السعودية: إعلان حالتي ولادة للنمر العربي خلال أسبوع

رئيس المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية لـ «الشرق الأوسط» : الكشف عن جنس الشبلين بعد 60 يوما

صورة خاصة حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مركز أبحاث الحياة الفطرية للنمر المولود أمس
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» عن ثاني حالة ولادة لنمر عربي، الحيوان الأندر في العالم، بالمركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف خلال أسبوع واحد فقط، وذلك بعد أن أعلن المركز عن حالة ولادة للنمر العربي، هي الأولى، في الأسبوع الماضي.

وقال أحمد البوق، رئيس المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف، خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن حالة الولادة الثانية للنمر العربي تمت في تمام الساعة 2 ظهرا من يوم أمس، وولد المولود الثاني، والذي لم يعرف جنسه، لأم إماراتية تدعى «لينا»، وأب سعودي يعرف باسم «الجزيرة».

وذكر البوق أن حالة الولادة الأولى تمت يوم الخميس الماضي لأب جذوره سعودية ويحمل الجنسية الإماراتية ويعرف باسم «موركل»، وأم تدعى «عائشة» التي أهديت لنائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة من اليمن، والذي بدوره أهداها لبرنامج إكثار النمور العربية بالهيئة في العام 1999، وتم إدخالها في برنامج التكاثر الأسري من قبل الرئاسة خلال العام 2005.

وبين رئيس المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية أنه لم يتم الكشف حتى اللحظة عن جنس الشبلين، وذكر أن السبب «يعود إلى أن الشبلين يحتاجان للعناية الطبيعية من قبل اللبوتين (لينا، عائشة)، والتي تتمثل في الرضاعة، لمدة تتراوح من شهر ونصف الشهر إلى شهرين.

وأضاف «فترة الحمل كانت منذ ثلاثة أشهر، بعد أن تمت عملية الإخصاب الطبيعية بين الذكور والإناث»، وحول الأسماء المتوقعة للمولودين عند اكتشاف جنسهما، قال «وفق توجيهات الأمير بندر بن سعود بن محمد، الأمين العام للهيئة فإن كافة المواليد تسمى بأسماء عربية».

وتتم مراقبة الأم والمولود على مدار الساعة وفقاً لشروط ومعايير الرعاية البيطرية، كما سيقوم المتخصصون بعد مضي شهر من الولادة بتحديد جنسه ومعاينة وزنه وإعطائه التحصينات والتطعيمات البيطرية اللازمة خلال الشهر الثالث من الولادة.

 وكان الأمير بندر بن سعود بن محمد الأمين العام للهيئة العامة لأبحاث الحياة الفطرية تحدث بمناسبة حالة الولادة الأولى، قائلاً «إن النمور العربية تعد من أندر الحيوانات الثديية في شبه الجزيرة العربية حيث لا تزيد أعدادها في مناطق انتشارها الجغرافي عن 200 حيوان ودول الانتشار هي المملكة واليمن وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة مما يجعلها من أندر الحيوانات البرية في العالم».

وأضاف «إن هذا النوع من القطط البرية يحتاج لرعاية خاصة ويصعب إكثارها تحت الأسر، والمفترسات بشكل عام والنمور بشكل خاص تتعرض لهجمة شرسة من قلة غير مدركة لأهميتها ودورها في البيئة حيث تتعرض للقتل إما بالأسلحة النارية أو التسميم مقابل مبررات وحجج واهية».

كما أثنى رئيس الهيئة على دور المواطنين الموجودين في مناطق انتشار النمور وأيضاً رجال الإعلام لنشر التوعية البيئية بين فئات المجتمع من أجل الحفاظ على هذه الثروات الفطرية التراثية، مشيراً إلى «الدعم المتواصل الذي تلقاه جهود المحافظة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز، والذي يترجم إلى إنجازات حقيقية على أرض الواقع في مجال الحفاظ على الحياة الفطرية وبيئاتها الطبيعية.

يشار إلى أن المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية، والذي يتخذ من مدينة الطائف (جنوب غرب البلاد) موقعا له، ينفذ برنامجا لإنقاذ وإكثار النمر العربي في دول انتشاره منذ تسع سنوات، بالتعاون مع المراكز المختصة في دول الإمارات وعمان واليمن.

ويعتقد أن مواقع وجود النمر العربي بصورة رئيسية في مناطق جبل سمحان في مُحافظة ظفار العمانية ومنطقة عسير الجبلية في السعودية وفي محمية عين جدي بالقرب من البحر الميت في فلسطين. وتعود عملية الولادة الأولى للنمر العربي الى العام 2006، بعد أن قام المركز بوضع ذكر النمر العربي «موركل» الذي يمثل نتاج النمر «الجزيرة» الذي أهداه المركز إلى مركز حماية وإكثار حيوانات شبه الجزيرة العربية المهددة بالانقراض في الشارقة ضمن برنامج التعاون الإقليمي المشترك حيث تم التلقيح.

وكانت الولادة الأولى للنمر «موركل» تمت في الشارقة في العام 2002، وقام الباحثون بالمركز باتخاذ عدد من الإجراءات حيث تم عزل المنطقة المحيطة والقريبة من المسيجات، كما تم إخلاء المسيجات القريبة لتقليل الإزعاج نظراً لحساسية هذا النوع وخاصة أثناء عملية الولادة وبعدها.