فرقة «أنانا» السورية تقدم «صقر قريش عبد الرحمن الداخل»

تستخدم لأول مرة تقنية الطيران المسرحي

فرقة «أنانا» السورية تقدم عرضها الجديد «صقر قريش» («الشرق الأوسط»)
TT

كان الطقس صيفياً لطيفاً في مساء ليلة في منتصف يوليو (تموز) رغم ارتفاع حرارة هذا الشهر في دمشق، ولكن يبدو أن وجودنا في مسرح مكشوف وعريق وفي المساء الدمشقي بقمره المضيء، قد خفف من حرارة يوليو وصيف دمشق. ففي مسرح مدينة المعرض القديم، الذي شهد حفلات لأهم المطربين العرب والعالميين منذ خمسينات القرن الماضي، وأبرزهم اللبنانية فيروز في هذا المسرح النادر والفريد والرائع، أطلق الفنان جهاد مفلح مدير ومخرج عروض فرقة «انانا» السورية للمسرح الراقص، والذي جاء تحت عنوان: «صقر قريش» وفيه، وعلى مدى ساعة وربع، رويت حكاية القائد التاريخي عبد الرحمن الداخل، الذي غادر بلاد الشام مروراً بمصر فالمغرب، ودخل الأندلس فاتحاً ومبحراً على حصانه طائراً ولتنطلق الحقبة العربية الإسلامية في الأندلس لثمانية قرون. تميز العرض بالديكور الجميل المترف مادياً والتقنيات الفنية العالية وعشرات الراقصين والممثلين المتمكنين من الأداء الفني الرفيع. وحرص مفلح على إدخال تقنية الطيران المسرحي، وهذا يحصل لأول مرة في عروض «انانا» وحتى في كل العروض المسرحية والراقصة السورية التي قدمت سابقاً من خلال راقصي الفرقة. كل ذلك جعل الفرقة تشد الجمهور وتقنعه بفكرة العرض، وكأنه يشاهد عملاً سينمائيا ثلاثي الأبعاد، على شاشة عملاقة، وليس أجساداً بشرية رائعة تتحرك وتطير وترقص وتغني وتمثل؟ العرض الذي حرصت إدارة مهرجان القلعة والوادي السياحي الدولي، على أن تفتتح به المهرجان مساء الخميس 17 يوليو (تموز) قال عنه جهاد مفلح إن «العمل يتحدث عن صقر قريش، فبين رصافة هشام ورصافة الأندلس رحلة طويلة يمضيها عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الأمير الأموي، الذي شهد له أعداؤه قبل مريديه، ففي الثالثة من عمره يمرح بجانب جامع بني أمية في دمشق، بينما نتذكر نبوءة جده مسلمة بن عبد الملك، التي تقول إنه سيعيد بناء مجد دولة الأمويين في المغرب، بعد زوالها في المشرق». وبالفعل تتحقق النبوءة بعد رحلة من المصاعب والمتاعب في بادية الشام وغيرها، حيث يدخل عبد الرحمن الأندلس، وهو في الخامسة والعشرين وحيداً على ظهر مركب، ويومها يسمى بالأمير الداخل. ولبيني فيما دولة عظيمة، استمرت معه وبعده أكثر من ثمانية قرون.

ولعل أهم شهادة في وقتها منحت للأمير عبد الرحمن بن معاوية بن هشام، هي تلك التي جرت على لسان ألدّ أعدائه الخليفة العباسي الأقوى أبو جعفر المنصور الذي سماه «صقر قريش»؟