوائل دور الضرب السورية التي أصدرت نقوداً على شرف الاسكندر المقدوني، وكان ذلك بين عامي 333 ـ 323 ق.م حيث تميزت نقودها بأنها مضروبة من معدن الفضة، وكانت أول قطعة نقدية دمشقية تظهر على مركز الوجه رأس الاسكندر هرقل أو ملقارت، بينما حمل الظهر صورة الإله زيوس جالساً على العرش ونقش في الجهة المقابلة منه مقدمة كبش كأول رمز لدار الضرب الدمشقية، كما أنها حملت الحرف الأول والثاني من اسمها».
ومن المعروضات النادرة هناك تيترادراخما، وهي قطعة نقدية دمشقية فضية باسم الملك أنطيوخوس السابع ايفريجيت (137 ـ 129 ق.م)، وخلف النقد الأول هناك نقش الآلهة أثينا منتصبة بحركة المسير نحو اليسار وممسكة بيدها اليمنى تمثال الهة النصر المجنحة وباليد اليسرى الرمح. ويحمل خلف النقد الثاني نقش الإله زيوس أورانوس واقفاً ومتجهاً نحو اليسار، حيث يعلو رأسه نقش هلال ويمسك بيده اليمنى النسر وباليد اليسرى الرمح. من المعروضات الأخرى هناك تيترودراخما فضية للملك ديمتريوس الثالث فيلوباتور (95 ـ 88 ق.م) ويحمل خلف النقد صورة الالهة السورية أثارجاتيس واقفة بشكل مواجه بين ثورين، أما الملك فيظهر رافعاً يده اليمنى نحو الأمام وممسكاً بالأخرى رمحا. ومن المعروضات أيضاً نقد برونزي للملك النبطي الحارث الثالث (85 ـ 72 ق.م) وتظهر عليه الالهة تيكة معتمرة تاجاً مزيناً بالأبراج جالسة على صخرة ملتفتة نحو اليسار، بينما تظهر يدها اليمنى ممدودة إلى الأمام، في حين تمسك باليد الصغرى قرن الوفر والسعادة، وتحت قدميها تمثيل آدمي لرجل يسبح، في إشارة لنهر بردى بدمشق. ومن القطع التي ضمها المعرض أيضاً هناك تيترادراخما فضية للإمبراطور كركلا (211 ـ 218م) عليه نقش نسر نصف مفتوح الجناحين متجه نحو اليسار، ويمسك بمنقاره هالة شعاعية، ويقف بين ساقيه رأس كبش ينظر إلى اليسار. وهناك أيضاً نقد برونزي للإمبراطور فيليب العربي ونقد برونزي أيضاً للإمبراطورة كورنيلا سالونينا (261 ـ 268م) وعليه واجهة معبد مشيد على الصخر مع درج يتألف من طابقين يحتوي الأول على قوس يخرج منه الماء وربما المقصود من هذا النموذج نبع الفيجة ونهر بردى.