سعر 11 برميل نفط.. ثمن فستان «السهرة» في السعودية

سيدات يدفعن آلاف الريالات صيفا لاقتناء «البترول الحريري»

توقعات بضخ ملايين الريالات في معارض الأزياء السعودية خلال الإجازة الصيفية (تصوير: إيمان الخطاف)
TT

في غمرة الجدل العالمي حول مستقبل أسعار النفط الذي تجاوز حدود الـ140 دولارا، قدر مستثمرون في صناعة الموضة والأزياء متوسط ما تنفقه المرأة السعودية على شراء فستان السهرة الواحد بـ6 آلاف ريال (1600 دولار)، أي ما يعادل سعر حوالي 11 برميل نفط.

وبينما يبحث خبراء الطاقة اليوم إيجاد حلول لمواجهة زيادة الطلب على النفط، ارتفع طلب المرأة السعودية على البترول «الحريري» ممثلا بفساتين السهرة والمناسبات، كما تؤكد أمال الشيخ، مالكة مركز (دنيا الموضة) بالخبر، لـ«الشرق الأوسط»، مضيفة بأن الموسم الذهبي لدور الأزياء السعودية يتركز في 3 أشهر هي مايو ويونيو ويوليو.

وقالت الشيخ «إن المرأة السعودية تحرص على كل حديث في عالم الموضة»، وأوضحت أن عليهن في مثل هذه الفترة من العام ومع انطلاقة موسم الاعراس والمناسبات أن يتمكنوا من تأمين كافة احتياجات الفتاة السعودية والمقبلة على الزواج تحديداً، في حين بيَّنت أن متوسط تكلفة فستان السهرة الواحد اليوم أصبح يتراوح بين 6 إلى 10 آلاف ريال (1600 ـ 2666 دولارا).

وأرجعت الشيخ الارتفاع الكبير في أسعار فساتين الأعراس والمناسبات لزيادة أسعار كافة الخامات، حيث ضربت مثالاً بقماش الشيفون الذي كان سعر متره الواحد 80 ريالا (21 دولارا) وتجاوز اليوم حدود الـ180 ريالا (48 دولارا)، وهو ما أكدت أنه يمثل عبءً على المستثمرين في القطاع، إلى جانب ارتفاع تكلفة العمالة والايجارات بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، بحسب قولها.

من جهتها، قالت ازدهار جنادي، مالكة (دار الأزياء الأنيقة) بالخبر، لـ«الشرق الأوسط»، «إن الموضة تمثل أحد أبرز اهتمامات النساء في السعودية سواء في إقتنائها أو بحث طرق الاستثمار فيها، وخاصة فساتين السهرة والمناسبات»، فيما أوضحت أن التصاميم الصعبة تأخذ الكثير من الوقت والجهد فتكون مرتفعة الثمن مقارنة بغيرها، دون أن تحدد سقفاً أعلى للأسعار. وأكدت جنادي أن قيمة فستان السهرة الواحد في السعودية قد تصل لحدود 30 إلى 40 ألف ريال (8 إلى 10.5 ألف دولار) لدى بعض السيدات، وأضافت بأن ارتفاع الأسعار يرتبط بارتفاع تكلفة الخامات ويتأثر أيضاً بمدى استراتيجية موقع المعرض أو بوتيك الأزياء.

من جانبه ، يرى سام نصار، المصمم اللبناني في مركز (الخطوط المتجددة)، أن المرأة السعودية تحتاج في أحيان كثيرة إلى من يساعدها في الاختيار والبحث عن الزي الأنسب لها، إلا أنه أشار إلى وجود شريحة معينة من السيدات تفضل الأزياء البسيطة والراقية البعيدة عن التكلف، مؤكداً على عدم وجود فرق كبير بين اختيارات المرأة السعودية والعربية والأوروبية.

وأشار نصار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن حجم إنفاق المرأة السعودية على فساتين السهرة تراجع خلال الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ مقارنة بالسابق، وأرجع ذلك لكون وعي المرأة ازداد اليوم بحيث أصبحت تتقبل فكرة تكرار الفستان الواحد في أكثر من مناسبة بعد أن كان محصوراً في مناسبة واحدة فقط، وهو ما يراه اختلافاً يضيف للمرأة ويجعلها تبحث عن القطع البسيطة والمختلفة بدلا من تكبد شراء أكثر من فستان في الموسم الواحد.

وتطرق نصار إلى وجود مشكلة تواجه العديد من المصممين في سوق الأزياء السعودي، تكمن في سرقة الأفكار والتصاميم وتنفيذها في أماكن أخرى بأدنى تكلفة وأقل جودة هرباً من ارتفاع الأسعار، حيث أوضح أن العديد من السيدات قمن بذلك تخوفاً من دفع مبالغ كبيرة من المال ودون حماية لحقوق المصمم الفكرية، وهو ما يراه عملاً يؤثر على سمعة السوق ومستوى الثقة بين العميلات ودور الأزياء.

في حين تقول أمل محمد، طالبة جامعية، إن بحث الفتيات عن كل ما هو جديد في عالم الموضة لا علاقة مباشرة له بالأسعار، مرجعة ذلك لكون الغلاء شمل مجمل السلع تقريباً، وأوضحت أن الكثير من ملاك مراكز الأزياء والمشاغل النسائية يستغلون هذه الفترة من العام في رفع الأسعار لدرجة مبالغ بها، وهو ما تراه دافعاً لأن تتجه العديد من السعوديات لتجهيز كافة احتياجات المناسبات والأعراس قبل الإجازة الصيفة بنحو 4 أشهر.

جدير بالذكر أن تقرير اقتصادي حديث كان قد قدر حجم إنفاق السعوديات في المنطقة الشرقية وحدها على فساتين السهرة ومناسبات الزواج في الإجازة بنحو 40 مليون ريال (10.6 مليون دولار)، بينما يتضاعف هذا المبلغ في بقية المناطق السعودية التي تشهد تنافساً سنوياً بين النساء على نوعية وشكل الفساتين والأزياء.